مقالات

المرأة بين الشرق والغرب

كتب : أحمد فوزي 

 

المرأة ، ملاك البشر و مُلهمة الشعراء، و الأدباء و المادة الخام للفنانين ، وعمد الأسرة و بدونها يكون الرجل صفرًا بل نقطةً تائهةٌ في الكون لا قيمة له ، و هي حواء ونس آدم من ضلعه متىٰ فُقد الضلع انحنىٰ القوام و إيانَّا وشر إنحناء الرجال؛ المرأة بين الشرق والغرب.

المرأة بين الشرق والغرب
المرأة بين الشرق والغرب

يقول أحد فلاسفة اليونان :

 

” إن أردت معرفة نقاء شعب مَّا فانظر إلى نسائهم “.
-فإن المجتمعات هي التي تخلق طينة المرأة بعدما قُذفت بذرة في رحم أمها ، والمجتمع يختلف من حيث شرقيته ، وغربيته ، والحضارة، والمدينة ، والبادية بها تكون أخلاق المرأة
و جمالها، و سلوكها، ومنهاجها الحياتي التي اعتاد عليه و طباعها التي تختلف حسب سياق المجتمع التي تعيش فيه.

-المرأة الغربية اعتادت الجرأة في الماضي ثم بعد التحضر الحديث أوزعت نفسها ، وخالطت الرجال وساوت بينها و بينهم ، و لم تكتفِ بذلك حتى نالت أعلى الشهادات ، والدرجات العلمية ، والعقلية حتى تجابه رجال مجتمعها ،
و تقدم الأمر فهي تحارب أنوثتها و أمومتها وفطرتها الربانية كإمرأة من أجل ماذا ؟!

-من أجل كيانها كأنَّ كيانها في ترجيل نسيتها ؛ ثم وصل الأمر حتى بإكتفاء نفسها بنفسها، أو بإحدى بنات جنسها وأظن أن المرأة حينما تكلفت بمطالبة المساواة بينها وبين الرجل خلق ذلك نوع من المثالية الجنسية ؛ فكيف لها أن تقترن بشخص تحاربه تظن أنه مستعبدها يحاربها في حقوقها ؟! .

و لا يغرننَّا جمالهن قط ؛ فذلك الفتون ما هو إلا طلاءٌ أبيض هَيّن على حائط شديد السواد .

-المرأة الشرقية نظرًا لمجتمعها الحفيظ مُذ فجر التاريخ فهي عاطفية عفيفة ليست بحظ جسارة قرينتها الغربية ، لكن أكل حقوقها من المستبعدين الجهلاء الشهوانيين في مجتمعاتنا جعلتها تغبن الأوروبية على حريتها في كل أمورها.

الذي جعل بعضهن بعد تقدم مركز المرأة بين المجتمعات الشرقية تتكلف في طلب الحقوق دون النظر لواجباتهن ، والذي خلق العُزلة الاجتماعية بين رجال المجتمع و النساء، وذلك أراه البُعد الأغلب عن قيم الدين و أوامره ، أو جهل البعض عنها و تأويلها حسب الأهواء الشهوانية لاستهلاك المرأة .
فقد عاد ذلك بالعكس و انفجرت معنوية المرأة الشرقية و أخذت تطالب بحقها حتى و لو كان ذلك مُهلكًا لها .

 

تقدم الحضارات يخلق دور المرأة :

 

-فإن أخلاق المدينة غير خلق البادية و طباع المدينة غير طباع البادية ، الذي يخلق المفارقة السلوكية بين نساء المجتمعات ؛ فمثلاً المرأة المسلمة في العصر النبّوي و الأُمّوي و العبَّاسي يختلف تمامًا عن خُلق المرأة المسلمة الشرقية في هذا العصر .

-تعاليم الدين و التحضر القائم على الخُلق و القيم المستحبة دون تتبع الأهواء يخلق المرأة الفاضلة .

-علم المرأة بحظ وافر من الدين يجعلها على صراط قويم تعرف ما لها و ما عليها حق المعرفة .
-وجود رجال يخافون اللّٰه عالمين بالدين و يعظمون شعائر اللّٰه جعل ذلك فيهم المروءة ، وعدم ظلم أمة اللّٰه و اختيار المناسبة منهن كي تشاطر الرجل حياته، وعرضه، وأبنائه .
كل أولئك خلق امرأة تُعظمها الأمم .

و المرأة الغربية في عصور اليونان و الرومان و الإفرنج منها الملكة التي جعلت أشباه الرجال يطمعون في عرضها و ملكها، ومنها المستعبدة المنكوبة وتلك تمثل غالبية المجتمع آنذاك رُغم الملك العظيم إلا أن البعد عن الوازع الديني و الخُلقي خلق منها مشتهىٰ لرجال الغرب .

و للعلم خُلق المرأة الشرقية متوقف على خُلق الرجل الشرقي و خُلق المرأة الغربية متوقف على خُلق الرجل الغربي .

في العصر الحديث :

 

نرىٰ تقدم المجتمع الغربي، ومنها تقدم دور المرأة الغربية التي أصبحت في قامة الرجل الغربي ، وعليه فقد طالبت بالمساواة في أدق الأشياء حتى نالتها .

الأمر الذي يجعل منها متحررة بحرية مطلقة تُبيح لها المحظورات الدينية و الخُلقية ؛ فأقل سنٍ لممارسة الجنس لديهن في الخامسة عشر و لا مانع إن سكنت مع صديقها دون زواج و لا مانع أن استباحت عرضها دون علاقة شرعية ، وهكذا أصبحت المرأة الغربية مستعبدةً بحُريتها .

أمَّا المرأة الشرقية فهي في مجتمع متأخر و تأخر دورها إثر حالة المجتمع جعلها تحث عن نيل غرضها و نالت البعض منه و مع غياب المعالم الدينية القويمة ظنت أن حريتها دينها.

لذلك قلدت الغربية في أقل الأمور و خلعت ثياب الحشمة و لبست زي التحرر حتى تحررت من نفسها ، وظلم الرجل الشرقي جعلها كذلك ؛ فخُلق الرجل هو خُلق المرأة ، فذلك الرجل يبحث عن حقوقه دون واجباته مِمَّا دفع المرأة للنظر في نفس الآرب؛ فظنت تلك العاطفية المتمردة أن حريتها مثل الغربية سيعظم كيانها أو كما قال ابن خلدون
” المغلوب مولعٌ بتقليد الغالب “

المرأة عاطفية جدًا مقارنة بالرجل :

 

لذا فإن عاطفتها بوصلتها الهادية حتى و لو كانت تهدي إلى الضلال ، سواء أكانت شرقية أو غربية ؛ فمنهن نفس القلب .. نفس العاطفة .. نفس الغاية، ومنهن نفس الشِق .

فكلاهما المرأة الحرة و الفاضلة و الباغية و المثقفة و الجاهلة و المظلومة و المنكوبة و الظالمة و المؤانسة و المفارقة ..
مقارنة الشرقية و الغربية مقارنة مجتمع بمجتمع و ليس جنس بجنس ، الحرية المتكلفة تولد الاستبعاد و الكبوت بغاية التحفظ يولد الفُجر، و كلاهما عارٌ على المرأة .

الرجل و المرأة في الشرق و الغرب قاطبًا ليسا أخصام حتى يتحاربون في أخذ الحقوق دون إعطاء الواجب حق الرجل واجب المرأة وحق المرأة واجب الرجل؛ فإن أعطىٰ كل ذي واجبٍ حق الآخر استقامت الدنيا، وإن عمد طرف في حقه من الآخر دون النظر بواجبه له ، خلق ذلك المماطلة و المفارقة الجنسية و هدم الفطرة التي سُجي بها الإنسان .

وَعلى المرأة أن تنظر في واجبها، وآلاَّ تتكلف في حقوقها، و أن تعلم أنها دورها الأول في المجتمع أم وابنة وأخت و زوجة و خالة وعمة وجدة .

ولكن كل أولئك قبلما يكون واجب المرأة فهو فرض على الرجل كأب وابن وأخ و زوج و خال و عم ، الرجل بخُلقه يلون خُلق المرأة ؛ فالرجل هو الماء و المرأة هي الحرث أينما صلح الماء صلح الحرث .

وغرض كل النساء احتضان عاطفتها الفطرية و تلك لا تأتي إلا بعدل الرجال وتعظيم

 

مكانتها في كل دور اجتماعي تقوم به المرأة 

 

أمرنا الرسول الكريم أن
” استوصوا بالنساء خيرًا ”
و لكن لماذا يا رسول اللّٰه ؟!
ذلك في حديثه
” إنما النساء شقائق الرجال “

بين الشرق والغرب كائن مفروض العناية والرعاية له من قبل الرجال متى اختلق الرجل بالخُلق الحسن تطبعت النساء بالفضيلة .

إقرأ أيضا :

موالد المعبودات والقديسين في مصر القديمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا