الاجتهاد في تربية الأبناء

 

بقلم / شيرين محمود خلف

 

لا تقصروا أبناءكم علي زمانكم فإنهم ولدوا في زمان غير زمانكم

كل يجتهد بقدر قدرته التي أعطاها الله له وسيحاسب علي قدر ذلك، لكن مع عصر السرعة ومتطلبات الحياة المواكبة لهذا العصر واختلافه التام عن ذي قبل واختلاف طريقة النصح والإرشاد، نتذكر المقولة الشهيرة “لا تقصروا أبناءكم علي زمانكم فإنهم ولدوا في زمان غير زمانكم”.

ليس المقصود في الأمور الشرعية بل الأمور الحياتية
فنحاول الإصغاء إلى مشاكلهم التي يتعرضون إليها، ونحاول تقويم سلوكهم وتعديلها، ونبين أننا ننقض سلوكلهم وطريقة تعاملهم ولا ننتقضهم في حد ذاتهم.

هذا الجيل يفتقد للقدوة الحسنة

 

فيجب أن يكون لهم نصيب يومي لتحقيق تقارب فكري بين الآباء والأبناء.
فهذا الجيل يفتقد للأسف الشديد القدوة الحسنة سواء في المنزل أو الشارع أو وسائل الاتصالات.

فالآباء فقدوا ضبط النفس في التعامل مع الأبناء ووسائل الاتصال يسودها الضار قبل النافع لهم، والزمن يجري بسرعة شديدة .

بناء شخصية سوية لطفلك هي الخطوة الصعبة في التربية

ونعلم أن الحياة ليست التعليم وتدريبات النوادي فقط بل الأعمق والأصعب هو بناء الشخصية السوية التي تحقق وتسهم في بناء المجتمع ولا يجب أن يلقي الأب عاتق ذلك علي الأم وحدها فيجب المشاركة في كل ما يتعلق بالأبناء.

أولادك إن لم تجالسهم جالسهم غيرك
وإن لم تحادثهم حادثهم غيرك
وإن لم تصاحبهم صاحبهم غيرك
كن أنت الشخص الذي يبحث عنه أولادك؛ قبل أن يكون غيرك جليسا ومحادثا وصاحبا

مفعول الدعاء كـ السحر في التربية

ولا نكف عن الدعاء لهم بالهداية والثبات لأنها من الله فضرب مثل بابن سيدنا نوح في معصية أبيه

كما ضرب مثلا بإسماعيل في طاعة سيدنا إبراهيم ووصف بالحليم لتفانيه في ذلك

(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص ٦٥)
فالهداية والتوفيق من الله تعالي.

وقد وصف الله تعالي رسولنا ونبينا الكريم محمدا صلي الله عليه وسلم ومدحه بالخلق العظيم مع أنه تربي في بيت جده وعمه و في مجتمع الشرك وعباده الأصنام، ولكنه جاء رحمة مهداه ومعلم البشرية جمعاء (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم 4)
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.