التاريخ والآثار

مراحل التكوين السياسي قبل اتحاد القطرين

 

بقلم/ آيه أحمد حسن

بعد أن نزل الإنسان إلى ضفاف النيل بدأت التجمعات السكانية الكبيرة وخاصة مع بداية العصر الحجري الحديث، ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال بعض المواقع الحضارية وخاصة في الجنوب، وقد اقترن مع عوامل الاستقرار عدة عوامل منها الزراعة والري والتعاون، وكذلك عامل المصالح المشتركة وأخذت تلك الجماعات في التوسع لإقامة المساكن في المناطق البعيدة والمرتفعة عن الفيضان، وبدأت تتجمع إلي قرى صغيرة ثم إلى مدن ثم أصبحت المدن بعد ذلك أقاليم وانتهى الأمر بتوحيد البلاد كلها تحت يد نظام سياسي وإداري واحد

خطوات التكوين السياسي

قد قامت في بداية الأمر في بعض الأقاليم إمارات مهمة وبيوت قوية، وكانت لها عواصم أو مدن رئيسية، وعلى ما يبدو أن هناك بعض الأمراء أو الحكام قد حكموا قبل تأسيس الأسرة الأولى، ولكي تصل مصر إلي مرحلة التوحيد،

توزيع أقاليم الوجه البحري إلى مملكتين

في بداية الأمر تجمعت أقاليم الوجه البحري في مملكتين واحدة في الشرق وعاصمتها جدة وتقوم على أطلالها بلدة \”أبي صير بنا\” بالقرب من سمنود، والأخرى في الغرب اتخذت عاصمتها في مدينة دمنهور.

وكانت الخطوة الثانية وهي أن أصبحت الشرق والغرب من الدلتا مملكة واحدة وأصبحت عاصمتها سايس وهي صا الحجر في غرب الدلتا، وفي مقابل الوجه البحري كانت في مصر الوسطى مملكة أخرى وهي مدينة \”هن نسوت\” وهي أهناسيا المدينة جنوب بني سويف، أما عن مصر العليا اتحدت هي الأخرى في مملكة واحدة متخذة عاصمتها في مدينة نبوت وتقوم على أطلالها بلدة طوخ الحالية في محافظة قنا.

أما المرحلة الأخرى دخل كل من الشمال والصعيد في صراع فيما بينهما للسيطرة على الأخرى وقد نجحت مملكة في بداية الأمر واتخذت مدينة جدة عاصمة للشمال والجنوب، ولكن انفصلت عنها مملكة الصعيد وتكررت هذه المحاولات أكثر من مرة لفرض سيطرة الشمال على الجنوب ثم الانفصال ظل الأمر بهذا الشكل حتى أن نجحت السلالة الملكية بمدينة تيني طيبة بتوحيد شمال وجنوب مصر تحت رأيها.

وقد شملت مرحلة التطوير السياسي والإداري تأسيس بعض المدن ذات الأهمية السياسية والإدارية بل تمتع بعض منها بقداسة دينية، كما أنشأت بعض الإدارات مثل بيت المال الأبيض يختص بالصعيد، وبيت المال الأحمر ويختص بالوجه البحري، كل هذه مراحل مرت بها مصر قبل اتحاد القطرين وتكوين المملكة المتحدة وقد عاصر عدة مراحل من التطور والتقدم الحضاري.

وفي الختام أود أن أوضح للقارئ أن هناك اندماج حضاري بين المراكز الحضارية في الجنوب والشمال، بل كانت هناك تأثيرات خارجية واتصالا بين الشرق والغرب وذلك مع عناصر آسيوية وقد تأثرت مصر فيما قبل الأسرات بحضارات آسيوية ويظهر ذلك في بعض الآثار.

قد يهمك أيضاً:-

مكانة المرأة عند المصري القديم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا