مقالات

أثر غياب القدوة في التربية

بقلم: ريهام المكاوي

التربية هى الأساس في صنع شخصيات سوية، وفي صنع أجيال قادرة على تحمل المسئولية واعية بحقوقها وواجباتها، هذه العبارات ربما نراها منذ زمن ونقرأها ولكن لا نلتفت لها ولكن في هذا المقال وقفة قصيرة مع هذه القضية الهامة، وقفة قصيرة مع بعض النتائج المترتبة على غياب القدوة من الأم والأب في الصغر بالنسبة للأطفال.

أثر غياب القدوة في التربية
أثر غياب القدوة في التربية

قالوا قديمًا”التعلم في الصغر كالنقش على الحجر، والتعلم في الكبر كالنقش على الماء”، مع الإعتراض على الجزء الثاني من الجملة لأنه يدعو إلى السلبية وألا يسعى الإنسان لتطوير وتحسين نفسه في الكبر قدر المستطاع، ولكن لنظل مع الجزء الأول منه وهو“التعلم في الصغر”.
التربية ليست عملية عشوائية تتم دون وعى ودون دراسة من الأم والأب، كذلك هى ليست عبارة عن مجموعة من الأوامر تلقى إلى الأبناء في افعل ولا تفعل، وكذلك ليست صراخ وعويل وصوت عالي، وكذلك ليست اعتقاد من قبل الأم والأب أنهم يمتلكون أبنائهم، ومن حقهم التدخل في شئونهم ورسم حياتهم.
فطبيعة الطفل تقتضي الصبر عليه في التعليم، تقتضي إفساح الصدر وافساح المجال له وبخاصة في سنوات عمره الأولى حيث تكثر أخطائه، في الحقيقة تقتضي إفساح الصدر له حتى يصل إلى سن الرشد بشخصية سوية ، خالية من المشاكل والاضطرابات النفسية قدر الإمكان، فكل مرحلة لها متطلباتها.
والأم والأب بالنسبة للطفل هما القدوة الأولى، هما القدوة الأولى في التعليم، هما القدوة الأولى في التصرفات والأفعال، والتي يمتص الطفل منها أكثر من الأقوال والتوجيهات ويختزن في عقله الباطن وتشكل وعيه وتصرفاته.
وغياب القدوة من الأم والأب لها أثرها المدمر في شخصية الطفل، حيث يعمد إلى استمداد قدوته من مصادر غير أخلاقية وغير أمينة مثل الأفلام والمسلسلات، وسوف تتزعزع لديه المعاني والقيم وينمو بمعاني مشوهة وزائفة عن الأشياء والناس والعالم، وينمو بسلوكيات غير حميدة .

أثر غياب القدوة في التربية
أثر غياب القدوة في التربية

غياب القدوة من الأم والأب سوف يصنع تخبط نفسي لدى الأبناء وضياع يمتد معهم إلى سنوات الرشد، غياب القدوة من الأم والأب يصنع شخصيات مشوهة، يصنع عقول زائفة، وذلك التخبط وهذا الضياع يُوردهم موارد التهلكة، حيث يقعون فريسة لأصدقاء السوء والمصادر الخارجية التي تلقى في طريقهم كبديل عن غياب القدوة في الأم والأب، فالطفل لا يعرف شيئًا ولا نتوقع منه أن يعرف شيئًا وإنما يُولد صفحة بيضاء، ويتعلم ما يراه أمامه من الأم والأب؛ لأن الحاجة إلى القدوة من الحاجات الفطرية الضرورية للإنسان في الصغر التي يُولد بها، وهى من تكوينه الذي وضعه الله عزوجل فيه، ليس له دخل فيه.
فلنراجع أنفسنا ونرى “هل نحن قدوة صالحة لأبنائنا أم لا؟ الذين يُولدون لا يعرفون شيئًا واستودعهم الله أمانة لدينا، لا لكى نملكها، وإنما لنحسن رعايتها حتى تُعمر الأرض”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا