قراءة صحفية في التغييرات المناخية
كتب: أمير أبورفاعي
بدأ يتردد بقوة على مسامعنا مصطلح التغير المناخي خاصة مع حالة عدم الاستقرار في الطقس و درجات الحرارة التي شهدها كوكب الأرض على مدار السنوات المنصرمة، و بدأت وسائل الإعلام في تقاذف هذا المصطلح و الاهتمام بالحديث عنه بصورة قوية على غرار الاهتمام الدولي بعقد لقاءات و مؤتمرات تتعلق بمناقشة ظاهرة تهدد أمن الكوكب الأرضي.
و في إطار هذا الاهتمام الشديد بخطورة هذا المصطلح و ما يترتب عليه من تبعات، سنحاول رصد و تحليل هذا المصطلح بصورة مبسطة تمكن القارئ من الفهم و المعرفة في محاولة التبصير لهذه الظاهرة أو بتعبير أدق القضية، فتهديد أمن الكوكب الأرضي لا يعد ظاهرة بقدر كونه قضية كبيرة لما يترتب عليها من عواقب تتخطى حدود الظاهرة.
فمعرفة المصطلح و فك طلاسمه بصورة مبسطة بعيداً عن المصطلحات العلمية التي يمكن أن تقف عقبة أمام القارئ في التعاطي مع هذه القضية هي أولى الخطوات التي سنحاول القيام بها، قبل الغوص في تاريخ نشأة قضية التغيير المناخي و تحديد المسئول عنها، و تلك القوى التي استمدت سطوتها و حققت أرباحاً على حساب هذا الكوكب و سكانه غير عابئة بتأثير سلبي يتخطى تأثيره حدود دولها، و تلاعب هذه القوى ببيانات علمية و حملات دعائية كان لمراكز الرصد العلمي و وسائل الإعلام ألا تحيد عما اختارته هذه القوى من مسار محدد لها، لتأخذنا بعدها سفينة الإبحار في قضية التغيير المناخي لنرسوا بها على شواطئ تأثيراتها المتباينة بين صحة و إقتصاد و زراعة و سياحة و سياسة و غيرها من النواحي التي يطول عرضها.
في البداية يجب أن نتعرف على مصطلح تغير المناخ , حتى لا يتداخل التعريف بمصطلح الطقس المرتبط بأذهان الكثير من خلال النشرات الجوية و درجات الحرارة،فيعتبر أبسط تعريف للتغير المناخي هو أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة، فالمناخ يعطي صورة عامة وشاملة عن حالة الجو في تلك المنطقة المناخية التي تميزها عن غيرها من المناطق عبر فترات زمنية طويلة، فمثلا يوصف مناخ حوض البحر المتوسط بأنه حار جاف صيفا، ومعتدل ماطر شتاء، أو يوصف مناخ المنطقة الاستوائية بأنه حار وماطر طوال العام. و هو بهذا أعمق من الطقس الذي هو حالة الجو من حيث عناصر المناخ المختلفة لمنطقة محددة لفترة زمنية قصيرة، تقدر ببضعة أيام وهذا ما ينطبق على وصف النشرة الجوية لمنطقة معينة .
