أنتِ لست عانساً
بقلم / ياسمين ناصر
أصبحت العنوسة كالفوبيا لدى الكثير من الفتيات و ذلك بسبب العديد من الأسباب أهمها نظرة المجتمع التي تؤثر بشكل كبير على الفتاة و كذلك بسبب ما تراه حولها ممن هن في مثل سنها أو أصغر منها و لكن هناك من تزوجت و هناك من أنجبت و هناك من تمت خطبتها ، ذلك فضلاً عن أن هناك من تخاف أن يمر العمر وهي ما زالت وحيدة….وغيرها من الأمور التي تؤدي في النهاية إلى شيء واحد وهو الخوف من العنوسة .
مبدئياً .. أنا ضد فكرة أن نطلق عليها لقب ” عانس “ فهذه الكلمة و إن كانت صحيحة إلا إنها ليست معبرة عن الوضع فلمَ لا يقال مثلاً أنها ما زالت عزباء و فقط !
لكن عانس و كأن بها مرض أو شيء ما خاطئ و هذا هو حال المجتمع للأسف الذي يؤذي بكلامه و أفكاره و يرى أن الفتاة طالما تخطت سناً معينا ً أصبحت تحمل اللقب .. ما هذا التفكير !!
و بالذهاب إلى نقطة أخرى نجد أن الفتاة أصلاً ليس لها ذنب في ذلك فهذه ليست عنوسة و إنما نصيب و قدر .. فالشخص المناسب لم يأت بعد ، أم أن عليها أن تتعجل و ترضى و تقبل بأي شخص مهما كان لتتخلص من لقب العنوسة !
من المؤكد أن نظرة المجتمع المتخلفة هذه لها النصيب الأكبر في جعل الفتاة تشعر بفقدان الثقة في نفسها و الحزن و كره حالتها لشعورها و كأنها مختلفة غير مقبولة … أو مثلاً كأنها عالة و عبء في حالة كانت تتلقى كلاماً مؤلماً من أهلها ؛ فمتى نكف عن استخدام كلمة عنوسة و متى نرتقي بفكرنا ؟
و من ناحية أخرى قد لا يكون المجتمع هو السبب في فقدان الثقة بنفسها فقد تكون هي مقتنعة بذات نفسها بلقب عانس و تعاني من فوبيا العنوسة … لماذا هذه أنخطبت و أنا لا ؟ لماذا هذه تزوجت و أنجبت وأنا لا ؟
يجب أن تعلمي أن ” عنوسة “ كلمة نحن من أوجدناها و أنتِ كذلك بسبب التفكير الغير سليم ، تأخر الزواج لا يعني أن الوضع أصبح ميؤساً منه .. تأخر الزواج لا يعني أنك أقل من غيرك أو أنها في مكانة أعلى منك أو أن هناك ما يعيبك فتسبب في عدم خضوعك لتلك التجربة … الأمر ليس كذلك …. أنتِ لست عانساً أنتِ لم يأتك نصيبك بعد و هذا شيء مقدر لا دخل لكِ به و لا يستطيع أحد التحكم فيه ، كونك لست مثل غيرك لا يعني أن تصبحي في تفكير و قلق من العنوسة !
و هل سأبقى هكذا طوال العمر ؟
سؤال قد يرد في بال الفتاة ولكن هذه ليست المشكلة الكبرى فالمشكلة هي أن كثرة التفكير هذه بالطبع تؤثر بالسلب سواء كان السبب هو المجتمع و الناس و كلامهم و اعتقادهم بأن ذلك عنوسة ، أو سواء كان السبب من داخل الفتاة .. مما قد يجعلها بالفعل تتعجل الأمر و تقبل بسرعة دون تفكير جيد فتكون النتيجة مؤسفة في بعض الأحيان مثل أن يحدث وأن تكون قد اختارت الشخص الخطأ الذي يجعلها تتمنى الرجوع بالزمن و رفضه و قبول لقب ” عانس ” على أن تخطئ و تتسرع و تعيش حياة لم تكن تنتظرها ولا تتمناها .
أنتِ جميلة لا تدعي أحد يفقدك ولو جزء بسيط من ثقتك بنفسك أو يهزها .. العنوسة كلمة نحن السبب في ترسيخها داخلنا .. المسألة مسألة وقت فقط و هي أمور مرتبة لا نعلمها نحن ؛ فلا تظني أنك ينقصك أي شيء .. تأكدي ..
أنتِ لست عانساً .
