مقالاتأخبار مصر

كيف تنشئ جيلًا صالحًا؟ 

 

كتبت: منار بدر 

الأبناء هبة من الله، ومصدر للسعادة، لا تكتمل الحياة إلا بهم، فهم أرواح آبائهم وشريان حياتهم، يتألمون لآلالمهم، يبكون لبكائهم، يفرحون لفرحهم، لا تطيب الحياة إلا بهم.

لكن- وللأسف الشديد- أبناء هذا اليوم يعيشون في واقع مخيف، واقع أفسد تربيتهم، فذاك طفل ملقى به في الشارع يمد يده إلى الناس يعيش بين القمامة في وسط لا يصلح أبدا لتربيته… وذاك طفل أنهكه الفقر وأنهكه العمل لا يستطيع أن يفكر في أي شيء سوى كيف يجلب مالًا ليساعد نفسه وأهله؟ وذاك طفل يتشاجر والداه دائما فالأب ييستخدم العنف مع الأم ، والأم تقلل من احترام الأب وتضغط عليه فينشأ بينهما طفلًا معقدًا نَفْسِيًّا، وذاك طفل يتسول… وطفل يسرق… بل وللأسف الشديد وحزينة حزنًا شديدًا لقولي هذا فنحن نسمع الآن عن أطفال قتلة !!! نعم أطفال حولتهم الحياة وحولتهم التربية الفاسدة إلى قتلة !! نعم يا سادة هذا ما آل إليه حالنا!!

ونجد أطفالًا قد أفسدهم التدليل الزائد فأصبحوا شبابًا لا ينجزون شيئا يحيون في رفاهية غير مفيدين لأهلهم ولا لمجتمعهم ولا حتى لأنفسهم، ونجد آباءً لا يعلمون أبناءهم شيئا من الدين وكأن الدين ليس له دور وأهمية في حياتهم ، وأطفالًا انشغل عنهم آباؤهم بالعمل وبالهواتف المحمولة فلا يعيرون اهتمامًا لأولادهم وتركوا أمر تربيتهم للمربية والمدرسة والنادي والأجهزة الإلكترونية وكأن ليس لهم دور في حياة أبنائهم ، ومن ضمن الأمثلة على ذلك… المظاهرة التي حدثت في عام ٢٠١٨ لأطفال ألمان احتجوا فيها على آبائهم لانشغالهم بالهواتف المحمولة!! فما نتيجة كل أساليب الإهمال هذه؟؟ النتيجة أننا نجد الآن شبابا يعيشون عالة على المجتمع لا يفيدون في شيء، شبابا ضائعا ،شبابا متحرشا ، مغتصبا ، شبابا منحرفا ،ونجد شبابًا ، متأثرين بالغرب في زيه وملابسه وأسلوب حياته

فبعض شباب اليوم تنظر له لا تستطيع أن تفرق إذا كان شابا أم فتاة!! وهذه فتاة فقدت حياءها وتمردت على أوامر دينها بدافع التحرر الغربي، فالآباء لهم دور كبير في كل هذا الفساد… ألم يحن الوقت أن نستفيق ونحافظ علي أبنائنا ونربيهم تربية صحيحة؟ فكيف السبيل إلى ذلك؟ السبيل إلى ذلك هو أن نتبع أوامر الله في تربية أبنائنا ونربيهم تربية دينية صحيحة منذ صغرهم، فنحن نستطيع أن نشكل الأطفال كما نريد فنستطيع أن نجعلهم أطفالا صالحين، أطفالا مفيدين لدينهم ومجتمعهم وأنفسهم، فعلينا باتباع كتاب الله وسنة رسوله مع أطفالنا فننشئهم على القرآن الكريم وعلى العمل به، ونستخدم معهم أسلوب التعويد كما قال: عبد الله بن مسعود (عودهم الخير فإن الفضل عادة). فنعودهم على الصلاة وعلي الأخلاق الحميدة كالصدق والأمانة والشجاعة والكرم.

نحكي لهم قصصًا عن الأنبياء والرسل والصحابة وقصصًا عن الصالحين في الإسلام.. نحكي لهم قصصًا مفيدة قبل النوم بديلًا عن مشاهدة التلفاز وبديلًا عن النوم مع الأجهزة الإلكترونية فإذا شاهدوا التلفاز فلا نتركهم هكذا، دون رقابة ومتابعة حتى لا يشاهدون مشاهدًا عنيفة أو سيئة.. ونشجعهم أيضا على ممارسة الرياضة لبناء أجسامهم وبناء أرواحهم ، نكون على علم بأصدقائهم حتى نحافظ عليهم من أصدقاء السوء. ونراعى الجانب النفسي لهم ونهتم بهم ونقبلهم ونخبرهم دائما أننا نحبهم وأننا بجانبهم دائما.

وأخيرا أعزائي الآباء؛ أبناؤكم نعمة من الله فحافظوا عليها واتقوا الله فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا