مقالات

مصنع الرجال مغلق للتحسينات

بقلم : سحر إبراهيم

أنت ذكر طبقا لسماتك الفسيولوجية التي ولدت بها.

أنت ذكر لأن وجهك ربما يحمل شاربا أو لحية وحواجبك تميل للغلظة.

أنت ذكر لأن كنيتك ذكر ومكتوب في خانة النوع بشهادة ميلادك أنك ذكر.

ولكي ترتقي لتصبح رجلا وتمنح القوامة فلأسباب أخرى غير تلك المذكورة أعلاه:

أنت رجل حين تكون على قدر كبير من المسئولية.

أنت رجل حين تفتخر بأنه يعتمد عليك وتلبي احتياجات أسرتك.

أنت رجل وقوامتك منحت لك لقدرتك على الثبات الانفعالي و إعمال العقل لا سرعة الغضب والانفعال.

الرجولة هي القوة بجانب المروءة وضبط النفس.

الرجولة أن تترفع عن الصغائر.

الرجولة أن يسبق الاحتواء يدك التي تبطش.

فأين أنتم مما نشاهد اليوم من مشاهد سلبية كثيرة وعدد مرعب من حاملي الذكورية الفسيولوجية المثبوتة في إثبات الشخصية دون إثبات لها في هويته كرجل.

وليس كل ذكر رجل.

فتجد زوجة تشكو زوجها الأناني الحاد المشاعر الذي يعتبر زوجته جارية لا حقوق لها وعليها كل الواجبات وبلا مقابل متجاهلا احتياجها للتقدير والحب.

و الذكر ذو الشخصية النرجسية الذي يشعرك بأنه تنازل وتعطف وجميل كبير تصلى لأجله أنه في حياتك ومقابل هذا التنازل لابد أن تمنحه وقتك ومجهودك و مالك وتدورين في فلكه بلا توقف في مقابل وابل من الانتقادات والنظرات المتعالية تجاه كل ما يخصك لبس أو أكل مستحيل أن يكون شئ ليس من اختياره. جميل كريم ويصرف ببذخ فيما يخصه بخيل فيما عدا ذلك.

الذكر المتحكم الذي يأمر وينهي ويأخد قرارت ويرفض أي خلاف أو نقاش وفي نفس الوقت لا يصرف على البيت ويستغل دخل زوجته ويثور إن أشعرته بتقصيره.

مصنع الرجال مغلق للتحسينات
مصنع الرجال مغلق للتحسينات

للمزيد من المقالات اضغط هنا

الذكر المادي الحريص مع أهل بيته الكريم مع غيرهم هو فعليا يسنتفد طاقة من معه لا تنتظر منه أي دعم لانه بخيل حتى فى كلامه ومشاعره.

الذكر الذي يفتعل المشاكل ومهما أخطأ لايعتذر يجد في ذلك انتقاصا من رجولته وعلى زوجته أن تبادر بٱرضاءه وإلا سمعت منه ماطاب له من شتائم وأوصاف و ألفاظ بذيئة.

الذكر الذي منحه الله زوجة هادئة ومتعاونة لاتثقل كاهله بالمطالبات ويستغل ذلك ويري أن كل ما هو مطلوب منه الإكل والشرب والعلاج و كسوة العام ماغير ذلك رفاهية لايستحقها أهل بيته و ذكر يريد زوجته مثل قطعة الأثاث لا رأي لها ولاتشاركه أفكاره لايشعر بها رغم أن خيرصديق للزوج زوجته فكلاهما له نفس الهدف.

مصنع الرجال مغلق للتحسينات
مصنع الرجال مغلق للتحسينات

ذكر آخر يستحل ضرب زوجته ولا أزيد عن ذلك أحداثا و مواقف فهذا الأمر وحده كاف لأن يسقط عنه رجولته.

ذكر يطرد أمه لأنه يريد أن يعيش مع زوجته في شقتها ويوبخها وأنه لايعنيه أمرها إن نامت في الشارع.

ذكر تعرضت زوجته لحادث وبترت ساقها فطلقها لم تعد في نظره امرأة مع أنه لم يعد رجلا في نظرها وينقصه النخوة.

رجل عفوا ذكر يطلق زوجته ويتوقف عن الصرف على أولاده بل وينسحب من حياتهم تماما ويبني لنفسه حياة جديدة ويسقطهم من حسابه.

النماذج كثيرة أمامي للأسف امتلأت بها جروبات السيدات وقاعات المحاكم وأحاديث الصديقات مشكلات ومآسي بعضها لايصل إلا لآذان الصديقات والبعض الأخر تكتفي الزوجة أن تسرده لوسادتها تحكي عنه دموعها الصامتة.

كثير من السيدات يكملن زيجاتهن بدعوى أن يعيش الأبناء أسوياء بين أب وأم. كثير منهن يقعن في حيرة بين الابتعاد وطلب الطلاق أو يعشن بنفسية محطمة للحفاظ على الاستقرار ولخوفهن من لقب مطلقة فكيف يمكن أن يكون ذلك الرجل الذي لا يمكنه أن يحتوي زوجته و لا أعفي هنا المرأة أن تكون هي أحيانا السبب ولكنها ليست معرض حديثي هنا.

فلتعرف أيها الرجل أنه ليست كل صفات الرجل قسوة و خشونة فالحنان على أسرتك وأهل بيتك له تأثير أعمق من العنف.

الحنان ليس ضعف الإنسان القادر على احتواء أحبائه يستحق أن نصفه بالرجولة.

فلتعلم أن احترامك لزوجتك قمة الرجولة ألا تحرجها أمام الغرباء أو تعلّق تعليقا لاذعا أمام الآخرين.

أن تشعرها بأن كرامتها مربوطة بكرامتك فأنت بذلك رجل حقيقي لا يهين امرأته ابداً.

فلتعلم أن الاعتراف بالخطأ يحتاج إلى شجاعة والتصالح مع النفس و الرجل الحق هو من لديه القدرة على الاعتراف لنفسه أنه ليس معصوماً عن الخطأ، ولا يري انتقاصا من رجولته أن يعتذر لمن أخطأ في حقه بل يزيد من رجولته و أن شجاعته لاينقصها شيء.

كيف يصنع الرجال :

تري هل حقا نفتقر الى مصانع الرجال هل يعاني مجتمعاتنا ونعاني من أزمة صناعة الرجال.

ليست قصة إبراهيم فريسكا ببعيدة نموذج لرجل صغير تحمل مع أبيه المسؤولية ولم يمنعه هذا من التفوق والنبوغ.

وزياد الرجل ذو الأحد عشر عاما الذي يسافر يوميا للقاهرة ليشتري بضاعة يبيعها في بلدته بربح زهيد ليصرف على أمه وأخواته وتعليمه.

وعبد الرحمن الذي يفترش السوق ببعض الخضروات ليساعد والدته الأرملة ونجح بالثانوية العامة بمجموع ٩٨%.

بالتأكيد لا تخلو بيوتنا من نماذج جيدة وراءها أهل استطاعوا أن يصنعوا رجلا كما يجب أن يكون ولكننا نتحدث عن نماذج متصدرة وحكايات صادمة والصدمة الأكبر في تزايد وانتشار تلك النماذج ونتمنى أن تعود لتكون هي الاستثناء النادر.

نماذج القدوة التي تتصدر المشهد تكون واحدا من أسباب تكوين المفاهيم فإما أن يتصدر المشهد نماذج تعكس شهامة و شجاعة ونخوة أو نماذج تعكس البلطجة والعدوانية وأبنائنا في سن معينة تنجذب لمثل هؤلاء وتقلدهم.

لاحيلة لنا في وجود مثل تلك النماذج المعطوبة إنما قادرون على استهجان سلوكها وتنبيه أبنائنا بعدم الانسياق في ركبها.

المختصر “ربوا ولادكم” واحرصوا أن تغرسوا فيهم كل معاني الرجولة الحقيقية.

ومايصنع الرجال الا المواقف فقوموا ابنائكم ودربوهم على كل المعاني السامية للرجولة لم يعد المجتمع يحتمل مزيد من نماذج أشباه الرجال علموهم أن يبادر وقت الحاجة ويمكن الاعتماد عليه.

قادر أن يقف في وجه المصاعب ويتحمّل المتاعب، وأن دوره أن يحمي أخته وأنه ليس من الرجولة الاستقواء عليها وأن يكون لهم مكانة وقدر في مجتمعهم كنماذج مشرفة.

من المؤكد أن الصانعة الأولى للرجال هي الأم :

حتما الأب قدوة ومثال أمام أبنائه ولابد أن يتخذونه نموذجا للرجولة الحقيقية، ولكن الأم هي من تغرس القيم و المعاني وتربي في أبنائها ليصبحوا رجالا أسوياء.

فيا عزيزتي كل أم ويا عزيزي كل أب لاتفسدوا علينا رجالنا.

فبيوتنا مصانع الرجال فأحسنوا الغرس ليستقيم الزرع وتزدهر الثمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا