مقالات

الإلحاد وأسبابه

كتبت: إيمان قاسم

يعتبر مبدأ “السببية” هو الأساس الذي اعتبره الفلاسفة أساس العلم الطبيعي، وأن الحوادث الطبيعية لا تحدث عشوائيًا، بل تخضع لقوانين ثابتة، ويهدف العلم إلى اكتشاف تلك القوانين واستخلاصها من خلال البحث التجريبي وحسابها رياضيًا، محاولًا ترجمة قوانين الطبيعة إلى قوانين مجردة، ويعتبر مستحيلاً بدون فهم أن الظواهر الطبيعية تحدث نتيجة لوجود أسباب حدوثها، مما يسمح للعلم بتوقعها بدقة.

الإلحاد وأسبابه
الإلحاد وأسبابه

المنطق والإلحاد

ويعتمد الملحدين في فكرهم على المنطق بشكل أساسي، ويستخدمون الحجج المنطقية والدلائل العلمية لدعم اعتقاداتهم، وحسب رؤية الملحدين أن الإيمان بالله قائم على الافتراضات الدينية بدلا من البراهين العلمية.

وإن الصراع بين المسلمين والملحدين قائم على تفاعلات معقدة بين العقلانية والعواطف والتحيزات. كلا الجانبين يقدم حججًا واعتراضات، لكن الدوغمائية تسيطر على الجميع ولا تقتصر على فئة معينة، ومن الجلي أن البشر لا يدركون تحيزاتهم بسهولة، ولكن يرون تحيزات الآخرين، لذلك يعتبر كل شخص نفسه عقلانيًا، وينظر للآخرين على أنهم متحيزون.

تأثير العوامل النفسية

وتلعب العوامل النفسية خاصة خلال السنوات الأولى من العمر دورًا مؤثرًا في توجهات وسلوكيات البشر، وعلى الرغم من أنه قد يتم تناسي أسبابها، إلا أن تأثيرها يبقى حاضرًا في اللاواعي يتحكم بالتفكير والقرارات في حياة الإنسان

إن شخصية الإنسان تتشكل وتتطور من خلال تفاعله مع الخبرات والتجارب التي يمر بها، والتي تؤثر في توجهاته وسلوكياته. بالإضافة إلى ذلك، فإن العوامل الثقافية والمجتمعية تساهم في تشكيل شخصيته، حيث تؤثر بشكل جلي على نظرته إلى العالم وسلوكياته.

ويعد الإنهزام الحضاري وهو تجريد الفرد من أصالته وتطلعه إلى ثقافات أخرى أكثر تطورًا، سببًا في خضوع الشباب لسيطرتها فكريًا وعلميًا. وقد انجرف العديد من الشباب المسلم إلى التقليد الأعمى لثقافات الدول الغربية، دون تمييز بين الصالح والفاسد، وبين ما يتماشى وما لا يتماشى مع قيمهم الإسلامية.

وقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في هذه الظاهرة، حيث أصبح من السهل على الشباب التطلع إلى ثقافات أخرى والاغتراف منها، دون النظر إلى تأثيرها على هويتهم وقيمهم، إضافة إلى انجذاب الشباب للأفلام والروايات الغربية المشهورة، والتي تروج لأفكار وقيم قد تتعارض مع قيم المجتمع الإسلامي.

علاوة على الخواء المعرفي وضعف الإيمان أدى إلى إذعان البعض لأفكار الإلحاد، حيث يجد بعض الشباب صعوبة في مواجهة الأفكار الجديدة التي تتداخل مع قيمهم الدينية، نتيجة لعدم تأصيل العلم الشرعي والضعف الإيماني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا