أول سيدة مصرية تعزف على آلة الربابة “صفا الهلالي” في حوار خاص لرؤية وطن
كتبت : أميرة الشاذلي
ملامح مصرية أصيلة تتزين بصوت صعيدي يحمل التراث والحكاوي والمواويل التي تعزفها بربابتها”بنت الجنوب” التي أبدعت بفنها وموهبتها حتى تصبح أول سيدة مصرية تعزف على آلة الربابة.
وتواصلت رؤية وطن مع الفنانة صفا الهلالي لتتحدث عن بدايتها مع فن الربابة المصاحب للصوت الغنائي الصعيدي وتبرز مراحل مرت بها من خلال رحلتها من الصعيد إلى القاهرة.
كيف كانت بدايتك مع فن الربابة وإهتمامك به؟
كنت أعيش في سوهاج بلدي التي ولدت بها، ومنذ طفولتي بدأ إهتمامي بالأغاني التي تقام في الأفراح والمناسبات التي تخص الأهل والأحباب، فكنت أردد الأغاني وأعيد كتابتها في نوتة خاصة، ولاحظت والدتي الأمر فبدأت تقف بجانب وذهبت معي إلى قصر ثقافة سوهاج، لكي أمارس هوايتي وأتابع الآلات الموسيقية الشعبية أكثر مثل الربابة والمزمار وغيرها من الآلات، وكان فن الربابة هو الصوت الذي يجذبني عندما أسمعه، لأن أنا تربيت عليه وعشت فيه، وإلى أن انتهيت من المرحلة الثانوية فطلبت من والدتي أن أسافر القاهرة وأدرس موسيقى، ولكنها رفضت تحفظاً على العادات والتقاليد، ولأنه من الصعب خروج البنت من وسط أهلها في الصعيد لتدرس بعيداً عنهم وخصوصاً إذا كانت الدراسة تتعلق بالموسيقى والفن، ف إلتحقت بكلية تربية إنجليزي واتخذتها طريقاً لأبحث عن هوايتي بشكل أوسع.
ما هى أهم التحديات التى واجهتيها والداعم الأول لكِ؟
عانيت كثيراً جداً ووالدتي كانت الداعم الأول لي وتحملت الكثير من أجلي لتخرج بموهبتي للعالم، حتى كانت بداية ظهوري بالمسرح أشبه بحرب لأنني أخالف العادات والتقاليد، ولكن وقوف والدتي بجانبي كان دافع قوي بالنسبة لي فإما أن أخوض تلك الحرب أو أعلن الإستسلام.
والموضوع لم يكن سهل أبداً بالبداية، إلى أن تقبلوا الوضع مع مرور الأيام ،فمفيش حرب بدون خسائر، وأنا عملت على نفسى كثيراً وكنت أقرأ وأتعلم مهارات جديدة لأن الحياة فرصة واحده يا أعيشها سعيدة أو أصبح تعيسه منكسرة، ولهذا كملت في حلمي وصدقت نفسي.
ما هي أهم الفرق الموسيقيه التي شاركتي بها؟
إنضميت إلى فرقة النيل للغناء الشعبي مع المدربة الكبيرة “فاطمة سرحان، وفرقة الورشة المسرحية، وفرق مستقلة أخرى، وكنت أبحث عن طرق التعلم لفن الربابه والعزف على منهج صحيح، وكان لابد أن اشتري الربابة حتى أبدأ بالتدريب على العزف المصاحب بالغناء، وساعدني البعض لكي اتقنها وإحتكيت أكثر بالمجال الفني، وتابعت العازفين المتمكنين لكي أتعلم منهم، ومررت بمواقف كتير لكي أتعلم، ولي فرقتي الخاصة الآن اسمها”صفا الربابة” اشتغل عليها منذ سنتين ولم تكتمل حتى الآن، ولكن أنا أشتغل عليها وأقدم فيها غناء وطرب وفيها الكثير من الموسيقى التي ألفتها بشكل عصري والتراث المصري والسيرة والمربعات.
هل الربابة مرتبطة فقط بالتراث المصري؟
لا، ليس فقط بالتراث المصري ولكن يصاحب فن الربابة السيرة الهلالية والمربعات وغيرها من الأغاني العصرية وهذا بداية مشروعي الي بشتغل عليه إني أبدأ بعزف الأغاني العصرية الجديدة، وضروري إن الذي يتعلم ربابه يفهم الأوس جيدا والموسيقى عامة ويعرف المقامات الموسيقيه والأشكال الإيقاعيه لأنه هيعملها بألاوس، فضروري يكون فاهم موسيقى ويطبق الذي يتعلمه من الناس القديمه ويضيف لهم.
في أي سن قومتي بغناء السيرة الهلالية وهل كنتِ على درايه بمعانيها؟
أول مرة غنيت السيرة الهلالية كان عندي ٩ سنوات بفرقة “نهر الصريف” بقصر ثقافة سوهاج وكانت مصاحبه للربابة وكانت صعبة جداً ولكن كنت أرددها كما يعلمني المدرب، فالسيرة الهلالية ملحمة كبيرة جداً وقعت في غرامها عندما فهمتها وكنت أسمعها كاملة عندما ذهبت للقاهرة، فأبو زيد الهلالي خاض الحروب الكثيرة من أجل وطنه وأهله.
مَن مِن الشعراء يعجبك كلماته وإلقائه ؟
بدأت أسمع للشاعر محمد اليمني وعلى جرمون، والناس الي كانت بتقول السيرة ، وبالأخص محمد اليمني وسمعت معظم الأجزاء للملحمة الكبيرة، وهي تحتاج مجهود وتركيز.
إذكري أهم مشاركاتك بالمسرح والتكريمات التي حصلتِ عليها؟
شاركت في الكثير من المسرحيات كعازفة ربابة وشاركت في مهرجان “بكين” للمعهد العالي للفنون الشعبية، وغنيت سيرة في الكثير من المسرحيات، وقدمت موسيقى تصويرية خاصة بمسرحية بداره بالمعهد العالي للفنون الشعبية في أكاديمية الفنون، وتم تكريمي من وزيرة الثقافة والفنون.
ما هي أهم أهدافك ؟
أن يعلم العالم أنه يوجد فن في الصعيد وفي مصر مثل فن الربابة، وأشارك في تشجيع المبتدئين، ورسالتي للمسؤلين إنهم يهتموا بفن الربابة والعزف على الآله لإحياء التراث المصري ومواكبة العصر بكل جديد.
وفي نهاية الحوار نشكر العازفة الرائعة صفا الهلالي على وقتها الثمين للحوار ونتمنى لها دوام التميز.
