مقالات

اكسر ضلعه !!

 

كتبت: منار بدر

” تعرضت للضرب على وجهى والشد من شعري أمام أصدقائى عندما اكتشفت أمي أني تغيبت عن الدرس يومًا واحداً وعند وصولى إلى المنزل استمرت فى الضرب على كل جزء من جسدى، وبعد كل الإهانات التى أتعرض لها يوميًا على كل فعل أقوم به هل تظن أمي أنى لم أخطأ مرة ثانية؟ اكسر ضلعه !!

اكسر ضلعه !!
اكسر ضلعه !!

 

” حاولت الانتحار ثلاث مرات لأتخلص من حياتى بسبب أنواع الضرب والعنف الذى أعيش فيه وأنتظر الوقت الذى يوارى فيه التراب آلامى من العنف الذي أتعرض له يوميا ”

” أتمنى أن يموت والدى حتى لا يضربني ثانية ”

هذه نماذج لبعض الأطفال الذين تعرضوا للعنف من قِبل آهاليهم الذين يظنون أن الضرب وأساليب العنف والتخويف هى السبيل الوحيد لتربية أبنائهم ولا يعلمون مدى تأثير هذا علي الأطفال، وقد يضرب الآباء أبنائهم لأسباب أخرى غير التربية مثل التنفيس عن الغضب والانتقام للأفعال التى تزعجهم ، وقد يكون الضرب نابعاً من مشكلة الفقر، وقد يستخدمه الآباء استسهالاً للعقاب .

العنف ضد الطفل
العنف ضد الطفل

ما تأثير الضرب علي الأبناء؟

الضرب يجعل العلاقة بين الطفل والشخص الذي يضربه قائمة على الكراهية، ويجعل سلوك الطفل عدوانياً لأن الطفل ينشأ على الاعتقاد أن الضرب هو الوسيلة الوحيدة المستخدمة عند ارتكاب الأخطاء فيستخدم هو أيضا أسلوب الضرب والتعنيف مع كل من يخطئ، ويستخدمه مع كل من هو أضعف منه. الضرب يقلل من ثقة الطفل فى نفسه بل ويجعله مريضاً نفسياً ويجعل من الطفل شخصا جباناً خائفاً طوال حياته. وقد يلجأ بعض الأطفال إلى أصدقاء السوء وإلى السجائر والمخدرات وكل ما هو غير صحيح فقط لينشغل عن العنف والإهانات التي يتعرض لها، وأيضا الضرب يجبر الطفل على التماس الأمان من خارج البيت لأنه لم يجد الحب والحنان والدفء والأمان في بيته.

هل ضرب الأبناء من الدين؟

الضرب ليس من الدين في شيء، فالدين الإسلامي هو دين الرحمة والرفق، والرسول – صلي الله عليه وسلم – لم يضرب طفلاً قط في حياته، فعن الرسول صلي الله عليه وسلم: ( إن الله رفيق، يحب الرفق فى الأمر كله)، وأيضا قد نهى الإسلام عن ضرب الوجه والرقبة من الخلف، وعن الضرب في الأماكن الحساسة، وعن ضرب البطن، ونهى عن كل ما يشعر الفرد بالإهانة.

بعض الأساليب التي من الممكن أن يستخدمها الآباء بديلاً عن الضرب.
هناك أسلوب العقاب الإيجابى والذي له تأثير إيجابى علي سلوكيات الأبناء فيساعد فى تكوين شخصية الأبناء والالتزام بالقوانين الدينية والمجتمعية وتفاعله مع هذه القوانين مثل :
عقاب الطفل من خلال استخدام النظرات الحادة، أو من خلال استخدام أسلوب الحرمان مثل منعه من مشاهدة الكارتون المفضل أو منعه من اللعبة التى يحبها أو منعه من اللعب مع زملائه… إلخ ، وكل هذا لمدة معينة على أن يتناسب العقاب مع حجم أخطائه، وأيضا نستخدم معه العقاب الذي يجعله متحملاً للمسئولية فمثلاً إذا كسر الطفل لعبة ما نقتطع ثمن اللعبة من مصروفه حتي يتعلم أن يصلح أخطاءه. وهناك أخطاء تتطلب التدخل الهادئ عن طريق الحوار والإقناع وبالطبع ليست كل الأخطاء لها عقاب، فأحيانا من المهم أن نترك للطفل مساحة للخطأ مثل الكبار .

أقرأ أيضاً :

وضعية النوم تؤثر على راحة الجسم

ماذا بعد الامتحانات ؟ الشباب يفكر

أسوان بلد السحر والجمال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا