مقالات

الإتجار بالنفس

 

كتبت: نور عبد المنعم الحوفي

تعودنا من قديم الأزل أن تكون التجارة بالأموال وتداولها في الشيء الخاص بالتجارة ولكننا اليوم أصبحنا نتاجر بكل شئ للحصول على الأموال ، أصبح هناك من يتاجر بأهله وآخر يتاجر بنفسه وآخر يتاجر بأولاده وذلك من أجل الحصول على الأموال بأسرع الطرق الممكنة ولكن هل هذه التجارة تكن رابحه بالقدر الكافي الذي يستحق التجارة بالأهل والبيت فوالله لو كان ثمن التجارة بهم ملايين لو علم أحدهم قيمة سُترة البيت ما فعل ذلك أبدًا.

 

كنا في السابق وربما هناك ما قل الذي يمشي على هذا النهج عندما يزورنا أحد يقم الأب بأمر من في البيت بعدم الخروج على الرغم من أن الزائر باستطاعته أن يرانا خارج البيت من الأساس ولكن داخل البيت يحرص الأهل بأن له حرمة لا يصح الإفصاح عنها لأية شخص على الإطلاق وهذا أن دل على شئ يدل على نخوة وغيرة الأب أو رب الأسرة على أهله.

 

ولكن اليوم المنتشر أصبح تقشعر له القلب حقيقةً ، عند زيارة أحد لفرد ما يقوم بتصويره ، عند حدوث مشددات مع الزوجة أو غيرها من أهل البيت تعاد المشددات مرة آخرى لكي يرى الناس ويتعلمون ماذا لو حدث هذا الموقف معهم مثلًا ولكن أحب أن أوجه رسالة أن هذا الموقف الذي تتعرض له لا يشابه أية مواقف يتعرض له الآخرين حتى وأن تعرض له البعض فأنا أعرف جيدًا لم يكن تصرفهم في الموقف كما فعلت أنت.

الإتجار بالنفس
الإتجار بالنفس

 

أصبحنا اليوم كل فرد يمسك بزوجته وأفراد أسرته والإتجار به أمام الكاميرا للحصول على بعض المشاهدات التي تساهم في وجود الأموال ، لم أعرف ولا أستوعب بأن قلة الحيلة توصل الناس إلى هكذا من الأفعال ، أرى مثلا من يتراقص هو وزوجته أمام الكاميرا وهناك مشاهدات بالملايين صراحة أن أكاد أذهل من الموقف ، أردد في عقلي إزاي راضي عن هذا الفعل والسلوك وفي الجانب الآخر يشجعها أيضًا .

 

هناك تطبيق يسمى” التيك توك ” نعرفه جميعًا عند تصفحي عليه صدفة أشعر في قرارة نفسي بشيء من الاشمئزاز والاحتقار لما عليه هنا تكمن القضية من فظاعة المشاهد عليه ربما بعض المشاهد التي لفتت نظري عن فظاعة هذا التطبيق وغياب الرقابة عليه وعلى غيره من التطبيقات الآخرى وهو شاب يصلي ويصلي بجانبه بنتين وهما في شكل لا يليق بالصلاة إطلاقًا هنا وجدت نفسي في حالة من الذهول والتي هي لماذا نحن أصبحنا هكذا من أجل المال مال ماذا؟! بالمتاجرة بالدين والأهل والعرض مال ماذا ؟! نحن أصبح وسط أعجب مجموعة بشرية خلقها الله على الإطلاق.

 

من هول المناظر والأشياء التى أراها أصبحت أبغض الخروج من البيت حتى لا يحتك بالمجتمع لم أقل بأن المجتمع أصبح كله هكذا ولكن أصبحت أخاف منه واخاف من الأختلاط بالبشر لأننا أصبحنا نعيش وسط ذئاب في ثوب إنسان .

 

نحن نعرف عن تجارة الأعضاء هو خروج الأعضاء من الجسد وبيعها بالأموال نحن نفعل هكذا خروج الأهل من البيوت إلى الكاميرا وبيعهم أيضًا من أجل الحصول على بعض المشاهدات وغيرها.

 

ربما عزيزي القارئ ترى بأنني ناقضة لكل هذه الوسائل نعم أما ناقضة ولكن للمحتويات التي تضر بنا والمحتويات التي بها متجارة بالنفس من أجل أشياء لا قيمة لها لا أنكر بأن هناك محتويات تكن مفيدة للبعض وربما الفئة المجتمعية كلها ولكن هناك محتويات لم يكن عليها سوى الله حقيقة .

 

نهاية لا أرى حل لهذه المهازل سوى المراقبة عليها ورفض ما يقوم بخدش ثقافة المجتمع المصري وتقاليده التي أصبح المهتم به هو الشخص الخارج عن المألوف ، وأصبح المألوف هو ما يحدث الآن ، علينا باتخاذ الإجراءات الصارمة من أجل بناء تقاليد وثقافة المجتمع من جديد من أجل الأجيال التي ستخرج للمجتمع حتى نساعد في بناء صالحة للعيش في مجتمع مصري أصيل وليس مجتمع يشبه الغرب فيما لا يشبهنا ولكن يهيننا ، علينا لو أردنا التقليد علينا بتقليد أشياء ترفع من شأننا وليس من تحطيم وتقاليدنا وهويتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى