مقالات

الخُذلان

 

بقلم/ أمل عاطف

الخُذلان هو إحساس مؤلم نتيجة تعرض الشخص لصدمة عاطفية سواء من حبيب أو صديق؛ فكيف لي أن أتوقع ضربه تصيبني من أقرب الأقربين!!

يعتبر الخُذلان من أصعب المواقف التي تمر بحياة الإنسان إذ يأتي دائماً من الجهة الغير متوقعة، ومن أشخاص من
المفترض أنهم يُحمِلون لك مشاعر من الحب مثلما تحمل لهم من مشاعر حب صادقة، ولكنك تتفاجأ حين تأتي الضربة ممن تعتبرهم أمانك؛ فالروح التي كنت بجانبها دوماً هي نفسها الروح التي لم تتهاون في أذيتك، والقلب الذي كنت دوماً تحتويه هو ذات القلب الذي لم يتهاون في جرحك.

وهنا نسأل أنفسنا لِما نشعر بهذا الكم من المعاناة بعد شعورنا بخيبة الظن في إنسان كنت تحبه يوماً ما، وهنا تكمن الإجابة في إيماننا المبالغ به في الآخرين، الأمر الذي يجعلنا نبني سقف مرتفع من التوقعات، فأكبر خطاً يمكن للإنسان أن يرتكبه في حق نفسه هو أن يجعل شخص هو المسؤُل عن سعادته وأمانه أن يجعله كل شئ بالنسبة له؛ فلابد أن لا نربط سعادتنا بوجود شخص ما في حياتنا وأن نعي تماماً بأننا فترات في حياة بعضنا البعض، وعلينا تقبل الحقيقة حتى وإن كانت موجعة؛ فنحن جميعنا قابلين للترك والنسيان.

عندما يتعرض الشخص للخُذلان فإن نظرته تكون غير واقعية ومبالغ فيها إذ أن شعوره بالأذى النفسي يجعله يضخم الأمور وينظر لها نظرة كارثية، ولكن مع مرور الوقت الصورة تتضح أكثر، وتهدأْ مشاعره ويشعر بالهدوء والسلام الداخلي.

ما علاج الخُذلان؟

علينا تقبل الحزن والتصالح مع الذات، والتعبير عن مشاعرنا بوضوح،ويمكن أيضاً التحدث إلى صديق وطلب النصح منه، كما تساعد أيضاً الكتابة وتدوين الشعر فى خروج بعض المشاعر الداخلية المختلطة من غضب وحزن على الورق؛ فهذا يساعد على تفريغ المشاعر السلبية التي يحملها الشخص، ومن أهم الخطوات التي تساعدنا على تخطي مشاعر الخُذلان هو قطع الاتصال بالشخص المتسبب بهذه المشاعر فهذا يساعدنا على إستِعادة الإتزان والسلام الداخلي.

وأخيراً حصل ما حصل، لا تضعف.. لاتبك.. لا تُخْفِ.. نفسك عن الحياة، تمسك بالأمل ومواصلة أحلامك، إبحث عن أهداف جديدة، وحياة جديدة تُعيد لك سعادتك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا