مقالات

اﻹعلام بين المهنة والموهبة

كتبت : هدير عبد الحميد

 

اﻹعلام مهمنة كل اﻷشخاص الذي درسوا في كليات إعلام أو أحد أقسام صحافة، لكن أصبح في هذا العصر موهبة وليست مهمنة، ستبحر معنا سفينتنا إلى موضوع مهم في العصر الراهن؛ اﻹعلام بين المهنة والموهبة !

اﻹعلام بين المهنة والموهبة
اﻹعلام بين المهنة والموهبة

ما ندرسه لا ينطبق على الواقع :

 

درست منذ أكثر من سنة في الجامعة عن أهمية الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي وعن قيمة المذيع التي تتمثل في احترام الضيف وإعطاء حقه ودوره في التعبير عن رأيه والاستماع له وألا يخرج عن مثلث المحرمات، فالإعلام يكمن في إظهار الحقيقة التي يجب أن نستقبلها ونتعامل معها بكل تقدير وحيادية مهما كانت، ولكن ما يحدث من تلاعب المذيعين -البعض منهم- بالألفاظ وتعاملهم بكِبر وذي أنف مرفوع في السماء على حساب كرامة الضيف هذا لم نتعلمه قط ولم نتوقعه من قبل !

 

الإعلام أصبح الوظيفة الشاغرة لكل عاطل :

 

فالأمر الآن أصبح مهزلة؛ كل من وجد نفسه لبقاً في الكلام ويقرأ بضعة كتب وعنده خلفية من المعلومات لا بأس بها نراه مذيعاً على إحدى الشاشات دون الالتفات أو مراعاة إلى مبادئ وأسس الإعلام، والمؤسف أكثر في هذا الموضوع أن نرى من هم خريجي الإعلام ولا يلتزمون بها أو -بمعنى أدق- لا يعلمونها من الأساس، أضف على ذلك أن الكثير منهم يعمل بدون تصريح وغير مسجل في النقابة أيضاً!

 

تلاعب المذيع بالجماهير:

 

كما يقول علي عزت بيجوفيتش : “إن ما يُسمى بوسائل الإعلام الجماهيرية ..هي في الحقيقة وسائل للتلاعب في الجماهير” فنرى من بعض المذيعين من يسعوا للتلاعب في الجماهير وجعلهم كالدمى، يحركونهم حسب اتجاهاتهم وما يزرعونه في عقولهم من فكر مسمم يسعى للخراب والتشويه وحدوث خلافات ونزاعات بينهم البعض، خاصة إن كان في الرياضة وكرة القدم لما فيها من تعصب تصل إلى درجة الضرب والقتل!

 

إعلام مبني على الوقاحة وفرد العضلات :

 

فلا يصح أن يكون التعامل أمام شاشة التلفزيون مبني على فرد العضلات وإبراز الثقة بالنفس التي تصل لدرجة الوقاحة أمام الضيف حتى يفتخر بنفسه ويرى أنه هكذا مذيع ناجح ! لقد نجح بالفعل لا أنكر ولكن في الجرأة التي تضر لا تنفع ففي أوقات كثيرة الشجاعة المفرطة وفتحة الصدر للدنيا ولا يهمه شيء تكون غباء، ولا يصح أن يكون الإعلام مبني على أهواء شخصية وانحيازات تجاه فئة معينة فيترتب عليها احتقار الفئة الأخرى!

 

اضطراب نفسي متواري في ثوب الموهبة :

 

فالإعلام في هذا العصر أصبح موهبة وليست مهنة، فالموهبة يستخدم فيها المرء ذكائه الشخصي أما المهنة ينفذ فيها كل ما صدر من قرارات ويلتزم بها دون اعوجاج عنها، ومن يلهث خلف الشهرة وأخذ اللقطة ويهرول على “التريند” حتى إذا كان على حساب إهانة أشخاص آخريين فهذا يسمى باضطراب الشهرة النابع من نقص في الشخصية فيكون محل للأنظار ولفت الإنتباه حتى يثير الجدل ويصبح حديث الساعة وبالتالي تزداد معرفة الناس به أكثر.

إقرأ أيضا :

الاحتباس الحراري وعلاقته بحرائق الغابات التي تجتاح العالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا