تقرير: ثريا الصاوي

أشهر نجمة كوميديا في القرن الماضي، سجلت إسمها بحروف من ذهب وسط عمالقة الزمن الجميل بخفة ظلها وإفيهاتها الضاحكة التي من أشهرها “ياختي شبابه حلو ياختي جماله حلو، ده حتى مش حلو على عقلي الباطن، كتاكيتو بني، إنسان الغاب طويل الناب.. يا محطم قلوب العذارى، أنا الأنسة حنفى يا مُهدى إلى الحديقة يا وارد أفريقا.. هخليك يا حسب الله تقول ع الله” هي صاحبة لقب ورقة الكوميديا الرابحة.

تحل علينا ذكرى وفاة “زينب محمد سعد” وشهرتها الفنية زينات صدقي أطلق عليها هذا الاسم الفنان الراحل نجيب الريحاني نسبة إلى اسم صديقتها المقربة “خيرية صدقي” وانضمت إلى فرقة الريحاني لتقدم مسرحية “الدنيا جرى فيها إيه” وتحقق نجاحًا فنيًا كبيرًا وذاع صيتها في الوسط الفني.

وشاركت في فيلم “بسلامته عايز يتجوز” لتصبح زينات أشهر واحدة تقدم دور الفتاة التي تبحث عن الزواج وتسعى دائمًا في الحصول على عريس أبرزها فيلم “ابن حميدو و شارع الحب”.

ومن أشهر أعمالها السينمائية: “المليونير، اسماعيل يس في الأسطول، ياسمين، مليون جنيه، أربع بنات وضابط، الآنسة حنفي، عزيزة، عفريته اسماعيل يس، القلب له أحكام، حلاق السيدات، العتبة الخضراء، معبودة الجماهير” وغيرها من الأعمال الفنية الخالدة في أذهان الجمهور.

حيث قدمت الراحلة زينات صدقي دور باللغة العربية الفصحى في إحدى مسرحياتها وذكرت بعض المواقف الكوميدية التي حدثت أثناء عرض هذه المسرحية وذلك من خلال حوار نادر لها.

قائلة: “أقدم دور غادة الكاميليا على مسرح رمسيس، وكان أحد المشاهد يتطلب أن أقدم لحبيبي “أرمان ديفال” زهرة بيضاء من زهور الكاميليا، ولكن قبل رفع الستار فوجئت بأن الشخص المكلف بإحضار هذه الزهور لم يحضرها، ووقعت في مأزق أرادت أن اتصرف فيه بسرعة قبل رفع الستار حتى لا تحدث مشكلة مع مدير المسرح”.

وتابعت زينات: “أخذت أصيح بين العمال وزملائي حد يتصرف مفيش أي زهرة تنفع تقضي الغرض ونخلص المشهد فلم يجد أحد حلاً، ولم يتحرك أحد سوى الطباخ الذي يقوم بإعداد الوجبات في المسرح”.

وأوضحت: “الطباخ أسرع إلى المطبخ وجاء ومعه الغلاف الخارجي لرأس ثوم واقترح أن استخدامها كبديل لزهرة الكاميليا البيضاء، ولم أجد حلاً سوى الاستعانة بهذه القشرة الخارجية للثوم”.

وفكرت أثناء أداء المشهد هل سيقتنع الجمهور بأن غلاف رأس الثوم هو زهرة كاميليا أم سيفسد المشهد، وفى هذه اللحظة ألهمني الله أن أضيف بعض التعديلات للحوار حتى ابرر اختلاف شكل الزهرة المزيفة، فقلت لحبيبي في المشهد :” خذ هذه الزهرة ياأرمان، إنها شاحبة ، جامدة، باردة ، لكنها نقية طاهرة”.

ولم يلحظ أحد من الجمهور هذا التغير في الحوار ولا في الزهرة المزيفة، ولم يتعجب سوى الممثل الذي يقوم بدور أرمان من إضافاتي للحوار، حيث لم يكن يعلم أن هذه الزهرة غلاف رأس ثوم ومر الموقف والمشهد بسلام بفضل الطباخ ورأس الثوم.

عانت الفنانة زينات صدقي، في نهاية حياتها من الفقر، والمرض وتوقف المنتجون عن إسناد الأدوار لها، فساءت بها الأحوال، وفي عيد الفن قرر الرئيس السادات تكريمها، فلم تجد ملابس مناسبة تذهب بها لحفل التكريم، واستعارت فستانا، وصرف الرئيس السادات معاشًا استثنائيًا لها، كما دعاها للحضور إلى حفل زفاف ابنته.

أصيبت الفنانة زينات صدقي بماء على الرئة اشتد عليها المرض ورحلت عن عالمنا في 2 مارس 1978.