مقالات

العنصرية الجديدة

 

بقلم: محمد طالب غلوم طالب

 

بتاريخ 20 يناير 2009 صعد الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما وهو أول رئيس أسود من أصل أفريقي لكي يحكم أمريكا الدولة العظمى وقد اعتبر ذلك شيئاً صادماً للكثيرين سواء في امريكا أو في العالم الغربي عموماً ، ولكن … دعونا نسترجع أحداث عام 2001 و بالتحديد في مدينة ديربان في جنوب افريقيا
التي استضافت مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية في العالم
السؤال الذي يطرح نفسه هل العنصرية ضد السود فقط أم ماذا ؟
وما صلة ذلك بالعبودية ..
هتلر مارس عنصرية بغيضة ضد اليهود
والفراعنة كانو عنصريين ضد الطبقة الفقيرة ومنهم بني إسرائيل حتى إنهم استعبدوهم وجعلوا منهم خدماً يعملون بالسخرة
بعض الأساطير القديمة تؤكد انه لولا العبودية ما كانت الحضارة المصرية القديمة
وهذا الادعاء مردود عليه
لأن الحضارة الفرعونية امتدت لقرون طويلة وليس في زمن العبيد فقط أو وجود بني إسرائيل فيها
واين نحن اليوم بعد عقدين من اعتماد إعلان تاريخي للقضاء على العنصرية، لا يزال التمييز “يتغلغل في المؤسسات والهياكل الاجتماعية والحياة اليومية في كل مجتمع”، حسبما قال الأمين العام للأمم المتحدة
و بمناسبة الذكرى العشرين لاعتماد إعلان وبرنامج عمل ديربان، اجتمع رؤساء الدول والحكومات في قاعة الجمعية العامة كجزء من فعاليات الدورة ال76 للجمعية العامة لمناقشة موضوع “جبر الضرر وتحقيق العدالة العرقية والمساواة للسكان المنحدرين من أصل أفريقي”.
وصرح الأمين العام أنطونيو غوتيريش قائلاً: “المنحدرون من أصل أفريقي، ومجتمعات الأقليات، والشعوب الأصلية، والمهاجرون، واللاجئون، والمشردون، وكثيرون غيرهم لا زالوا جميعا كبش الفداء ويتعرضون للكراهية والوصم والتمييز والعنف”.
وأضاف أن “كراهية الأجانب، وكراهية النساء، والمؤامرات البغيضة، وسمو العرق الأبيض، والأيديولوجيات النازية الجديدة آخذة في الانتشار – وتضخمت عبر صدى غرف الكراهية”.

فهل نجدد العهد مع الله تعالى ونعلي من القيم السامية لاسلامنا العظيم وما جاء به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من تعاليم فاضلة قبل الاعلان العالمي لحقوق الإنسان بزمن طويل زاد عن 1440 عاما

حيث يخاطب القرآن المجيد الناس جميعا ويقول

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )

سورة الحجرات:13

ويقول الخليفة الراشد

( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ..)

إن العنصرية الجديدة ليست ضد لون ودين لأنها موجودة منذ القدم و يمثل التمييز بين البشر بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني إهانة للكرامة الإنسانية، ويجب أن يدان باعتباره إنكارا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وانتهاكا لحقوق الإنسان وللحريات الأساسية المعلنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعقبة دون قيام علاقات ودية وسلمية بين الأمم، وواقعا من شأنه تعكير السلم والأمن بين الشعوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا