الأسرة والتربية

التنمر “Bullying ” أنواع وأسباب

هدى خميس

 

سمعنا مؤخراً كثيراً عن مصطلح التنمر Bullying وهو المضايقة لأي شخص بشكل متعمد ومتكرر وبسلوك يصحبه أذي لفظي وبدني بعدوانية شديدة وقد يمتد أثره لفترة طويلة أو قصيرة بطريقة سلبية في حياته ويعتقد الشخص المتنمر أن له الحق في أن تكون دائماً كفة الميزان في صفه، لأنه يمتلك السُلطة في هذه المعادلة وأن الشخص الذي يتنمر عليه في نظره هو الحلقة الأضعف ويستحق أن يكون في هذا الموقف وما يحدث له من أذى،والتنمر أو الاستقواء أو البلطجة منتشرة بكثرة ما بين طلاب وطالبات المدارس وأماكن العمل.

 

ومن أنواع التنمر المنتشرة بكثرة التنمر اللفظي و لا يخرج عن التهديد والاستهزاءوخليط مبطن من التمييز العنصري إما بسبب لون البشرة أو الشكل المختلف بسبب تكوين جسمه كأن يكون ثقيل الوزن أو وزنه قليل أو قصير أو طويل أو مصاب بمرض في جلده أو بتأنيب في الكلام وغيرها ممن يراها هدف أو سبب يدعوه للتنمر واتخاذها مصدر للضحك والسخرية.

 

أيضا التنمر البدني وهو ممارسة كافة أنواع العنف الجسدي كالضرب بسبب وبغير سبب فقط لغاية فرض القوة على الشخص الضعيف.

 

نأتي إلى التنمر النفسي أو الاجتماعي، حيث يعمل الشخص المتنمر على التقليل من شأن الشخص اجتماعياً والسخرية منه علناً ونشر الأقاويل والإشاعات وتشويه سمعته .

 

أما التنمر الجنسي وهو الاستغلال الجنسي للأفراد المقربين وغالبا ما يتم بالخفاء وتحت التهديد ولكن قد يتعرض له الأطفال حيث لا يكون لديهم فكرة بأن ما يحدث يعتبر خطأ كبير بجانب الأذي النفسي الذي يتعرضون له ويترك أثر لفترة كبيرة وصعوبة تخطي هذا الأمر ، فإنه يؤدي غالباً إلى أن تتخلص الضحية من حياتها للتخلص من ذكريات هذة المرحلة السيئة.

 

الأطفال أكثر تعرضاً للتنمر لأنهم لا يستطيعون التمييز بين أذى التنمر وأنه شيء لا يجب إخفاؤه ويحتاج علاجاً.

 

ويعاني غالبية الأطفال من أنواع متعددة من التنمر مثل الضرب والسخرية والتهديد اللفظي وإلصاق صفات ليست به ومحاولة الاستيلاء على حاجياته غصباً، ونشر إشاعات قد تؤدي لعزله وإبعاده عن المجموعة أو أن يقوم طفل من المجموعة بالطلب من أفرادها عدم ضم هذا الطفل إليهم في اللعب والتحرش به واوصفه بصفات تضايقه، منه كلما جاءتهم الفرصة لذلك وغالبا ما يمتد السلوك من اللفظي إلى الإيذاء البدني العنيف وقد يؤدي إلى القتل في بعض الأحيان.

 

وهناك التنمر الإلكتروني وهو نوع خطير جداً لأنه يعتمد على سذاجة الأطفال والاستفراد بهم ويتم عندها خداعهم بسهولة بهدف إيذائهم وتلبية رغباتهم المريضة.

 

ويعتمد الطفل المتنمر على خوف الأطفال الآخرين منه وضعف شخصيته، لذلك يمارس سلطته عليهم ويفرض قوته وسيطرته خاصة إذا كان بين مجموعة أخرى من الأطفال وبريد أن بظهر بينهم.

 

أما الأسباب التي تؤدي الى التنمر، فهي كثيرة ومتعددة فقد يكون المتنمر يعاني من أمراض نفسية أو مشاكل اجتماعية، أو بسبب التدليل الزائد من الوالدين والإفراط في تلبية طلباته أو فقدان الثقة في نفسه،أو الإهمال من الأهل من أحد الوالدين أو أن يكون مدمن على الألعاب العنيفة وقد يكون يتعرض هو نفسه للتنمر فيمارسه بدوره على الأضعف منه.

 

فإذا لاحظتِ أنه قد ظهرت على طفلك سلوكيات غريبة، مثل أن يفضل أن يبقى وحيداً أو منعزلا عن الآخرين أو أن تصاحبه عند النوم كوابيس أن يقوم بجلب أشياء ليست ملكه من المدرسة أو يتعامل بعنف مع من حوله، وبالتالي سوف يتأثر مستواه التعليمي ولا يهتم بدراسته وإذا لم تكن الأم أو الأب مقربين من الطفل، فسوف يتصرف بعصبية حين يتم سؤاله عن سلوكه المتغير.

 

هنا يجب أن تحاول الأم أو الأب التحدث والاستماع جيداً، الطفل المتنَمر عليه حتى يعود لطبيعته، فغالبية الأطفال في هذه المرحلة حين يتعرضون للتنمر يجدون صعوبة في التحدث عما ما يحدث لهم،إما بسبب تعرضهم للتهديد وخوفهم من الشخص المتنمر، أو الإحساس بالقلق من أنه إذا أخبر أحد عن مشكلته فسوف يصبح في وضع سيء، أو أن يرغب في أن يثبت مكانته بين مجموعة من الأصدقاء المتنمرين أو أن يخشى أن يتم وصفه بصفات كـ الواشي أو أن لديه اعتقاد بأن والديه لن يستوعبوا مشكلته أو سوف يقابلوه برد فعل عكسي، بالتوبيخ والاستهزاء.

 

أهم شيء كما ذكرنا الاستماع إليه وعدم إعطائه الشعور بأن ما يخبرك به غير مهم أو توجيه اللوم له ، فقط اظهراالتعاطف التام لما يعانيه، فالأهم أن يشعر الطفل بالأمان والطمأنينة وقد يساعد أن يتم توجيه الطفل لممارسة رياضة أو تنمية موهبة لديه حتى يسترجع ثقته في نفسه مرة أخرى.

 

أيضا من جانب المدرسة يجب أن يكون هناك تعاون ما بين المدرسة والبيت، كوضع تعاليم صارمة تمنع التنمر، وأن يتم تثقيف الأطفال من وقت إلى آخر بخصوص التنمر وأن يتحدثوا عن التنمر وتعريفه لهم بلا خوف؛ وأن يطمئن انه ليس وحيداً وأن يتم ذلك بكل هدوء ومودة، أيضا تنمية العلاقات الودية بين الأطفال من خلال المشاركات الجماعية وإزالة الخلافات ومعالجتها ومحاولة التعامل مع الاختلافات بينهم بحكمة حتى تكون بيئة المدرسة آمنة ومستقرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا