مقالات

الشباب ونهضة الدولة من منظور إسلامي

بقلم: د. رباب شاهين

 

يمثل الشباب في بلادنا اليوم أحد أهم ثروات المجتمع، وأداة فعالة مهمة من أدوات التطور الحضاري للمجتمع، وهم همزة الوصل بين الماضي والمستقبل وهم الحاضر الذي يصنع المستقبل. لما تتميّز به المجتمعات الغنية بالشباب من طاقاتٍ تبني وتغير، فهم عصب الأمة ورجالها، ولقد قامت نهضة الأمم من قبل على أكتافهم وسواعدهم.

الشباب ونهضة الدولة من منظور إسلامي
الشباب ونهضة الدولة من منظور إسلامي

للمزيد من المقالات أضغط هنا

ولقد جعل الله لمرحلة الشباب ما يميزها عن الفئات العمرية الأخرى فالشباب يتمتع بالصحة والقوة، فعندما ضرب الله لنا مثلاً في قصة الملك طالوت عندما بعثه إلى بني إسرائيل فهو لم يميزه بالمال ولا بالجاه، فقال تعالى “إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ” البقرة 247 . أيضاً عندما قدمت احدى ابنتا شعيب سيدنا موسى إلى أبيها ليتخذه أجيراً عنده واصفةً له “يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ”. القصص 26. إذن فالشاب القوي في بدنه، القوي في إِيمانه، القوي في صحته هو الأكثر ديناميكية وطاقة وقدرة على إحداث التغيير في جميع مناح الحياة نحو الأفضل فهو القادر علي تحقيق الأهداف التنموية بطريقة مثمرة وخلاقة والنهوض بلده نحو مستقبل أفضل.

 

ولقد حث الإسلام على استغلال الوقت في العمل الجاد المثمر الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (لا تزولُ قدم عبدٍ يوم القيامة حتَّى يُسأل عن أربع خصالٍ: عن عمرِه فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه)، فالشباب أمامه العديد من المجالات ليغتنم فيها وقته و ينفع نفسه ووطنه ويساعد على تقدم حضارة بلده والسير بها لتواكب التقدم فجميع مناحى الحياة، فالإنسان العامل المنتج المفيد لنفسه وأسرته ومجتمعه هو الذي يريده الإسلام.

 

وهنا يأتى دور المبصرين والعلماء لما يجب أن يكون عليه شباب الأمة وفقاً لمنهج الله الذي ارتضى لعباده، وهذا يحتم على أهل العلم والفضل إشباع احتياجات شبابهم بالعلم الصحيح والأخلاق الحسنة، حتي لا يقعوا فريسة لمن يستغل طاقاتهم وقدراتهم في غير إطارها المشروع، وامتثالا منهم لامر الله: “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ”.

 

ومن جانب الدولة يجب عليها العمل على توفير البدائل الجيدة التى تملأ الفراغ وإشراكهم فى الأنشطة العملية المختلفة، وتوسيع الفرص المتاحة لهم بما يفسح المجال أمامهم للممارسة حرية أكبر في تشكيل مستقبل أوطانهم حتى يعتادوا المشاركة، ليشعروا بقيمتهم ورسالتهم في الحياة، وتستغل حماسهم وتستوعب قدراتهم فيما يقدم لهم النفع ويدفع الضرر . فبعض الدول المتقدمة ترى أن الشباب هم المورد الأساسي لحل مشاكل التنمية وضمان استقرار مستدام .

 

في اعتقادي أن تمكين الشباب الواعي المدرك لقيمة الوقت والعمل المتسلح بتعاليم دينه وأخلاقه أصبح ضرورة ملحة، لما يعتري المجتمع من تحديات، تحتاج إلى عقول تفكر خارج الصندوق، تستطيع تحويل الأفكار إلى أفعال، عقول طموحة، يحركها التحدي، ويوجهها الشغف والتطلع للأمام، عقول تتعامل مع التغيير، وتوظفه لخدمة أوطانهم والأهم عقول تفهم كيف تلبي احتياجات وطنهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا