مقالات

أسواق القدس القديمة بين الماضي والحاضر

كتبت :سارة عارف
 
جولتنا تنطلق من أحد أبواب البلدة القديمة القدس في فلسطين باتجاه أسواقها حيث الحياة والروائح والباعة والزوار البعض يشتري والبعض يتفقد الأماكن و التمتع بتاريخ المدينة برائحة التوابل المنبعثة من سوق وأصوات البائعين ينادون ويعد سوق القدس القديم من أبرز معالم مدينة القدس وهو جزء أصيل من البلدة ويتميز ببهاء وجمال قبابها الأثرية ويعد أسس الاقتصاد المدينة فهو يتضم العديد من المحلات التجارية واكتسبت أسوق القدس مسمياتها من البضائع التي تباع فيها أو من نسبتها إلى أشخاص أو لمعالمها الأثرية أو أماكن، وهذه الأسواق ترتبط ببعضها كالشبكة الكبيرة من الطرق والعقبات والأحواش
ولكل سوق مكانته وحكايته التاريخية، وأشهر هذه الأسواق سوق العطارين باب السلسلة، سوق الدباغة، وسوق القطانين واللحامين، وسوق النحاسين والصاغة وسوق خان الزيت وسوق حارة النصارى وسوق خان السلطان وتعد عنوان مدينة القدس وقلبها النابض.
سنتطلع إلى بعض هذه الأسواق وتاريخه وسبب تسميته
سوق العطارين: يتميز بسقف مقوس يعود إلى الفترة للمملوكية يغطي السوق كلها وأقببتها متقاطعة تتوسطها فتحات التهوية والإضاءة وقد سمي بهذا الاسم لوجود محلات تبيع البهارات والأعشاب الطبية المصنوعة من ومواد وألوان طبيعية وفي الحاضر لم يستطيع الاحتلال الاستيلاء على هذا السوق.
وإلى سوق باب السلسلة: هي أحد الأسواق داخل أسوار البلدة القديمة وسمي بهذا الاسم إلى باب السلسلةأحد أبواب المسجد الأقصى وهي سوق تقع في الحي الإسلامي وتوجد به بعض المعالم الإسلامية مثل مسجد الشرفاء والمكتبة الخالدية وبعض قبور الصالحين وسبيل باب السلسلة وخان السلطان الظاهر برقوق المملوكي وتختص هذه السوق ببيع التحف التقليدية للسياح الأجانب.
وإلى سوق الدباغة: هي إحدى الأسواق أيضا داخل أسوار القدس تقع بين كنيسة القيامة والقدس المخلص يعود تاريخها إلى العهد العثماني كانت تمتاز عن غيرها بكثرة حرفييها الذين كانو يعملون في مجال الدباغة وتصنيع الجلود وهذا يرجع إلى تسميته سوق الدباغة أما اليوم فتضم محلات لبيع البضائع التقليدية والتراثية للاجانب وإلى سوق القطانين حتى الماضي والحاضر ويقع سوق القطانين إلى الغرب من جدار الحرم الشريف بحيث بوابتها مقابلة لقبة الصخرة وترجع أهمية موقعها من قربها من الحرم الشريف ويرجع سبب في هذه التسمية إلى الأمير سيف الدين تنكز الناصري هو الذي أنشاها، وهو أحد كبار الدولة المملوكية، وأشهر نوابها وأكثرهم عمرانًاوخاصة في سلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون
وسوق القطانيـن عبارة عن شارع طويل، له مدخلان: الأول، من طريق الواد من جهة الغرب؛
والثاني، من الحرم الشريف، من جهة الشرق. وكانت بوابتها الشرقية تعرف بوابة تجار القطن وتشتمل على عدد كبير من الدكاكين المتشابهة والمتقابلة في صفين يفصل بينهما ممر مسقوف على شكل قبو نصف برميلي محمول على ثلاثين عقدًا مدببة تتخللها فتحات تسمح بالإضاءة والتهوية
وأن الممر الملاصق للباب المؤدي إلى الحرم الشريف مباشرة مسقوف بطريقة الأقبية المتقاطعة كما يلاحظ تزيين بعض فتحات سقف الممر بالحنيات المجوفة والمقببة التي تتدلى و إضافة إلى تخصيص فتحة أو أكثر لكل دكان لتهويتها وإضائتها. ووقفها على قبة الصخرة المشرفة إضافة إلى الاشارة إلى نشاط هذه السوق واختصاصها بالبضائع القطنية والحريرية والاتجار بها داخلياً وخارجياً.
 
ولا تزال هذه السوق تؤدي وظيفتها ولكن هناك كساد تجاري بسبب سياسية المحتل في فرض ضرائب شديدة على محلاتهم، وبسبب عزل القدس عن جوارها العربي حتى بات الفلسطيني الذي يعيش قريبًا منها، لا يستطيع التسوق منها، أو حتى أداء الصلاة في مسجدها الأقصى المبارك.
وللاسف إن هذه الأسواق لم تسلم ولم تسلم مدينة القدس من الهجمات التهويدية الشرسة التي تطال كل جزء من مكوناتها رغم أن لكل سوق منها مكانتها وحكايتها التاريخية كما ذكرنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا