مقالات

لمحة فلسفية أدبية عن كورال ثيؤطوكوس

بيمن خليل

لن تقوى أذرع الشر ولن تطول جوهر الصبح الذي يمهد قدوم النور، فنستطيع أن نقول الآن أن الترنيمة القبطية صارت قادرة على التخلص من قيود عبوديتها،

تحدثنا سابقًا في مقالاتٍ عديدة عن سطوة مدعي صناعة الترنيمة وفرض قيود شديدة عليها، حتى سجنوها، وكادت أن تختنق،   ولكنها لن تموت طالما هي في قلب ثيؤطوكوس، كورال ثيؤطوكوس التراثي، الراعي والذي يحمل عبء خدمة الله من قلبه، فبتوطئته الأولى صنع جمر من الألحان، التي ما سارعت على بناء نموذج جديد، نموذج روحاني، تفتح من خلاله نافذة جديدة لحياة رائعة نحتذي بها ونأخذها كنموذج لجمال الترنيمة القبطية الأرثوذكسية المعاصرة التي لا نستطيع أن نهملها أو نتخلى عنها.

صراحة قررت في هذه المقالة أن أتحرر لأول مرة من كل قيود بناء كتابة المقال، وأصفاده الثقيلة، التي دائمًا ما تمنعني من التعبير بروحي، فلن أستخدم اليوم في كتابتي لهذه المقالة أي أثقال لغوية أو قوالب أدبية مقالية، وإن وجد فراعوا أني مازلت مقيد بها إلى حدٍّ ما…

وأتمنى في هذه المقالة أن أسرد واقع حي لكيانٍ مغمور، بدأ وكبرنا معه، كبرنا على ألحانه وتراتيله التي يصعب تقليدها أو تزييفها، فنحن لا نوجه الشكر لكورال بل لتاريخ، عصف بأذهاننا جميعًا وواصل تقديمه لحكمة الله، المتمثلة على هيئة ترنيمة جميلة غزلية، تغازل الله والسماء في الناس وتنعكس على هذا المنوال، ولن تنكسر…

فهنا أحتكم لهذا الوصف الغزلي، فأنا أتغزل في هذا الكورال الذي تغزل فيَّ منذ صغري، وأعطاني فهم لاهوت الترنيمة الحقيقي، الذي أسس فيَّ نمو اللحن الكنسي، والترانيم التي تجذب روحي، وتجعلني أقيم نفسي من رقدة الحياة الميتة نحو حياة أشد حيوية وازدهار.

لمحة فلسفية أدبية عن كورال ثيؤطوكوس
لمحة فلسفية أدبية عن كورال ثيؤطوكوس

إن كتبت فلن أوفي حق هذا الكورال أبدًا الذي عانى في كل شيء ماديًّا ومعنويًّا وروحيًّا أيضًا، الذي تملكه اليأس لسنوات طويلة قبل أن يعود مرة أخرى ليجد ثمار ما صنع لم تضيع ولم تتبدد، هذا الكورال الذي واجه أشباح الظلمة التي ترتدي أزياء الملائكة ولكنهم لا ينتموا لها بأي صلة، فأزيائهم السوداء المباركة لم تجنب شرورهم في مواجهة الخدمة، أي مواجهة الله، فليفهم من يفهم وليبغض من يبغض، فلا سيام أن كل أحد يفهم ما تستمد له مقدرة فلسفته ولغته…

لمحة فلسفية أدبية عن كورال ثيؤطوكوس
لمحة فلسفية أدبية عن كورال ثيؤطوكوس

نحن الآن على مشارف ازدهار جديد وقوي قادر أن يقف أمام كل قشور الخدمة، ويهدم حتى يبني، ويخدم حتى ينمي، ويرتل حتى تذهل القلوب وترجف، وتسقط من خلاله كل البشائع التي لحقت بالترنيمة القبطية منذ بداية الألفية الجديدة.

اقرا ايضا :

ثقافة الصمت وإنعدام الحوار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا