مقالات

زواج الصفقة كارثة يجب أن تختفى

 

كتبت : بسنت زيتون 

 

زواج الصفقة

كيف نتخيل أن الزواج الشرعي الذي حلله الله وجعله مودة ورحمة وأمنًا واستقرارًا حفاظًا على الأنساب وحقوق الأبناء، أن يتحول لمجرد صفقة، يجعل المرأة مجرد سلعة رخيصة لكل شخص يدفع مبالغ خيالية فهل هذا يعقل ؟!

فما هو إذن زواج الصفقة ؟ هو عقد زواج عرفي مؤقت يقبل عليه أثرياء مسنون من دول الخليج فى زياراتهم لمصر، وضحاياه من الفتيات صغيرات السن، خصوصًا في الأرياف التي يشتهر عدد من قراها ببيع بناتهن لأثرياء عرب مقابل مبالغ كبيرة تحت مسمى “الزواج” .

زواج الصفقة كارثة يجب أن تختفى
زواج الصفقة كارثة يجب أن تختفى

فالحب والمودة أساس العلاقة الزوجية، هكذا تحدثت الكتب السماوية عن الزواج ومشروعيته، إلا أنه مع التطورات المتلاحقة التي يشهدها المجتمع، فضلًا عن اختلاف الثقافات وتبدّل القيم والمبادئ، تغيرت الغاية والهدف من الزواج، فنجد كثيراً من الزيجات على الورق تقول بأنه زواج مع وقف التنفيذ، للعديد من الأسباب، لم تكتب فى قسيمة الزواج، ولم يطّلع عليها المأذون أو كاهن الكنيسة. فكيف تحول إلى زواج للصفقة ؟

هناك دراسة أعدتها (جمعية حواء المستقبل) بالتعاون مع (المجلس القومي للمرأة)،تشير إلى أن زواج الصفقة يرجع إلى تدني الوضع الاقتصادي للأسر والفقر المدقع الذى تعيشه.

زواج الصفقة !

أوضحت أن سعوديين وكويتيين وإماراتيين هم أكثر العرب إقبالًا على الزواج من مصريات، وركزت الدراسة على أوضاع مراكز البدرشين والحوامدية وأبو النمرس بمحافظة الجيزة.

وتقول الدراسة التى أجريت فى الفترة بين أبريل ويوليو2011، أن الأثرياء العرب الذين تزوجوا مصريات ريفيات لا تقل أعمارهم عن 50 سنة، ويركزون على الفتيات اللواتى يتمتعن بالجمال وصغر السن وامتلاء الجسم والشعر الطويل.

ويمنح العريس في المقابل أهل الفتاة مهراً كبيراً وشبكة ذهبية غالية، وأحيانا شقة تكتب باسم الزوجة ومؤخر صداق كبيراً عند الطلاق، وتتراوح مدة الزواج بين أسبوع وشهر.

وتعاني الزوجة بعد الطلاق من صعوبة إثبات نسب الأطفال لأبيهم الثري العربي.

وتقول الدراسة أنه حتى بعد اللجوء إلى المحكمة لإثبات العلاقة الشرعية، وبالتالى نسب الطفل إلى أبيه، فإن الأمر لا ينجح، ما يدفعها إلى نسب أطفالها لوالدها أو أخيها. كل من يفكر بغير الزواج الذي شرعه الله يحتاج إلى من يذكرهم بقوله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”،

ماهو دور الأعلام والمؤسسات الاجتماعية والدينية والقانون ؟

دورهم هام جدًا جدا فيجب الإكثار من توعية المجتمع عبر الإعلام من خلال برامج تقوم بتوعية الناس بخطورة هذه التجارة التى تسمى بالزواج العرفى للقاصرات بأنة زواج صفقة رخيصة يدفع ثمنها أثرياء الخليج وعلى المؤسسات الإجتماعية أن تقوم بالإرشاد والتوعية بجانب الإعلام من خلال المركز القومى للأمومة والطفولة والمؤسسات الدينية يجب أن تقوم بتصحيح المفاهيم غير صحيحة فى الزواج وتقوم بعمل تدريب عدد من الأئمة والدعاة وتدريب للمأذونين الشرعيين أن يوضحوا الأحكام واللوائح والقوانين فى سن زواج الفتيات وخطورة الزواج العرفى المسمى بزواج الصفقة والقانون يجب أن تغلظ العقوبات فى مثل هذة الموضوعات.

إلى متى سوف تستغل الفتيات القصربتجارة زواج الصفقة؟

ويحدد السن القانونى للزواج ومن يخالف ذلك سوف يعاقب بعقوبة مشددة وأن زواج القاصرات تعد جريمة فى حق الوطن والعائلة وفى حق الفتيات الصغيرات التى لم يبلغنا السن القانونى بعد وأن البلوغ ليس بلوغ الأمر بل أنه بلوغ العقل ونضوج العاطفة ومعاقبة كل مأذون مخالف يقوم بتزويج أى فتاة قاصر دون السن بعقاب مشدد بلا أى رحمه وإعادة القوانين والنظرإليها فى تعديل زواج الاجانب للمصريين.

زواج الصفقة كارثة يجب أن تختفى
زواج الصفقة كارثة يجب أن تختفى

 

وأخيرًا :
يجب على المجتمع أن يقف فى وجه هؤلاء الذين تجردوا من إنسانيتهم و علينا أن نذكرهم أن كل الأديان تحرم زواج الصفقة الذي يجعل البشر مجرد سلعة وتضيع حقوق المرأة والأسرة والأبناء. ولابد من تعديل القوانين وتغليظ العقوبة حتى تختفى هذه الظاهرة وهى الزواج العرفى للقاصرات المعروف “بزواج الصفقة”.

فيجب على الإعلام والمؤسسات الاجتماعية والدينية أن يتعاونوا فى إصلاح الموضوعات الكارثية التى تكون خطرة على مجتمعاتنا وعلى أطفالنا من الفتيات القاصرات وحتى لا تضيع براءتهن وحقوقهن من أجل حفنة من المال نهايته هلاكهن وهلاك أسرهن . ومن هنا نقول:
هل مازلتم ضد أم مع زواج الصفقة ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا