التاريخ والآثار

رمزية الألوان ودلالتها عند المصري القديم

كتبت: مريم محمد

 

كان اللون وما يزال منذ القدم يحمل رموزا معينة ودلالات خاصة، وظهر ذلك واضحا في الحضارات القديمة مثل الفن المصري القديم والصيني الإغريقي وفنون بلاد فارس والرافدين. 

في الفن المصري القديم استخدام اللون الأبيض من أجل تلوين بشرة المرأة ،والأصفر للبشره الرجل. 

كما أن للألوان تأثير على النفس حيث تحدث فيها احساسات ينتج عنها اهتزازات ، فبعضها يوحي بأفكار تريحنا و تطمئننا والأخرى نضطرب منها. 

وهكذا تستطيع الألوان ان تهب الفرح والمرح أو الحزن والكآبة 

وتنقسم التأثيرات السيكولوجية إلى تأثيرات مباشرة وأخرى غير مباشرة والتأثيرات المباشرة تستطيع أن تظهر شيئا ما او تظهر تكوين عاما بمظهر المرح والحزن أو الخفه أو الثقل، و يمكن أن تشعرنا ببرودته أو سخونتهأما التأثيرات غير المباشرة فهي تتغير تبعا للأشخاص، ويرجع مصدرها للترابطات العاطفية والانطباعات الموضوعية وغير الموضوعية،المتولدة تلقائيا من تأثير اللون ، أمثاله لذلك أن اللون البرتقالي يحدث أثرا عاطفيا الحرارة والدفء ، ويمثل موضوعيا النار وغروب الشمس التي تشع منها هذه التأثيرات السيكولوجية المعبره عن التأجج والاحترام المشتغل، أما الأزرق الفاتح يذكرنا بالسماء والبحر ويوحي لنا سيكولوجية بالهدوء والسكينة. 

وتفهم معاني الألوان أحيانا علي ان خلفها سر من أسرار الحياة مثل قول الشاعر (شيلي)

(الحياة تشبه قبة زجاجية متعددة الألوان تصبغ ألوانها نور الأبدية الابيض  )

ومنذ نشأة الحياة انشغل الإنسان بمعرفة طبيعة بالألوان وخصائصها في كل ما يحيط به في حضرة المزارع، وزرقة السماء ونجد المصور (ديلاكروا)  يعير عن ولعه بالألوان وجمالها في ذاتها ويصرح في مذكراته(نشرت عام 1824) عن وجذابة المظهر. 

الحسي لمادة اللون قائلا: 

(كم اتوق في هذه اللحظه ان امسك بلوحة الألوان،  فإني أود أن أضع لونا دسما وسميكا فوق لوحة داكنة أو حمراء )  . 

  ويخبرنا علم الفيزياء الحديثة أن الألوان هي نتيجة قصر أو طول حاجه أشعة النور ، فكلما طالت الموجة اقترب اللون من الأحمر ، وكلما قصرت مني من الأزرق البنفسجي

ويطلق علي بعض الألوان أحيانا(ساخنة)  أو(دافئه ) مثل اللون الأحمر ، وأحيانا الوان (بارده) مثل الأخضر أو الأزرق 

وفي العصور الوسطي خصص بعض الرسامين ألوانا ترمز للحالات الروحية بينما القدماء كانوا يقيمون الروابط بين الألوان والعناصر والكواكب ففي (بلاد الصين ) كمثال : يمثل اللون الأزرق اتجاه الشرق وعنصر الخشب، أما الاحمر فهو لون الجنوب والنار ، أما الأصفر فهو لون المركز والأرض 

لا غرابه ان معظم الحضارات قد اهتمت بمعني الألوان، بل وصل اهتمامها إلى الاعتقاد بأن لكل لون معني يؤثر في الإنسان 

ومن الحضارات القديمة التي تناولت اللون : الحضاره المصريه القديمه، فكانت الألوان عندهم بسيطه تستخلص مواده الأولى من الطبيعه وتسحق ثم تمزج بالماء المضاف إليه القليل من الصمغ لكي يلتصق بسطح الجدار الحجري أو طبقة الجص أو الملاط الطيني وكانت المغرة هي السائده بألوانها الحمراء والصفراء والسوداء وتختلف حدتها حسب الكلمة المذابة منها ،وتستخدم في تلوين الملابس ويلي تلك الألوان في الاهميه الأبيض الجيري أو الطباشيري الذي استخدم في تلوين الملابس والخلفيات في نهاية الأسرة الثامنة عشرة ،وقد مزج الأبيض بالمغرة الحمراء للتعبير عن اللون الوردي الخفيف للأجسام النسائيه ولبعض الفواكه والحيوانات والمأكولات في مشاهد تقديم القربان وكثر الاستخدام كل من الأخضر والأزرق اللذين كانا يستخرجان من إضافة عجينه الرمل والصوديوم إلي النحاس الأخضر وألي الكوبلت للأزرق وقد استخدم اللون الازرق الفاتح في منتصف الاسرة الثامنة عشرة لتلوين خلفية المناظر أما اللون الأخضر فقد خصصوه لأوراق الشجر وأحراش البردي وقرابين الخضر والأزهار وبعض عناصر القلائد والاساور والاحزمه لتمثيل خرزات الخزف المزجج

يعتبر اللون الأسود أقل الألوان صمودا للزمن لأنه مكون من السناج(الهباب) الذي لا يسهل الصاقه بسطوح الجدران وهذا يفسر لنا سبب زوال لون الوفرات “الباروكات”  للنساء وبقاء الحجر الجيري أو الجص المائلين إلى الاصفرار عارفني حتي لقد يتبادر إلى أذهاننا أول وهلة. 

ونجد تمثال (رع حتب ونفرت ) من الحجر الجيري الملون أعظم مثال للنحت المصري القديم، وقد عثر علي هذين التمثالين في حجره الدفن بإحدى المصاطب المحيطة بهرم ميدوم ، وهما لونان بأسلوب واقعي ، واستخدمت المغرة الحمراء لتلوين الرجل و المغرة الصفراء في تلوين تمثال المرأة،  كما رصعت العيون بحجر الكوارتز شبه الشفاف والبللور المصري للقرنية ، مما أضفي علي التمثال قوه وحيويه و التمثالان بمثابة وحده تنبض بالحياة وقد أبدع المثال في نحت وجه الرجل بما يتخلله من عظام ،كما أجاد في نحت وجه الزوجة الأبيض ذي الخطوط اللينة وتم تمثيل الصدر والذراعين من وراء الرداء ، وتلوين جسد المرأه بالاصفر وقد اتشحت برداء ابيض ، ويحلي رقبتها عقد عريض من ألوانه مختلفة، ويحيط رأسها إكليل من زهيرات بالوان بهيجه وزعت بذوق رقيق وقد أدرك القدماء أن للألوان خواص فنجد اللون الاحمر خاصيته تتعلم بالحياة والسرور من جهة، و الحرب من جهة أخرى،  فهو في كل الأحوال لون الدم أما بالنسبة للعقلية البدائية يعني الاحمر قوة الطبيعة الخصبة الحية وفي معظم الثقافات القديمة  يرمز إلى النار أو الحرب أو للعصيان ورسم المصريين القدماء(سيث) الإله العاصي باللون الأحمر  واللون الأحمر عند الفراعنة هو لون إله الشمس رع. 

اقرا ايضا:-

الألوان والرمزية فى مصر القديمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا