تقارير وتحقيقات

زنا المحارم في الوطن العربي

“علاقات غير شرعية يحميها الخوف “

كتب : إسلام جمال

لا شك أن في إتيان ما نهت عنه الشريعة الإسلامية والمسيحية والعبث بتلك النواهي التي شدد عليها كلاً من الإسلام والمسيحية أو حتّى الأعراف المتبعة من أمور كالزنا وأخطر أنواعه وهو زنا المحارم ؛ حتما سيحملنا في كثير من الأمورعلى أن نكون كالنعام يغرز رأسه في التراب .

وكما لا يخفى على أحد منا مفهوم زنا المحارم ، حيث مجتمعنا العربي وما ينظمه من عادات وتقاليد ورفضه التام لكافة أنواع الزنا وخاصة زنا المحارم ولما فيه من ضرر على الأسرة قبل الأمة بأكملها .
فمفهوم زنا المحارم يتمثل في إقامة أي نشاط جنسي بين شخصين من نفس العائلة تربطهما صلة قرابة قوية.
مثل : الأخ ،الاُخت، الأبنة ،الأب ،الإبن، العم والعمة .
وكذلك : الخال والخالة
وكذلك : زوجة الأب ، زوج الأم ، الحمو والحماه .
وليس هذا فحسب بل إن هناك ثمة معايير أخرى ثقافية فالعلاقة بين زوج الأم وإبنتها ليس بينهما صلة قرابة في الدم إلا إنها تعد من المحارم .
ولا يجب أن نغفل أيضاً عن عادات الأعراف الخاصة بالقبائل فقد يقع عندهم زنا شخصين من نفس القبيلة على أنه زنا محارم .
ومن أكثر الحالات حدوثا : الأب مع إبنته والاُم مع ولدها ، إلا أن أكثرها شيوعاً هي العلاقة التي تقام بين الأب وإبنته ، حيث شكلت ٧٥ بالمائه من إجمالي عدد الحالات التي تم الإفصاح عنها .

ويمكن أن نحصر العوامل التي أدت إلى تفشي هذه العادة في الوطن العربي إلى عدة أسباب ومنها :

عوامل أخلاقية : تتمثل في ضعف النظام الأخلاقي داخل الأسرة إضافة إلى إعتيادهم التفاعل الجسدي في معاملتهم اليومية ، غياب الحدود والحواجز وغياب الخصوصيات.
عوامل اقتصادية : لعل أبرزها الفقر وتكدس الأسرة في غرفة أو في مساحة ضيقة مما يجعل العلاقات الجنسية بين الوالدين على مسمع من الأبناء والبنات .
عوامل نفسية : والتي تتعلق بمرض نفسي مثل الهوس أو الفصام او إضطرابات شخصية أو إصابة عضوية بالمخ .

عوامل اجتماعية :
أداة الاعلام : وما يبث فيها من مواد تسعر الإثارة الجنسية في مجتمع يعاني من الحرمان.
الانترنت : وجود المواقع التي تبث الأفلام الإباحية وما تشكله من تأثير في شخصيات المستمعين .
الإدمان : حيث تعاطي الكحول والمخدرات وهو اقوى العوامل المؤدية الى هذا النوع من الزنا لما لهذه المواد من تغييبٍ للعقل.

عوامل أخري :
ومما يشترك فيه الوطن العربي بأكمله وهو كتمانه لهذه الظاهرة ومحاولة تكتمه إعلاميا عن عدد حالات هذه الظاهرة .

ومن الجدير بالذكر أن الخوف أو التخوف من الفضيحة هو السبب الأقوى في عدم الإفصاح عن حدوث تلك الظاهرة والذهاب إلى المحكمة لرفع قضايا أو دعوى قضائية .

ولعل حديث المستشارين والمختصين يوضح لنا نظرة سريعة عما آلت إليه مجتمعاتنا العربية.
حيث ورد في حديث دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي نقلا عن حوار “للنهار العربي”: ” زنا المحارم موجود عبر التاريخ لكن الزيادة التي نلاحظها في عيادتنا النفسية تجعلنا نقول أن هناك زيادة ملحوظة عما سبق وهي أحد تجليات الإنهيار الثقافي الذي بتنا نعاني منه في مصر والوطن العربي.”

وفي نفس السياق تشير بيانات “جوجل تريند” الى أن خلال الفترة من عام 2004 حتى عام 2020 أن معدل البحث في جوجل عن كلمة زنا المحارم في زيادة وارتفاع ملحوظ لم يحدث قبل عام 2004.

وقد بدأت في مصر حركات إنصراف الكتاب إلى معالجة تلك الظاهرة حيث شهدت دور العرض السينمائي في “حظر تجوال ” وهو الذي يدور حول فترة حظر كورونا وما شاهدتها هذه الفترة من قضاء أطول وقت بالمنزل وما نتج عنها من تزايد هذه العلاقات غير المشروعة.

ومن مصر إلى الرياض حيث رصدت دراسة علمية في علم الإجتماع للباحثة لمياء الشهراني مجموعة من المؤشرات حول جريمة زنا المحارم بمدينة الرياض حيث تضمنت تلك الرسالة 126 فردًا تعاملوا مع حالات زنا المحارم .

ومن الرياض إلى العراق حيث تنتشر بها هذه الظاهرة وصارت كالنارِ في الهشيم لما تعانيه العراق حالياً من ضعف في جميع النواحي .

ويمكن تخطي تلك الظاهرة من خلال إتباع عدة وسائل ومنها ما يلي :
1_ الإفصاح .
2_ الحماية للضحية .
3_ العلاج النفسي .
4_تحديد عقوبات صارمة .
5_ حملات توعية للأسر .
6_ العمل علي تقليل عوامل الاثارة .
7_مراعاة الآداب العامة بين الاسرة الواحدة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا