التاريخ والآثار

أمنحوتب الثاني وتوجيهاته السياسية نحو آسيا وسوريا

 

بقلم/آيه أحمد حسن

اشترك الملك أمنحوتب الثاني مع أبيه في الحكم، عثر على اسميهما جنباً إلى جنب في معبد عمداً ببلاد النوبة ،وهكذا تولى أمنحوتب العرش خلفاً لأبيه دون أيه صعوبة، ويبدو انه تقاسم السلطة مع أبيه لمدة ثمانية شهرا تقريباً ،وقد بدأ الملك الجديد يحكم بمفرده ابتداء من العام 1440 قبل الميلاد، وقد بدأ الملك حساب سني حكمه منذ تعيينه شارك مشاركا في الحكم بعد ابيه وليس منذ انفراده بحكم البلاد وذلك في تاريخ الشهر الرابع من ٱخر اليوم الاول في العام الثاني والخمسين من عهد ابيه وحكم البلاد قرابه 26 سنه تخللها احتفاله بعيد” السد” مره واحده في على الاقل.

الملك امنحوتب التاني
الملك امنحوتب التاني

“مهارات أمنحوتب الثاني”

وكان شابا قوياً أكثر قوة من أبيه،ذا قوة مدهشة ومما يقال عنه انه كان قادراً على أن يشد

قوسا لا يستطيع غيره أن يشده أو يصوبه بمثل مهاراته ، وكان على دراية بجميع أنواع بجميع أنواع الأسلحة.

وقد انتفع بالتربية العسكرية التي تعهده أبوه بها في توطيد أركان الأمن في دولته إشاعة الهيبة في نواحيها الواسعة، تلك الدولة التي روى “مين مس” مهندسه ومهندس أبية أنه ثبت حدودها في العالم الرابع من حكمه بنصبين جديدين:نصب أقيم في أرض نهرين على الفرات ، ونصب آخر أقيم في أرض كاروى في جنوب النوبة ، وذكرت نصوص أمنحوتب أنه تفقد المناطق الشمالية مرتين ، بلغ في احدهم أوجاريت وألالاخ “تل العطشانة”قرب أنطاكية “كما وجد له تمثال جاث يحمل ا آنيتين قربانا على يديه قرب شندي وعلى مسافة سبعين ميلا شمالي الخرطوم.

ومالت حوليات أمنحوتب الثاني ونصوصة إلي المبالغة في تصوير انتصاراته ، على العكس من حوليات أبية التي راعت سلامة المنطق في روايتها بقدر الإمكان ، ولو أن نصوص أمنحوتب امتازت على الرغم من عنصر المبالغة فيها بنصب كبير من الحيوية والتفصيل ، لاسيما فيما روته عن أخبار صاحبها في المرات التي تعمد فيها أن يستعرض فتوته داخل مصل وخارجها.

الملك امنحوتب التاني
الملك امنحوتب التاني

” اتجاه أمنحوتب إلي آسيا ”

وقد توجه في العام السابع من حكمه على راس جيشه الى اسيا،وكانت حمله عسكريه كبيره هدف منها الى توسيع حدود دولته وبلغت جيوشه او جاره راس شامبا 11 كيلو متر شمالي اللاذقيه-ودامت فصولها زهاء شهرين كاملين ولعل سبب تجريد هذه الحمله كان وضع حد للاضطرابات داخل امارات سوريا، بالاضافه الى فرض النفوذ على كل منطقة انحناء نهر الفرات لتوسيع رقعة الامبراطورية المصرية.

“اتجاهه على رأس جيشة إلي سوريا”

وفي العام التاسع توجه الملك على رأس جيشة إلى سوريا وربما كان الهدف من هذه الحمله هو لدرء تمرد خطير يهدد السيادة المصرية على سوريا بما دفع بالملك الى الخروج على وجه السرعه لقمع التمرد تاكيدا للسيادة المصرية ،وقد تمكن الملك من إعادة الأمور إلى نصابها ، ولم تكن الحملة على نطاق واسع كسابقيها ، انما كانت حملة تفتيشية أكثر منها حملة حربية ، وعلى الرغم من طول أمدها الذي بلغ نحو خمسة شهور ، إلا أنها كانت محدودة الأهداف ولم تتعد بحر الجليل في شمالي فلسطين ، وعدد أمنحوتب أسراه من هذه الحملة فبلغ نحو مائة ألف أسير مما دعا إلي إفتراض قيامه بنفي أو تهجير سكان المنطقة بغرض إضعاف روحهم المعنوية وإنقاص أعدادهم كي لا يقوموا بأي تمر على حكمه فيما ، وواضح أن هذا الإجراء قد أتي ثماره فلم بعد نسمع عن أي تمرد أو ثورة تهدد السيادة المصرية على سوريا وفلسطين لأمد طويل.

الملك امنحوتب التاني
الملك امنحوتب التاني

وفي الختام أود أن أوضح للقاريء أن الملك أمنحوتب الثاني توفي فيما بين الأربعين والخمسين من عمره ودفن في مقبرة بوادي الملوك تعد من أجمل وأكمل مقابر الوادي وهي تتميز بمناظر دينية عديدة ونقوش تمثل بعض ما ورد في كتاب ما هو في العالم الآخر ، واستخدمت مقبرتة ضمن رفات تسع ملوك قام الكاهن بانجم الأول من أواخر الأسرة العشرين بإعادة دفنهم فيها.

على أية حال عندما توفى الملك أمنحوتب الثاني ، تجددت بعض الصعاب بسبب الخلافة على العرش ، وكان لأمنحوتب أكثر من إبن ، أحدهم يسمى تحوتمس ويبلغ من العمر تسعة عشر عاماً.

قد يهمك أيضاً….

تروس الحضارة المصرية القديمة .. العمال..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا