تقارير وتحقيقات

رؤية وطن تفتح ملف التنقيب عن الآثار “أجزاء تقطع من جسد مصر”

 

تقرير نشوى عبد الكريم

على مدار آلاف السنين قام العديد من الأشخاص بالتنقيب عن الآثار ونبش تلك القبور للاستيلاء على ما بها من مقتنيات ثمينة

وهنا نجد سؤال يطرح نفسه وبشدة

هل لهذا التنقيب علاقة بالمستوى الاجتماعي؟

ام له بعد ثقافي بعيد كل البعد عن الحالة الاجتماعية؟

أصبحنا نرى الكثيرين في المدن والقرى وبعض المحافظات لا شاغل لهم سوى التنقيب عن الآثار والبحث عن المقابر وحلم الثراء السريع

هذه القضية فعلا تحتاج لدراسة بالغة الدقة ومعرفة أسبابها الحقيقية

هل للبعد الثقافي دخل في القضية ؟

على سبيل المثال

رؤية وطن تفتح ملف التنقيب عن الآثار "أجزاء تقطع من جسد مصر"
رؤية وطن تفتح ملف التنقيب عن الآثار “أجزاء تقطع من جسد مصر”

 

ظهرت قضية رأي عام الفترة الماضية  تورط بها شخصيات عامة لها ثقلها داخل المجتمع ومنهم سياسيين وأصحاب قنوات وشركات ولديهم رؤوس أموال ضخمة أي أن من تم اتهامهم في هذه القضية ليس لديهم دافع مادي

ما الدافع إذن ليغامر البعض بمستقبله وسمعته أمام هذا الأمر؟

ومن هذا المنطلق تواصلت مع أحد الأشخاص الذين قاموا فيما مضى بالبحث والتنقيب  عن الآثار ويدعى (ج. ع. م) في محاولة مني لفهم أبعاد ما يحدث وبما يفكر من يقوم بالتنقيب

بدأت بسؤاله هل أنت متعلم .. لا أعلم لماذا بدأت بهذا السؤال وكأن عقلي ينسج خيوط شئ برأسي وسالت

رد ببطء شديد وكأنه لا يريد الإجابة لم أكمل تعليمي

ما مهنتك؟

قال لي بفخر سائق

لماذا قمت بالتنقيب عن الآثار؟

فرد وبدون تفكير لضيق الحال الآثار تحقق لي حلم سريع وهو الثراء وبدون مجهود يذكر

هل ترى أن من حقك الاتجار بهذه الآثار؟

فرد وقال نعم انها ملك لأجدادي وانا الوريث لها

هل عثرت على آثار؟

لا لم يحالفني الحظ ولكن غيري عثر

ومن احدي قري صعيد مصر كان لي لقاء مع أحد المزارعين البسطاء ممن قاموا بالتنقيب عن الآثار في محاولة مني لفهم أبعاد تلك القضية وما الدافع لاستمرارها؟

في البداية تعرفت عليه

ما اسمك؟

قال الحاج(ع. ل. ج)

كم عمرك؟

٥٨ عاما

هل قمت بالتنقيب عن الآثار؟

رد قائلا معظمنا في القري قمنا بالتنقيب

هل كان ذلك في بيتك أو أرضك؟

لا ولكن في بيت أحد أقاربي

قلت له وما السبب في التنقيب؟ ما هي العلامات التي أوحت لكم بوجود آثار؟

قال لا يوجد شبر واحد في وجه قبلي إلا وبه آثار

استغربت من رده بهذه الثقة وأكملت

هل وجدت شئ؟

فقال للأسف لم يحالفني الحظ وفي المرة القادمة سأجد باذن الله

فأكملت مسرعة وهل يوجد مرة اخرى؟

قال لي بالطبع إن لم أجد في هذه المحاولة سأجد في محاولات أخرى ولن أيأس

فشكرته وانصرفت

ومن أطراف القرية قابلت الأستاذ (م. ص) مدرس لغة عربية بالمدرسة التابعة لهذه القرية ورأيت مع مظهره البسيط ونظارته ثقافة تنبع من عينيه وحواره معي

رؤية وطن تفتح ملف التنقيب عن الآثار "أجزاء تقطع من جسد مصر"
رؤية وطن تفتح ملف التنقيب عن الآثار “أجزاء تقطع من جسد مصر”

وبدأت اسئلتي

ما رأيك في التنقيب عن الآثار؟

استطرد قائلا : هذه قضية فعلا تحتاج للاهتمام والمتابعة ومعرفة دوافعها وأسبابها الحقيقية

هل التنقيب حق يشعر به البعض أنه حقا له؟

فابتسم قائلا: للأسف كل من يبحث وينقب لديه نفس الفكر والعقل أنه من حقه البحث وكأن الفراعنة تركوا له حق الإرث والتصرف وللأسف من ينقب عن الآثار ينظر لهذا الإرث العظيم نظرة مادية فقط وكأن هذه الآثار تقاس قيمتها بالأموال فقط

هل من يقوم بالتنقيب تسيطر عليه حالته المادية فقط؟

قال للأسف لا لأني شخصياََ أري أشخاص لديهم رؤوس أموال ومشاريعهم الخاصة

فقلت له الطمع مثلاََ؟

رفع رأسه إلى أعلى وتنهد وكأنه يحاول استجماع ذهنه للرد على السؤال وأكمل حقيقي لا أعلم فكرت كثيراََ ولكني لا أجد إجابة واضحة ولكني أري في الكثيرين عدم الوعي والفهم الحقيقي لقيمة ما تركه أجدادنا لنا

وهنا كنا في حاجة ماسة لمعرفة الرأي القانوني واستشارة أحد المتخصصين في مجال المحاماة وتواصلت مع المحامي (تامر عبد الكريم) لتوضيح الموقف القانوني لهذه القضية

 

هل قمت بالدفاع عن قضايا مماثلة؟

فرد قائلا تعرضت خلال حياتي لقضيتين

ما هو الموقف القانوني بالنسبة لهذه القضية؟ وما هي العقوبات التي ينص عليها القانون؟

نص القانون رقم ١٧ لسنة ١٩٨٣ والمعدل بالقانون رقم ٩١ لسنة ٢٠١٨ عن عمليات التنقيب عن الآثار تصل للسجن والغرامة، قضت المادة ٤٢ من القانون بشأن عقوبة التنقيب عن الآثار بالسجن المؤبد والغرامة ١٠٠ الف جنيه حتي يصل الي مليون جنيه علي كل من سرق آثراََ أو جزء من آثر من الآثار المسجلة والمملوكة للدولة وذلك بقصد التهريب.

انهيت لقائي معه وعقلي يفكر وبشده ويربط الخيوط بين كل من سألتهم لأجد إجابة واحدة ولكن ما استطعت التوصل إليه هو رابط واحد وهو في نفس الوقت الحل لهذه القضية وهو  (التوعية)

البعض لم يجدوا منذ الصغر من يزرع في عقولهم أن هذه الآثار فعلاََ ملكاََ لنا وليس لغيرنا ولا تباع ولا تشترى

انه تاريخنا وماضينا انه فخرنا وسط العالم

ان أجدادنا فعلاََ تركوا لنا هذا الإرث لنرى فيهم  عظمة الماضي وحضارة يقف العالم بأجمع عاجز

هذه القضية حلها ليس بتغليظ الاحكام والتعامل معهم كمجرمين يجب على الدولة بمؤسساتها المختلفة المشاركة في هذه التوعية بدءََ من المدارس ومروراََ بوسائل الإعلام والهيئات وبكل أفرع الدولة

والتعامل مع هذه القضية كوباء يستحق التوعية والإرشاد والاحتياط التام من هذا الوباء حتى لا ينتشر ويصبح مرض لا علاج له يجب زرع القيم والفخر داخل أطفالنا منذ الصغر بتلك الحضارة العظيمة التي تركها أجدادنا لنا والحفاظ عليها نورثها لأحفادنا كما استلمناها نحن   التوعية هي الحل الوحيد لهذه القضية

أفضل المشروبات الصحية المفيدة والمنعشة للجسم خلال شهر رمضان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا