مقالات

المرأة وجعجعة المجتمع

 

محمد شمس الدين

هل خلقت المرأة لتقيد بالعادات والتقاليد؟؛ وهل خلقت سابقاً من أجل الوأد؛ أم خلقت حاضراً من أجل أن تكون عاراً لمجتمعها…
لو تأملنا المرأة في عصر صدر الإسلام لوجدناها أُكرمت من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم وأن العادات والتقاليد ليس من الدين بشئ بل هي بدع ابتدعها المجتمع لتكسر ظهر المرأة.

وإليكم مكانة المرأة على مر العصور

المرأة في عصر الجاهلية

النساء اللواتي عشن في عصر الجاهلية في الجزيرة العربية لم يعترف بحقوقهن. فلم تتساوى حقوقهن بحقوق الرجال لذلك كانت تملى عليهن الأوامر تحت نظام أبوي صارم. كان ينظر للمرأة على أنها نكرة وكانت تذل باستمرار. كان للمرأة سيطرة بسيطة جداًعلى زواجها ولا يمكن لها أن ترث من الممتلكات. وفي الأسرة، كان الغرض منها ليس أكثر من إنجاب الأطفال على الرغم من أنه لم يكن لديهن أية حقوق. وكان وأد البنات أمر شائع. وتعتبر ولادة الأنثى عاراً على أسرتها وكان وأدهن أمر شائع.

المرأة في الإسلام

أولى الإسلام المرأة اهتماماً كبيراً ونظر إليها نظرة تكريمٍ واعتزازٍ، فالمرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، وقد كلَّفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض، وتربية الأبناء وتنشأتهم تنشئة سوية، وجعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال.

المرأة في حضارة الرومان

اعتبرت المرأة عند الرومان متاعاً مملوكاً للرجل وسلعة من السلع الرخيصة يتصرف الرجال فيها كيف يشاؤن، وكان يعتبرها الرجال شراً لا بد من اجتنابه، وأنها مخلوقة للمتعة وكانت دائماً خاضعة للرجل أباً كان أو زوجاً، وكان الرجل يملك مالها فهي في نظره ونظر الرجال ونظر المجتمع كله أمة لا قيمة لها، وكان بيد أبيها وزوجها حق حياتها وحق موتها وإذا كانت ملك ابيها في شبابها فهو الذي يختار لها زوجها فإذا تزوجت ملكها زوجها وفي ذلك يقول جايوس «توجب عادتنا على النساء الرشيدات أن يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن».

أليس الجميع على قناعة بأن المرأة عار من إصبع قدميها لرأسها، حتى إسمها عار فإن كانت كذلك فبأي وجه نحترمها ونقدرها ونعاملها بوصية الإسلام ونستوصوا بهن خيراً.
يا معشر الجهلاء ويا من تجعجعون بكلام فارغ عن المرأة إمسحوا الغبار عن كتب التاريخ وتمعنوا كيف ذكر التاريخ( عائشة، وأسماء وفاطمة.. رضوان الله عليهم) والقرآن خير دليل إذ خصص للمرأة سورة بإسمها والتاريخ العربي ظافر بمشاركات المرأة ودورها في رفعة المجتمعات فلا داعي لجعجعتكم يرحمكم الله.

تجدر الإشارة في النهاية إلى أن بعض الدول تدّعي أنها تعمل على مسألة المساواة والتمكين، وأنها ماضية في هذه الطريق الشائكة اجتماعياً، لكن ذلك لا يتعدّى أن يكون مجالاً للحديث والمفاخرة ونشر عناوين إعلامية عريضة لا تطبّق على أرض الواقع بسبب الرفض الاجتماعي المبطن أو التجاهل القانوني في أغلب الأحوال.

إن المرأة جزء لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن كيان المجتمع الكلي. إنها إحدى المكونات الرئيسة للمجتمع لا بل تتعدى ذلك لتكون الأهم بين كل المكونات، وقد شغلت عبر العصور حتى هذا اليوم أدوارا مهمة، وكانت فاعلة ونشيطة في حركة الحياة الاجتماعية وتطورها. فهي اضافة إلى دورها كأم وتقديم الرعاية والحنان لعائلتها، كانت ولا تزال لها مساهمتها الفعالة في تحريك العجلة الاقتصادية على المستويات كافة. ولها دور مركزي في القطاع التربوي والمجالات القانونية والصحية والقضاء. هذا، من دون أن نغفل الدور السياسي الكبير الذي لعبته، سواء أكان عبر اشتراع القوانين أو في تسيير الحركة السياسية”.

 

اقرأ أيضا 

 

فلسفة الرحيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا