نجيب محفوظ أسطورة الأدب العربي

بقلم : ضحى محمود

أيام كانت الذكرى الرابعة عشر لوفاة أسطورة الأدب العربي وبهذه المناسبة نتحدث عن هل ترك نجيب محفوظ وصيته أو ميراثا؟ وما السر وراء حادث اغتياله و إنفاق أموال جائزة نوبل؟

نجيب محفوظ عبد العزيز أحمد وقد سماه والده بهذا الاسم نسبة الي الطبيب الذي أشرف علي ولادته المتعثرة والمعروف باسمه الأدبي نجيب محفوظ، وهو روائي، وكاتب مصري.

يُعد أول أديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب عام ١٩٨٨ حصل نجيب محفوظ، علي ليسانس الفلسفة عام ١٩٣٤ وكان يريد استكمال دراسته للحصول علي إجازة الماجستير ولكن ولى اهتمامه للكتابة والأدب كتب نجيب محفوظ منذ الثلاثينات، واستمر حتى عام ٢٠٠٤.

تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها صفة غالبة هي الحارة، الحارة المصرية الأصيلة وهذا راجع إلى نشأته.

ولد نجيب محفوظ في الحادي عشر من ديسمبر عام ١٩١١ فى حى الجمالية بمصر القديمة، وكان لديه بنتان هما فاطمة وأم كلثوم وكان والده موظفا بسيطا لا يقرأ إلا القرآن وتوفي في الثلاثين من اغسطس عام ٢٠٠٦.

ومن أشهر أفلامه ثرثرة فوق النيل، بداية ونهاية، اللص والكلاب، القاهرة ٣٠، زقاق المدق، أولاد حارتنا، الثلاثية، الحرافيش.

للمزيد من المقالات اضغط هنا

أول مرة ظهر اسمه ككاتب سيناريو كان عام ١٩٤٧ وكان ذلك فى فيلم المنتقم لصلاح أبو سيف.

ثمن أول كتاب لنجيب محفوظ :

أول كتاب أدبي صدر لمحفوظ هو رواية “عبث الأقدار” وكان ثمنه قرش صاغ واحد؛ (وياريته أخذه كمان)، كان ذلك في عام 1938 فلم يتقاضَ أجراً عن الكتاب، بل حصل من الناشر على 500 نسخة، أخذها على عربة حنطور ووصل بها إلى أقرب مكتبة، فتفاءل باسمها “الوفد”، وعرض الكتب على صاحبها، فقال له: “مين نجيب محفوظ ده؟!” فقال له أنه هو، فقبل عرض الكتاب في مكتبته على أن يبيعه بقرش صاغ واحد، كلما بيعت نسخة سيعطيه تعريفة ولصاحب المكتبة تعريفة.

ظل محفوظ يمر على المكتبة كل يوم ليسأل صاحبها عن أي نسخة قد بيعت، لكن الإجابة كانت أن أحدًا لم يشترِ الكتاب، حتى يوم مر بالمكتبة ولم يجد الكتب في العرض فظن أنها بيعت كلها، إلَّا أن صاحب المكتبة أخبره أنه أودعها المخزن لأنها “ملهاش سوق”.

ولكن بعد صدور رواية “خان الخليلي” التي ذاع صيتها اكتشف محفوظ أن صاحب المكتبة أخرج نسخ “عبث الأقدار” من المخزن وكان يبيعها بخمسة قروش، لكنه كان يحاسبه على الاتفاق القديم، فكان لا يحصل من الخمسة قروش إلا على الخمسة مليمات المتفق عليها!

وكان ميراث نجيب محفوظ ليس ميراثاً عاديا متمثلا في أراضي أو أموال ولكنه أعمق من ذلك بكثير فكان ميراثاً متمثلاً في أكثر من خمسين كتاباً وقصص قصيرة وروايات ومسرحيات وكان أهم ما يميزه كتابته الواقعية وملامستها للحياة المصرية وقضاياها بالإضافة إلى انغماسة وتعمقه وتحكمه في أدوات فن كتابة الروايات.

وكان من أبرز ما كتبه ممثلاً قضية العدالة الاجتماعية قصة قصيرة وهى “الطاحونة“
فكان نجيب محفوظ من أبرز الشخصيات الأدبية التي جسدت الحياة المصرية الشعبية بكل قضاياها.

نجيب محفوظ وتواضعه ولفتاته الإنسانية :

كان كعادة الماره يستوقفونه أثناء مسيرته الصباحية وبتواضعه كان يتناقش معه وينجذب لأطراف الحديث إليهم..

ولم يتردد ابداً أديبنا العالمي نجيب محفوظ عن التوقف والاستماع لهم والإجابة عن أسئلتهم بكل تواضع ..
بلا غرور أو تكبر ..

قد تعرض محفوظ لحادث اغتيال شهير اثره علي حبه وشغفه للكتابة والذي أثر على اعصاب رقبته وذلك ٣٠ من أغسطس عام ٢٠٠٦ حيث كان لا يستطيع الكتابة أكثر من عشر دقائق في اليوم كما أوصاه الأطباء.

وكان السبب والسر وراه حادثة اغتيالة :

فى الحادي والعشرين من سبتمر عام ١٩٥٠ بدأ نشر رواية أولاد حارتنا بجريدة الأهرام ثم توقف النشر فى ديسمبر من نفس العام بسبب اعتراض هيئات دينينة علي تطاولة على الذات الإلهية وكان ذلك بسبب اتهامه بالكفر والخروج عن الملة وكان ذلك على يد شابين من الجماعات المتطرفة ومضى علي ذلك تمانية أعوام حتى تم نشر الرواية.

بجريدة الهلال اللبنانية التي طبعتها في بيروت عام ١٩٦٧ ثم أعيد نشرها بمصر عام ٢٠٠٦ بدار الشروق المصرية وكان ذلك وعد شخصي من الأديب نجيب محفوظ من حسن صبري الخولي الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعدم نشره الرواية فى مصر إلا بعد موافقة الأزهر بذلك.

لم يُشغل نجيب محفوظ بأي حال من الأحوال بالأمور المادية حيث قام يتوزيع جائزة نوبل بتقسيمها إلي ثلاثة أجزاء جزء منه لأسرته وبناته والجزء الاكبر كان للفقراء الغير قادرين على العلاج والمرضي العاملين بجريدة الأهرام.

رحمة الله على رجل ..
لن يجود بمثله الزمن ابداً

ولم يترك أسطورة الأدب ميراثاً مادياً إنما ترك ما يمكث في العقل فيرتقي الفكر ويشجن القلب بالمعاني والكلمات رحم الله فقيد الأدب العالمي نجيب محفوظ..