مقالات

لغز توابيت كهف أدنبره

 

” بقلم الكاتب : عبدالعزيز مصطفى

في العاصمة الأسكتلندية “أدنبره” و في أحد الأيام الممطرة بدأت تتكشف أحد اغرب اكتشافات القضايا بعد العصور علي دمي داخل توابيت صغيرة تروي بصمتها حكايا جرائم مروعة قد قام بها أحد أسوء القتلة المتسلسلين .

تبدأ القصة في صباح ضبابي من عام 1836 عندما تم اكتشاف 17 تابوتاً خشبياً صغيراً، في داخل كل منها وجدت دمية ترتدي ملابس، وساق اكتشاف هذه الدمي العديد من النظريات المثيرة للإهتمام، حيث اعتقد أنها من عمل رجل مجنون من حكايات السحر .

لكن البعض يعتقدون أن هذه التوابيت قد تكون مرتبطة بأعتى القتلة  المتسلسلين في أسكتلندا الذين يدعو (بيرك وهير) وهم  اثنين من العمال الإيرلنديين اجتمعوا في اسكتلندا وأصبحوا أصدقاء في وقت ما من عام 1820 , وقد وجهت إليهم مسؤولية قتل 17 ضحية عام 1800 .

لكن كيف تكون لهذه الدمى علاقة بالضحايا الـ 17 , ومن قام بصناعتها ؟

(بيرك وهير) كانوا مشهورين بالسمعة السيئة حتى اليوم، ومنذ ذلك الوقت الذي غزت فيه أشباح جرائمهم جزيرة “ألبيون” حتى هذا اليوم ما زالت قضيتهم حاضرة نسبيا و قيد الذاكرة الخاصة بأهل المكان ، وبدأت فورة جرائمهم والمعروفة باسم “جرائم الميناء الغربي” في “أدنبره” في فترة أواخر عام 1827 واستمرت بعد عام 1828، كانوا يقومون بتخدير ضحاياهم وخنقهم للحفاظ على جثثهم سليمة وبعد ذلك يبيعون الجثث للدكتور (روبرت نوكس) ليقوم بتشريحها ، وفي نهاية المطاف اكتشف أحد الجيران لهم جثة لآخر ضحاياهم و بعدها علي القور أبلغ الشرطة بذلك ، ومع ذلك فإن أدلة الجرائم لم تكن في الواقع جيدة، وقدمت لـ(هير) الحصانة في حال شهد واعترف ضد (بيرك)، وقدّم (بيرك) اعترافاته وادعى خلالها أن الدكتور (نوكس) لا يعرف شيء وليس له علاقة بالجثث التي بيعت له ، لكن حكم عليه بالإعدام وشنق في يناير من عام 1829، أما (نوكس) فقد دمرت الفضيحة سمعته في كافة أرجاء “أدنبره” لهذا سافر إلى لندن وتوفي في عام 1862. كانت (هيلين ماكدوغال) عشيقة (بيرك)، وكذلك زوجة الثاني (هير) (مارغريت ني ليرد) متورطتان أيضا بالجرائم ، ولكن تم الإفراج عنهما لعدم توفر أدلة ضدهما، كلتاهما تملصتا من الموت بأعجوبة بعد غضب الجمهور ويعتقد أن (ماكدوغال) غادرت البلاد في حين أن (مارغريت) اختفت ولم يعد لها أثر.

توابيت كهف أدنبره

كذلك (ويليام هير) اختفى أيضاً فاخترع الفلوكلور الشعبي مجموعة من القصص عن نهايته المؤلمة و الحزينة ” و لكن في البداية، النظريات التي صدرت حول دلالات الدمى تراوحت من كونها عمل سحر إلى كونها لعب أطفال يرعبون اصدقائهم ، ولكن في النهاية بدأت تبدو الـ 17 دمية كونها تمثل 17 ضحية قضوا في جرائم قتل قبل عقد من الزمان. بين عامي 1827 و 1828 التي اشترك (ويليام بيرك) و (ووليام هير) في مخطط جديد لتوفير جثث سليمة لمدرسة تشريح محلية، وكان الدكتور (روبرت نوكس) شخص متألق ومحاضر معروف في مركز تشريح محلي كان يقوم بشراء الجثث وعلى الأرجح أنه كان يعلم أن هناك شيء مشبوه في سلسلة توريد الجثث تلك و انها ليست مسروقة من القبور .

وافتضح أمر الجرائم عندما اكتشف مقيم آخر جثة تعود لمقيم سابق، وأرسلت التقارير إلى الشرطة . وألقي القبض على (بيرك وهير) بالإضافة لعشيقة (بيرك) وكذلك زوجة (هير) و قدموا للمحاكمة ..

و قد كانت انت الأدلة دامغة عندما عثر على جثة ذلك المقيم جاهزة للتشريح في إحدى حجرات مدرسة (نوكس) للتشريح وتلك الأدلة جعلت (هير) يعترف على (بيرك) وكلاهما اعترفا بجرائمهم . وأعدم (وليام بيرك) في شهر يناير من عام 1829 وسلم جثمانه للتشريح، ولم يتبق له سوى هيكل عظمي وكتاب غلّف من جلده وحفظ ضمن مجموعة من الكتب في الكلية الملكية للجراحين – “أدنبره”

وعلى الرغم من أن المتفق عليه عموماً أن لهذه الدمى الصغيرة الغامضة ارتباط بجرائم (بيرك وهير) لكن لا أحد يؤكد أي من القتلة صنعها حتي الان ..

و لكن في عام 2005 أجريت دراسات على الحمض النووي المستخرج من عظام (بيرك) في محاولة لإثبات أي منهم قام بصناعة تلك الدمى والتي اعتقد أنه صنعها للتخفيف من نوبات تأنيب الضمير، لكن النتائج لم تكن حاسمة، وبالتالي لم تعرف الحقيقة للاسف .

بدأت قصة دمى (بيرك وهير) بسلسلة جرائم ارتكبت في “أدنبره” – اسكتلندا التي وقعت في وقت سابق من عام 1820 . سر تلك الدمى بدأ منذ ذلك الوقت تقريبا ولم يفك إلى يومنا ، سر غريب قاد للإفتراض أن تلك الدمى هي تعبير عن الشعور بالذنب أو هواجس سادية لأحد أؤلئك القتلة او غيرهم .

وبعد فترة ليست بالطويلة وقعت سلسلة من جرائم القتل في “أدنبره” ، صبي صغير عثر على مجموعة مثيرة للإهتمام من الدمى موضوعة في توابيت صغيرة، كذلك عثر على دمى في كهف يقع في “آرثر سيت” – هوليرود بارك في “أدنبره”.

في البداية بدت الدمى غريبة لكن غرابتها لا تتعدى غرابة الأماكن التي وجدت فيها، ومع مرور الوقت بدى من الواضح أن هناك تشابهاً كبيراً من ناحية المظهر والعدد لضحايا موجة القتل أخيرة مع عدد القتلي بالجرائم ..

(هير) وزوجته استأجرا منزل ، في نفس المنزل من عام 1828 توفي أحد المستأجرين تحت ظروف طبيعية ، وقام (بيرك وهير) ببيع جثة ذلك الرجل إلى طبيب في جامعة “أدنبره” لإستخدامها في كلية الطب ، وفي ذلك الوقت كانت كليات الطب تعاني شحاً في الجثث لإستخدامها في التشريح للتعلم . إذ لم يكن يسمح إلا باستخدام جثث المجرمين المنفذ فيهم حكم الإعدام ، ولم تكن جثثهم تتوفر بكثرة ، لذا لجأ الأطباء لشراء الجثث ممن يسمون “خاطفوا الجثث” أو بعبارة أدق “لصوص القبور”.

ويبدو أن أحدهم هو الدكتور (نوكس) من جامعة “أدنبره” الذي كان لا يتورع عن شراء جثث ضحايا القتل، وعلى الرغم من أنه لم يؤكد تماماً أنه كان مطلعاً على حقيقة تلك الجثث منذ البداية و لكنه احتفظ بالسر لنفسه

أما عن الدمي التي يبلغ طول الواحدة منها أربع بوصات (حوالي 10 سنتمترات) حفظت على يد أحد الهواة حتى عام 1901 عندما تم تسليم 8 منهم لأكثر من متحف وطني أسكتلندي والتي يمكن زيارتها اليوم .

توابيت كهف أدنبره

 

للمزيد من المقالات اضغط هنا:

بديع الزمان ملهم دافنشي

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا