نساء حصلن على جائزة نوبل
كتبت : آيات مصطفى.
تُعد جائزة نوبل من أهم الجوائز التي تمنح للدارسين، والمثقفين في عدة مجالات ألا وهي الفيزياء، والكيمياء، والأدب، والسلام، والطب، أو علم وظائف الأعضاء، و فى العلوم الاقتصادية وهذه جائزة مستحدثة.
ويعود الفضل لمنح جائزة نوبل للعلماء والمثقفين للمخترع السويدي ألفريد نوبل ألا وهو مخترع الديناميت عام ١٨٦٥، وكان يأمل أن يفيد اكتشافه البشرية في حفر المناجم والطرق وتفجير الصخور، و قد أطلق عليه لقب ملك المفرقعات، و أصبح من أغني أغنياء العالم إلا إن اختراعه للديناميت اُستخدم في الحروب، وأدى إلى إزهاق الكثير من الأرواح، وتم وصفه في الصحف بصانع الموت، وبعد أن حصد العالِم ثروات طائلة من بيع الديناميت ندم على ما صنعه، وإن اختراعه لم يفيد البشرية مثلما كان يحلم؛ فأوصى بتخصيص الجزء الأكبر من ثروته في مشروعات ربحية ويمنح من عائدها جائزة سنوية في المجالات التي حددها لتشجيع العلماء والدارسين أي كانت جنسيتهم على تقديم مشروع أو اختراع يفيد البشرية .
وللنساء نصيب من الحصاد السنوي لجائزة نوبل؛ فالعديد من النساء إذا وضعن في محل مسؤولية أثبتن وجودهن وتحملوا كامل المسؤولية ، حيث تمكنت ٥١ امرأة حتى الآن من الحصول على الجائزة، حيث فازت ١٧ امرأة بنوبل في مجال السلام و١٤ امرأة فى مجال الأدب و ١٢ امرأة في مجال الطب أو علم وظائف الأعضاء، و٥ نساء في مجال الكيمياء، و ٣ نساء في مجال الفيزياء و امرأة واحدة في العلوم الاقتصادية ،وقد مُنحت ل إلينور أوستروم عام ٢٠٠٩ عن تحليلها للحوكمة الاقتصادية .
ومن أشهر من حصلن على جائزة نوبل العالمية ماري كوري، والتي تُعد أول سيدة تحصل على الجائزة كما أنها الوحيدة التي حصدت جائزتين إحداهما في الفيزياء وأخرى في الكيمياء، حيث حصلت علي الجائزة الأولى عام ١٩٠٣م مناصفة مع زوجها عالم الفيزياء الفرنسي بيير كوري في اكتشاف خصائص عنصر اليورانيوم المشع وبعد وفاة زوجها رُشِحت للعمل فى نفس الجامعة التي كان يعمل بها زوجها وهي جامعة السوربون للعمل كبروفيسيرة، وتكون بذلك أول امرأة تشغل منصب بروفيسيرة في جامعة السوربون، حيث فاجئت الجميع بحصولها على جائزة ثانية من نوبل عام ١٩١١م على أثر اكتشافها عنصرين جديدين ألا وهما عنصر الراديوم و البولونيوم الذي أطلقت عليه هذا الاسم نسبة إلى مسقط رأسها بولونيا التي أصبحت بولندا حاليًا .
وتبعتها إبنتها الكيميائية إيرين جوليو كوري في مسيرته، حيث حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام ١٩٣٥م مناصفة مع زوجها الكيميائي فريدريك جوليو وقد نالوا الجائزة عن بحثهم في تحديد الأنشطة الإشعاعية، وبذلك أصبحن أول ثنائي مكون من أم وابنتها يحصل على جائزة نوبل.
وحصلت الفيزيائية ماريا غوبيرت ماير عام ١٩٦٣م بالجائزة عن أبحاثها المتعلقة بهيكل القشرة النووية ،
أما عن دونا ستريكلاند فقد حصدت الجائزة عن أبحاثها في مجال الليزر عام ٢٠١٨م .
أما في المجال الكيميائي فقد حصلن على الجائزة ٥ نسوة هن ماري كوري أولهن و ابنتها إيرين جوليو كوري، و دوروثى كروفوت هودجكين، و عادا يونات ،و فرانسيس أرنولد .
أما في الطب فقد حصلن النساء علي الجائزة لعدد من المرات وصل إلى ١٢ مرة وأبرزهن :
جرتي كوري عام ١٩٤٧م، و روزالين يالو عام ١٩٧٧، و باربرا مكلينتوك عام ١٩٨٣م ،و ريتا ليفي مونتالشيني عام ١٩٨٦م ،و جيرترود ب.إيليون عام ١٩٨٨م ، و فرانسواز بارية السنوسى عام ٢٠٠٨م، و مايو بريت موسر عام ٢٠١٤م ،و يويو تو عام ٢٠١٥م .
وفي مجال الأدب حصلن ١٤ إمرأة على الجائزة وأبرزهن ، سلمى لاغرلوف عام ١٩٠٩م ،و جرازيا ديليدا عام ١٩٢٦م، و سيغريد أوندست عام ١٩٢٨م، و لؤلؤة باك عام ١٩٣٨م ،و غابرييلا ميسترال عام ١٩٤٥م و أليس مونرو عام ٢٠١٣م ،و سفيتلانا أليكسيفيتشن عام ٢٠١٥م .
وأخيرًا وفي مجال السلام فقد حازت ١٧ إمرأة على الجائزة ومن أشهرها علي الإطلاق الأم تريزا التي حصلت على الجائزة عام ١٩٧٩م نتيجة لمجمل أعمالها الإنسانية و رعايتها للأطفال والفقراء ومن أهم أعمالها إنها استطاعت وقف إطلاق النار أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان لمدة معينة حتى تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ ٣٧ طفلاً مريضًا كانوا محاصرين في إحدى المستشفيات ،
وأولهن كانت السيدة بيرثا فون ستنر، وذلك في عام ١٩٠٥م، ومن بعدهن أونغ سان سو كي عام ١٩٩١م، و شيرين عبادي عام ٢٠٠٣م، و ملالا يوسفزاي عام ٢٠١٤م ،وآخرهن نادية مراد في عام ٢٠١٨م .
ومما لاشك فيه إن المرأة لعبت دورًا محوريًا هامًا في نهضة المجتمعات، وأثبتت وجودها في شتى المجالات على مر العصور وأنها قادرة على التحدي وتخطي الصعاب في سبيل تحقيق ذاتها وقد نجحت في ذلك بشهادة التاريخ .
