مقالات

قصة الباب الذي يفتح للجنة أبواب

بقلم: ممدوح الحوتي

أعزائي القراء الكرام…أهلا بكم من جديد في موضوع يهم كل إنسان في هذا الكون.. لطالما عاش في أرض الله ويأكل من رزق الله..

نعيش جميعا على هذه الأرض بأجناسنا وأطيافنا المختلفة. نتمتع ونرتع في نعم الله التي لا تعد ولا تحصى..وهناك شرائع تحكمنا..وكلها منزلة من عند الله عز وجل ..

ولكننا ننسى أو بعضنا يتناسى أن يشكر المنعم المنان الذي رزقه هذه النعم ..فترى القليل فقط هو الذي يكون راضياً وشاكراً لنعم الله عليه وهم من وصفهم القرآن بقوله عز وجل ” وقليل من عبادي الشكور “

ولكن على الجانب الأكبر والأكثر ترى البعض ساخطاً..والبعض ناقماً ..والبعض غير راض. والبعض جاحداً. .لتبدأ رحلة مع الشيطان ، والسقوط إلى الهاوية فيستدرجك الشيطان من حيث لا تدري.. ويأخذك من باب يؤدي إلى الهلاك..مزينا لك الطريق معه بكل ما لذ وطاب من شهوات الدنيا الفانية..وتذهب في الطريق..وتنغمس في الشهوات..وتعيش في الملذات..وتتمادى في المعاصي والذنوب والسيئات..وتنسى الطريق الآخر..الذي خلقت لأجل أن تمشي فيه..وعلى دربه.

قصة الباب الذي يفتح للجنة أبواب
قصة الباب الذي يفتح للجنة أبواب

للمزيد من المقالات اضغط هنا

فهلا أفقت أخي الغالي.. وأختي الغالية ..

هيا نغلق هذا الباب القاسي…
هيا نعود معا إلى الباب الآخر الذي يفتح على طريق النور..طريق الرحمات..طريق المغفرة..والتوبة..هذا الطريق الذي حين تسير فيه يصل بك إلى الغفور التواب.. ويفتح أمامك للجنة أبواب.

الباب الذي إذا قصدته وطرقته لن يصيبك مكروه أوسوء مهما واجهتك مصاعب،أو عقبات،أو معوقات…
تعالوا بنا لنرى نموذجا صغيرا..نستشهد فيه ببعض الشواهد ..ونستلهم منه بعض الفوائد والعبر .

كان سهيل بن عمرو في سفر هو وزوجته، وأثناء الطريق اعترضهم قُطّاع الطُرق، وأخذوا ما معهم من مال وطعام، وجلس اللصوص يأكلون ما حصلوا عليه .
فانتبه سهيل أن قائد اللصوص لايشاركهم الأكل !
فسأله : لم لا تأكل معهم ؟
فقال اللص : إني صائم !
فدُهش سهيل وقال له : تسرق و تصوم ؟!
فقال اللص : إني أترك باباً بيني وبين الله، لعلّي أن أدخل منه إلى الجنّة…ثم ترك اللص سهيل بن عمرو وزوجته بعد أن أخذ أموالهم وقال لهم : اذهبوا .

وبعدها بعامين كان سهيل بن عمرو في الحج عند الكعبة، فالتقى بزعيم اللصوص الذي سرقه قبل سنتين وعرفه من وجهه، وكان هذا اللص قد تاب، وترك ما كان عليه، وأصبح عابداً لله، فضحك سهيل وقال :
“من ترك بينه وبين الله باباً دخل منه يوماً ما “

إلى هنا تنتهي القصة..ولكن ما العبرة والفائدة التي نستخلصها من هذه القصة؟

فأنا أعزائي القراء لا أقصد أن تفهم من القصة أنه لا بأس من الجمع بين الصيام والسرقة .. لا.

ولا تفهم من القصة أنه ما دمت تصلي فافعل ما شئت من المعاصي ..أبدا على الإطلاق.

ولا تفهم منها أن هناك حجٌّ إذا ذهبت إليه، سترجع من ذنوبك كما ولدتك أمك، فاعمل ما شئت من الذنوب !… كلّا.

ولكني أقصد أنك ..إذا لم تستطع أن تترك معصيةً ما، فزاحمها بالطاعة . لأن أحد أساليب الشيطان الخبيثة التي يدخل بها على الإنسان، أن يدخل إليك من باب خبيث وهو أنه يحاول أن يقنعك أنه لا جدوى من الطاعة ما دام هناك معاصي، يريد أن يقنعك أنك منافق إذ تفعل طاعة بعد معصية، ومعصية بعد طاعة !

أغلقوا هذا الباب بوجه الشيطان !

ما دمت تشعر بالسعادة بعد الطاعة، وبالحزن والانكسار بعد المعصية، فأنت على خير .

إياك ثم إياك أن تترك طاعة تفعلها ولو كنت تفعل ألف معصية .

يعني أعطيكم أمثلة…

-الحجاب فريضة، ولكن هذا لا يعني أنكِ إذا لم تقدري عليه أن لا تصلي !!
صلّي وصومي وتصدّقي ثم اسألي الله الهداية، والله عزّ وجلّ سيأتي بقلبكِ يوماً ما ويهديكِ .

– الصلاة فريضة، ولكن إذا قصّرت فيها، وضيّعت بعضها أو كلّها، هذا لا يعني أن تترك الصيام!!

بل امشِ إلى الله على أي حالٍ كنت فيه، حتى لو كنت أعرجاً، امشِ إلى طريق الله ولو حبواً ..حتى ولو خطوة واحدة إلى باب الله بالقلب، ويكون القلب صادقاً، سيهيئ الله سبحانه وتعالى لك بها خطوة وخطوات أخرى .

الله لا يغلق بابه في وجهك ولو بلغت ذنوبك عنان السماء، المهم ألا تُكابر ، وألا تتجبّر ..
فهو القائل “يا أيها الذين آمنوا لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا”

ما دمت منكسراً وخجلاً من نفسك بسبب المعاصي، وتحب الخير، ولو لم تفعل الخير، وتكره الشر ولو فعلت الشر .. فأبشـر .. أنت على خير .

اعلمًوا أنه أحياناً يفتح الله لك باب طاعة، حتى تأتي من هذا الباب إلى الجنّة، فلا تغلق الباب وإن كنت مقصرّاً .

وما يدريك ربما تمشي بسيارتك تداوم على الاستغفار والتسبيح حتى تدمنه ، فيغفر الله لك ويجعلك من الذاكرين ويفتح لك باباً إلى الجنّة .

وقد تقع في الذنوب والمعاصي، وتغرق فيها ، ولكن ربما تستيقظ في ليلةٍ ظلماء فيحنُّ قلبك وينكسر لله، فتتوضأ وتصلي ركعتين وتبكي نادما وتنام، فيكتب الله عزّ وجلّ لك القبول إلى يوم تلقاه .فتدخل الجنة من أوسع الأبواب.

لذا ..تمسّك بطاعتك مهما رأيتها في عينك صغيرة، وحاول أن تتغير وتستغفر وتتوب من ذنوبك مهما رأيت ذنوبك كبيرة .
فلا صغيرة مع الإصرار.. ولا كبيرة مع الاستغفار .

واعلم عزيزي …أن الله هيأ لك طاعة، وفتح بينه وبينك باباً، فلا تُغلق هذا الباب بيديك، لعلَّ باباً واحداً يفتح لك أبواباً كثيرة .

فباب التوبة..يوصلك إلى التواب..
وباب الرحمة يوصلك إلى الرحمن
وباب الإحسان يوصلك إلى صاحب الإحسان.
وباب الكرم يوصلك إلي الكريم.
وهكذا أبواب كثيرة أمامك تفتح لك الطريق إلى الله لا تغلقها على نفسك.

اجعل بينك وبين الله باب..يفتح لك للجنة أبواب.

دمتم في أمان الله.

المراجعة اللغوية لـ: أمل محمد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. جزاك الله خيراً يا دكتور ممدوح فعلاً الشيطان له أبواب كثيرة فالعاقل من يكن حذراً من هذه الأبواب

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا