تطوير الذات وما يسبقه من صعوبات

كتبت : مايا أحمد زكي

تمر على الإنسان الكثير من لحظات الضعف وفقدان الشغف، ويجد نفسه في صراع دائم بين رغبته في الراحة من هزائمه المتتالية وبين رغبته في تطوير ذاته والعمل على النهوض بها، كما تمارس عليه عادات وتقاليد المجتمع ضغط كبير، فإنهم يعتبروا الخاسر في شئ ما، ما هو إلا شخص فاشل، وينبهروا بكل ماهو ناجح، رغم أن هذا الناجح مر بالكثير من الهزائم لكنهم لم يرونها.

الأزمات التي تسبق تطوير الذات:

يتعرض الفرد للكثير من الأزمات التي تسبق انتفاضة تطوير الذات مثل: “الرفض من المجتمع، الرفد من العمل، التنمر، الإنفصال أو الطلاق، فقدان شخص عزيز، ضياع حلم ما، شعور الفرد أنه ليس مرغوب فيه، ضغوط المجتمع، العادات والتقاليد، التجارب التي مر بها الفرد ولم تنجح، الخذلان، الإنتقادات، إلخ..”

مرحلة ما بعد المرور بالأزمات:

بعد المرور ببعض هذه التجارب قد يدخل الفرد في حالة اكتئاب، وتتصارع داخله رغبات التطوير والتغيير، وميوله للإنعزال والبقاء ساكن، كما هو فقط، ومن ثم تنتصر رغبات تطوير الذات شئ فشئ، ويبدأ في البحث عن أساليب تنمية وتطوير الذات والعمل على النهوض بها؛ لكي يعود أقوى من ذي قبل.

أساليب تطوير الذات:

هناك بعض أساليب تطوير الذات، فمن الجانب الديني لابد أن تتحسن علاقة الفرد مع ربه، أما من الجانب الأكاديمي فلابد أن يعمل على أخذ الكثير من الدورات التدريبية في مجال دراسته وعمله؛ حتى يكون مؤهلًا بالقدر الكافي، وأما من الجانب الاجتماعي فلا بد أن يحرص على التعامل مع “لايف كوتش” متخصص، وعمل تمرينات التأمل.

عوامل مساعدة لتطوير الذات:

من أهم عوامل تطوير الذات هي التخلص من الطاقة السلبية، ومحاولة نسيان الماضى بكل ما حدث فيه من أشياء مؤلمة، واستثمار الحاضر بشكل جيد، والتطلع للمستقبل، والعمل على أن يكون أفضل مما مضى، والانشغال بالأعمال المفيدة، والتواجد دومًا بصحبة الأهل والأحباء والأصدقاء؛ لتنعكس عليه طاقات الحب والتفاؤل.

وفي النهاية، فإن الحياة مليئة بالمنحنيات، ومن الطبيعي أن نشعر بالتعب والإرهاق وفقدان الشغف والرغبة في الإنعزال، فأحيانا يخرج الإنسان من عزلته أقوى بكثير، ولديه قدرة فائقة على التغيير وتطوير الذات، فإن الصعوبات مهمتها أن تصنع الإنسان لكنها لا تحطمه، وطالما هناك أيامًا في العمر فإن هناك فرص عديدة لتطوير الذات.