المرأة والحياةمقالات

كل ما تريد معرفته عن إنفصال الزوجين

 

كتبت:مايا أحمد ذكي 

يعتبر الزواج من أهم وأسمى العلاقات الإنسانية، فهو يطوي داخله الكثير من المعاني، الزواج ليس فقط بيت واحد يعيش فيه زوجان، بل هو أكبر وأعمق من ذلك بكثير، فالبيت هذا يُبنى من مودة ورحمة ومشاركة والكثير من اللطف والمعاشرة الحسنة.

 

مفهوم الإنفصال

ولا شك أن خسارة تلك العلاقة الإنسانية السامية أو تفككها يصيب كلا من الزوجين بأثار عميقة من الحزن حتى وإن لم يظهروا ذلك، فخسارة العلاقة الزوجية وفقدان شريك الحياة على إثر الإنفصال يعني فقدان ركيزة من ركائز الحياة، ورغم ان البعض يستطيع التعافي من آثار الإنفصال ويكمل حياته بشكل طبيعي إلى حد ما، إلا أن ذلك لا ينتقص أبدًا من هول الطلاق.

 

كيف يكون الإنفصال طوق نجاة:

بالتأكيد يؤثر الطلاق بالسلب، ولكن في نفس الوقت قد يؤثر بالإيجاب في بعض الحالات، فحين تصبح الحياة بين الشريكين مستحيلة وحين تتسع الفجوات بينها بشكل ضخم، وحين لا يلقي كل طرف ما يتمناه من الطرف الآخر بعد الكثير والكثير من المحاولات، ففي هذه الحالة يكون الطلاق هو طوق النجاة، فلا شك أن الزواج أيضا قد نخطأ فيه أو نصيب، مثله مثل قرارات الحياة المصيرية جميعها.

 

 

أسباب الإنفصال:

لقد تعددت أسباب الإنفصال وتباينت فيما بينها تباينا كبيرا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قد تكون أسباب الطلاق مما يلي: “الاختيار الخاطئ لشريك الحياة، الخيانة الزوجية، البخل والشح في المشاعر و الأموال، عدم وجود لغة حوار بين الزوجين، الشجار الدائم، اختلاف المستوى الإجتماعي واختلاف الثقافات، إلخ…”.

 

آثار الإنفصال:

أيا كانت أسباب الإنفصال فهذا لا يعني أن آثاره تمر في هدوء، بل كلا من الطرفين يعاني معاناة شديدة، وهذه المعاناة بعد كل حالة من حالات الإنفصال ليست متشابهة، بل لكل شخص تجربته الخاصة وألمه الخاص وتعافيه الخاص، وهذه المعاناة ليست حكر على المرأة فقط أو على الرجل فقط، بل تمتد أيدي المعاناة لتصل إلى كلا الطرفين.

معاناة ما بعد الإنفصال:

يمر كلا الطرفين بحالة نفسية وجسدية سيئة، ويميلا إلى الكآبة وهذا طبيعي نتيجة فقدان شريك الحياة وهدم بيت الزوجية وفشل تجربة من أهم تجارب الحياة، كما ترد عليهم تساؤلات حول ماهية الحياة المستقبلية، وكيف ستكون التجارب القادمة،، وهل كان الانفصال من الأساس قرار صحيح أم خاطئ، بالإضافة إلى تذكر الأيام والمواقف التي قضاها الشريكان سويا مما يزيد من المعاناة في فترة ما بعد الإنفصال.

 

التعافي من آثار الإنفصال:

يمكن أن يتعافى الطرفان بشغل النفس عن التفكير والتذكر، حيث يقوموا بفعل أشياء يحبونها، ويقضون أوقات مع أشخاص مقربين لهم، والبعد عن الإنعزال والوحدة، وأن يكونا برفقة أناس قد مروا بنفس تجربة الإنفصال ليستمعوا إلى نصائحهم وتنفيذها بما يتوافق معهم، فليست كل التجارب الشخصية متشابهة، وبالتالي فليست كل النصائح تجدي في كل التجارب.

 

كيفية التعامل بعد الإنفصال:

يجب أن يتعاملا الطرفين بعد الإنفصال بشكل طبيعي يسوده الود والاحترام، والبعد كل البعد عن محاولات الانتقام وتعمد الأذى والشجار، وإذا أثمر زواجهما عن أطفال، فيقوم كلا من الطرفين بدوره المعهود حتى تنشأ الأطفال في بيئة خالية من الإضطرابات، وأي تقصير من أي طرف منهما سوف يعود بالسلب على الأطفال، أما مسألة الصداقة بين الطرفين بعد الإنفصال، فهي ترجع إلى قدرة الطرفين على الفصل بين تجربة الزواج الماضية، وبين وضعهما الجديد كشخصين لا تربطهما سوى الصداقة فقط.

 

 

وفي النهاية، فإن الإنفصال أمر ليس بسهل على الإطلاق، فإذا شرف الزوجين على اتخاذ خطوة الإنفصال، يجب أن يكونا على دراية تامة بعواقبه، وتأهيل أنفسهم لتحمل صدمة فقدان الشريك والبيت والحياة الزوجية، وإلا فيعاودوا محاولات الصلح والمبادرة بخلق جو أسري دافئ من جديد، لا يعرف للإنفصال سبيلا.

أقرأ أيضًا:_

السُم القاتل في جسدي وليس قلبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا