مقالات

طرق عملية لمعالجة أخطاء أولادنا

بقلم: د . فتيحة بن كتيلة 

 

إن المهمة الأساسية في حياة الأسرة المسلمة هي تأديب الأبناء وتهذيب سلوكياتهم، وتعليمهم الخير وحثهم على الالتزام بالأخلاق الحسنة، ولكن للأسف الشديد الكثير من الآباء لا يدرك الطرق الصحيحة للتأديب ويستعملون وسيلة واحدة وهي الضرب والعنف، متحججين أن هذا الجيل صعب ومتمرد وشقي ولا ينفع معه إلا الضرب.

 

ولكن هذا الأسلوب أسلوب فاشل في التربية فالإسلام أمرنا بتأديبهم وإكرامهم كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال” أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم” وأعتقد أن أفضل كرم للأبناء معالجة أخطائهم بطرق تربوية بعيدة عن الضرب والعنف ويقلل إن لم نقل نمتنع امتناعا تاما عن العصا، لأن الضرب يضر ولا ينفع ولا يأتي بخير، وهدفنا كمربين من معاقبة الأبناء هو تصحيح الخطأ لا معاقبة وانتقام من الأبناء، ومن أهم الطرق في تأديب الأبناء نذكر على سبيل الذكر لا الحصر.

 

طرق عملية لتأديب الأبناء:

1-معرفة أسباب الخطأ: قبل أن تعاقب ابنك على الخطأ يجب أن تعرف السبب وراء السلوك الخطأ، لأنه لا يوجد سلوك دون سبب وعند معرفة السبب يسهل معرفة العلاج بطرق تربوية.

2-الصبر والرفق: بعد ما نعرف السبب لا يمكن أن يكون العلاج آني ولحظي، لأن السلوك حتى نغيره نحتاج إلى أسابيع أو شهور أو حتى سنوات، فذلك يرجع إلى طبيعة وعمق الخطأ وشخصية الابن، واستخدام الرفق واللين مع الأبناء دوما يعطي نتيجة إيجابية وبيوت المسلمين وللأسف اليوم بحاجة إلى الرفق والحب والحنان فالرفق ما زار بيتا إلا ونفع أهله، فالبيت الذي يسوده الرفق يشعر فيه الأبناء بالحب والاطمئنان والاستقرار النفسي ويتقبلون التوجيه والتضحية ولهم القدرة على طرح مشاكلهم أمام والديهم دون خوف أو تردد.

3-استشعار خوف الله تعالى: قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا ترفع العصا على أهلك وأخفهم في الله عزو وجل” ومن هذا الحديث نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الضرب لأن نتائج الضرب مؤقتة، لكن إذا كان الدافع من الداخل واستشعار الضمير وتحمل المسؤولية ومراقبة الله يبقى مع الابن كالدرع الواقي وبذلك ينمو الوازع الخلقي عند الطفل، وعندما نقول استشار الخوف لا نقصد تهديد الطفل بالنار والجحيم، بل نذكره بالجنة ونعيمها وما أعده الله للمتقين ، ونقدم لهم تجارب حية من الواقع عن وجود الله ومحبته لهم وأنه معهم يراهم ويسمعهم.

4- الدعاء: الدعاء مخ العبادة لذلك وجب على الآباء والأمهات أن يكثروا من الدعاء لأولادهم بالصلاح لأن الدعاء يصلح أحوالهم ويجبر كسرهم، ويحميهم من شرور الدنيا والآخرة، ولا يكون الدعاء عند وقوع الخطأ و مرة أو مرتين بل يجب أن يكون أسلوب حياة ليلا ونهارا أن يدعوا الله أن يصلح أولادهم ويهديهم إلى سبيل الرشاد.

5-التربية بالقدوة : على المربي أن يكون قدوة حسنة للطفل فالطفل يقلد سلوك مربيه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا