مقالات

الأم تستحق التكريم وزيادة

بقلم : نور عبد المنعم الحوفي

 

أصل الشيء ومجمعه يكمن في كلمة “أم” كما في مختار الصحاح فالأم هى مجمع الإنسان حيث جاء من رحمها وقد تفرع عنها وهى شدته وصلابته وقوته في وسط الصعاب حيث قال ابن دريد : كل شئ أنضما إليه أشياء فهو أم لها ، وعلى هذا فالأم أنضم إليها كثير وجاء منها كثير فكانت الأم والأخت والصديقة والزوجة والحبيبة والجدة وغيرها من أشكال الحنان التي لا إنقطاع لها فلذلك تعتبر الأم أماً لأن أصل وعماد جميع الأشياء الجميلة التي نتمتع بها من بداية حياتنا حتى نهايتها.

الأم تستحق التكريم وزيادة
الأم تستحق التكريم وزيادة

 

فالمرأة بصفة عامة هي نصف المجتمع من حيث العدد ولكنها المجتمع كله من حيث الإعداد لقول الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق وعلى هذا تكن المجتمع كله من حيث إعداد مجتمع بأكمله فالمرأة هى بداية حياتنا ولولا وجود امرأة ما كان هناك لوجود أم ؛ فألطف وأحن الكلمات هى كلمة أمي ففيها الدفء والسعادة والأمان.

 

فلم تكن الأم تستحق عيداً واحداً بلا تستحق يومياً أعياد لوجودها بيننا فهى لم تكن مجرد مناسبة سنوية فقط بلا وجودها في حياتنا يستحق الاحتفاء والتكريم بكل ثانية ننعم بوجودها بيننا، وكذلك الأب ولكنها هى تتحمل الكثير من أجل أن ترى إبتسامة أبناءها ولكننا عندما صار العمر يجري بنا أصبحنا نحن من نريد رؤية إبتسامتها لأنها حقاً تهون علينا الكثير .

الأم تستحق التكريم وزيادة
الأم تستحق التكريم وزيادة

 

ربما كنا صغاراً كنا نكتب دوماً الأم هى التي تحملت الكثير من الآلام من أجلنا لنرتاح ولكننا كبرنا وعلمنا كم تحملت وصبرت وتغاضيت عن كثير لكي نرتاح ولا حاجة لها براحتها هي ، في راحتها تكمن في سعادتنا .

 

كبرنا وأصبحنا نعلم بأنها لم تستحق التكريم بل تستحق الزيادة فالجنة تحت قدمها والأمور تكون أكثر سهولة بدعوتها والحياة تكون أسهل بوجودها ، فالحياة بدونها لا تسوى شيئاً على الإطلاق لم تكن موت غاب عنه الروح وترك الجسد فقط تأخذه الرياح كيفما تشاء وهنا من الممكن أن نستشهد بمثل ربما تعرفه عزيزي القارئ ” الإنسان بلا أم حاله يُغم” فحقاً الحياة بدونها تمر فقط ولكنها كالثقل على القلب فليس هناك دعوة تخففها ولا قلب يسند .

 

الأم هي من تتحمل كل شيء من أجلنا ، هي من تتحمل العصبية المُفرطة عليها ثم تنهض مرة آخرى من نوبة غضبها منا وتسأل عن سبب ما نحن عليه دون الإنتباه لما هي عليه ؛ لأن راحة قلبها تكمن في رؤية ابتسامتنا نحن أيضاً، هي من تكون بالقرب منا في حالة ابتعاد الجميع هى حقًا تكن السكن والمسكن والسكينة.

 

مؤخراً وبمناسبة عيد الأم تعلم جميع أمهاتنا بأننا نحبها حتى وإن صدر منا عكس ذلك فإذا كنت لك أماً إحتفل بها في محيط بيتك ولا داعي بالنشر على جميع وسائل السوشيال ميديا إحتفالاً بها وربما في الأخير لم يكن عندها أية تطبيق لتعلم احتفالك من الأساس فاجعل احتفالك بها حباً ولا تشهيراً فهناك من يكون عيد الأم عليه كالجنازة التي تتكرر كل سنة عليه ، فعلينا بتقديم العزاء لهم بأن لا نكون محدثي نعمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا