تقارير وتحقيقات

رؤية وطن ترصد.. حكايات عن الراحل أحمد زكي

 

 

تقرير/منى محسن 

  روز توفيق انور

 

الإمبراطور من خادم غرف إلى الاحترافية.

من بائع مشروباتٍ غازية إلى بطل في مسرحية”هاللو شلبي”.

 

عُرف بموهبته الكبيرة وقدرته على انتحال الشخصيات ببراعة، اشتهر أيضًا بكثافة أدواره، وغالبًا ما ضَرب زملائه بشكلٍ حقيقي أثناء مشاهد التمثيل العنيفة، يعتبر من أعظم النجوم موهبةً في تاريخ السينما العربية.

هو تجسيد لمعنى الوطن في ملامحه السمراء، طيبته وروحه القريبة من الشعب جعلته يدخل بسهوله إلى قلوبهم، إنه إمبراطور الفن تعرف على حكايات الراحل “أحمد زكي”.

رؤية وطن ترصد.. حكايات عن الراحل أحمد زكي

رؤية وطن ترصد.. حكايات عن الراحل أحمد زكي
أحمد زكي

تعرف على قصة حياة الراحل أحمد زكي أضغط هنا

نشأته:

وُلد أحمد زكي في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ، تخرج من المدرسة الصناعية في الزقازيق 18 نوفمبر عام 1967، ثمّ سافر إلى القاهرة لدراسة السينما قبل تخرجه من معهد القاهرة للفنون المسرحية عام 1974.

بداية ظهور أحمد زكي في الفن:

 

كان أول ظهور له في مسرحية حمادة ومها عام 1967 أثناء دراسته في المعهد وكان يقلد الفنان “محمود المليجي”، وكان أول ظهور له على شاشة السينما في فيلم “ولدي” عام 1972 أمام الفنان “فريد شوقي”.

كانت فرصة زكي الأولى للبطولة بينما كان لا يزال يدرس في معهد الفنون المسرحية عام 1969، إذا أدى دورًا بسيطًا كعامل في خدمة الغرف في مسرحية كوميدية بعنوان “هاللو شبلي” ، إلا أن الممثل الرئيسي لم يظهر في تلك الليلة، واستطاع أحمد زكي الذي كان يعمل بائع مشروباتٍ غازية استكمال الليلة، وتمكن من تقديم صورٍ هزلية مثيرةٍ للإعجاب، ولا سيّما انتحال شخصية الممثل الشرير محمود المليجي وتمكن من كسب رضا الجميع بموهبته تلك.

رؤية وطن ترصد.. حكايات عن الراحل أحمد زكي
مسرحية هاللو شلبي

أبهر الكثير بشخصية أحمد الشاعر في مسرحية “مدرسة المشاغبين” الكوميدية، وبدأت رحلة أحمد زكي نحو النجومية بحصوله على دور البطولة في المسرحية الكوميدية “العيال كبرت” عام 1978. ثم انتقل إلى التمثيل التلفزيوني مؤديًا دور عميد الأدب العربي”طه حسين”في مسلسل”الأيام .

كان من أول أفلامه “أبناء الصمت” عام 1974، وفي عام 1980 كان قد مثّل ٦ أفلام بما فيها “البريء، زوجة رجل مهم، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، أحلام هند وكاميليا وأبناء الصمت” وهو من إخراج العبقري” يوسف شاهين”. وتُقدّر أفلام أحمد بأكثر من 60 فيلمًا على مدار حياته.

كانت العديد من أفلامه للكاتب وحيد حامد، وقد صور معظمها كرسالةٍ سياسيةٍ قوية، فعرضت الفساد الحكومي وفساد الشرطة مثل فيلمه الشهير “ضد الحكومة”.

قصته مع سعاد حسني:

كان أول دور بطولة مُطلقة له أمام سعاد حسني في فيلم شفيقة ومتولي عام 1978.

كما تألّق زكي في الثمانينيات في السلسلة الكوميدية التلفزيونية “هو وهي” التي شاركته البطولة السندريلا “سعاد حسني”.

رؤية وطن ترصد... حكايات عن الراحل أحمد زكي
فيلم شفيقة ومتولي

كما قام بالعديد من الأفلام الناجحة خلال منتصف وأواخر التسعينات.

أهم أدواره في السينما:

اُعتبر من أعظم أدواره تجسيده دور الرئيس المصري في فيلمين أصبحا من معالم السينما العربية. فلعب دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في فيلم “ناصر 56” عام 1996. وجسد شخصية الرئيس أنور السادات في فيلم “أيام السادات”، ويصوّر الفيلم 40 عامًا من حياة الرئيس الراحل أنور السادات. كما كان هناك اشاعات حول تجسيده لدور الرئيس الراحل “محمد حسني مبارك” في فيلم ثالث.

 رؤية وطن ترصد.. حكايات عن الراحل أحمد زكي
ناصر٥٦

علاقته بعباقرة الإخراج:

تعامل مع أبرز مخرجي السينما المصرية وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة من أمثال “عاطف الطيب في البريء، الهروب، محمد خان في موعد على العشاء، العوامة، أيام السادات، داوود عبد السيد في أرض الخوف، واختاره يوسف شاهين لفيلم” إسكندرية… ليه؟”، شريف عرفة في اضحك الصورة تطلع حلوة، أيام السادات وتعامل أيضاً مع إيناس الدغيدي في امرأة واحدة لا تكفي، استاكوزا”.

قصته مع حب عمره:

تزوج من الفنانة الراحلة “هالة فؤاد” ورُزقا بابنٍ وحيد هو الممثل هيثم زكي الذي شارك والده أحد أدواره بتجسيدها لشخصية عبد الحليم في شبابه، انفصل الزوجان بسبب بعض الخلافات، إذ أراد أحمد زكي من زوجته اعتزال التمثيل والعمل كمذيعة، وبسبب حبّها لعملها، رفضت ذلك وحدث الانفصال.

رؤية وطن ترصد.. حكايات عن الراحل أحمد زكي
أحمد زكي وهالة فؤاد

حقيقة زواجه برغدة:

تعددت التخمينات والشائعات والانتقادات عن طبيعة العلاقة بين الثنائي رغدة وأحمد زكي، ولكن في البداية هي الفنانة السورية التي قدمت معه أربعة أفلام فقط، وهم”الإمبراطور”، “إستاكوزا”، “أبو الدهب”، و”كابوريا”، تلك الأعمال التي حققت نجاحًا كبيرًا، وساعدت في تأسيس علاقة قوية بين الفنان الراحل والفنانة السورية، علاقة ربما هي أقوى من علاقة الحب، وتجسدها كلمات رغدة التي أكدت من قبل “هناك كيمياء خاصة بينى وبين أحمد زكى على المستوى الفنى والشخصى”.

وجدت رغدة نفسها في دوامة الشائعات منذ رحيل الفنان أحمد زكي و لكن بعد فترة طويلة قررت رغدة أخيرا تتكلم بدون خجل قائلة ” نعم أحببته.. وأحبني” .

الحكاية جت ازاى؟

لما أحمد زكي مرة شاف مريم فخر الدين وهى بتاخد بذراع أحمد مظهر وتقوم بتسنيد ليصعد على خشبة المسرح عند تكريمه فى مهرجان القاهرة السينمائى استوقفه المنظر وقال لى : شوفى الزملاء بتوع زمان وحلاوتهم.. ثم قال بتلقائية طفولية : تعالى نتفق إن اللى يقع فينا التانى يشيله.. ثم أضاف ساخرا: تفتكرى إنه حيجي يوم وتسندني وأنا طالع على المسرح يكرموني زي مريم ومظهر؟ ولما دخل المستشفى فى محنة المرض كنت قد نسيت تلك الواقعة وهذا الاتفاق، فلما رحت له ذكرنى به وسألنى برقة : مش وعدتينى تشيليني لما أقع ؟.. فقلت له من قلبى : رقبتى سدادة يا أحمد

 

إن كل اللى حصل إني انشغلت عن أحمد أيام فى بداية فترة مرضه، فلما زارته انزعجت من عدم اهتمام الممرضين والمرافقين بنظافته الشخصية، وهو نفسه كان قد بدأ يعانى من حالة اكتئاب خلته زاهد فى مظهره، لما شافت المنظر عنفت الممرض، وساعدت الممرض على إدخاله الحمام الملحق بغرفته ووقفت من ورا الباب تناوله اللي يحتاجه من فوط وبشاكير وأدوات نظافة .

 

“ويا أخي حتى لو كنت حميته.. ده عمل إنساني واحد زميل فى محنة مرض، لا يشوف ولا يتحرك ولم يبقى منه إلا حلاوة روح.. مستكترين عليه إن حد يرعاه ويعتني بيه ويخفف آلامه.. إيه الناس القاسية ”

“كان أخويا وصديقي وأخي وزميلي ”

وظلت رغدة طول محنة المرض كنت باعتراف انا الشخص الوحيد المؤهل لرعايته وتحمل حالته وتقلباته المزاجية الحادة، يمكن صحيح أنا شكلى شكل أنثى وأحمل كل صفاتها وملامحها.. لكنى أيضا أحمل أخلاق الرجال الحقيقيين والكلمة لو خرجت من لسانى تقدر تعتبرها عقدا وعلىّ الالتزام بها ولو على رقبتي.

وأكدت أنه لم يكن هناك عيب في ذلك، فقد كان رجلًا غير مرتبط وهى كذلك، فهذا أمر لا يعيبها، كما قالت هي، وأكدت أنه عرض الزواج عليها في آخر أيامه ولكنها رفضت.

فكرة الارتباط:

كانت ترفض تماما فكرة أرتبط به ” كنت قبلت عروض الزواج التي طلبها منى كان وقتها سيفسر الآخرون وقوفي بجواره أثناء محنته على أنه واجب، ولذلك رفضت، وكان يقترح على العرض من أجل أن يحميني من كلام الناس، فهو كان يحتضر ويعرض على طلب الزواج خوفًا على من الشائعات”.

ولكن رغدة أعلنت منذ فترة كبيرة أنها تعد كتابًا تتحدث فيه عن أحمد زكى وعلاقتها به، ويحمل اسم “2229”، وهو رقم غرفة أحمد زكى في مستشفى دار الفؤاد، والذي ظلت تجلس معه فيه وترعاه لمدة عام وشهرين، مؤكدة أنها كانت تكتب يومياتها معه وتسجلها، وكان الجميع ينتظر هذا الكتاب لمعرفة حقيقة العلاقة بين أحمد زكى ورغدة، وما الأسرار التي ستكشف عنها رغدة في هذا الكتاب ولكنها لم تصدره حتى الآن.

رؤية وطن ترصد.. حكايات عن الراحل أحمد زكي
أحمد زكي و رغدة

أشهر أعماله السينمائية:

ضد الحكومة، ولدي، شلة المشاغبين، أبناء الصمت، بدور، ليلة وذكريات، صانع النجوم، شفيقة ومتولي، العمر لحظة، وراء الشمس، إسكندرية ليه، الباطنية، موعد على العشاء، النمر الأسود، شادر السمك، البيه البواب، الإمبراطور، كابوريا، البيضة والحجر، الراعي والنساء، الهروب، الباشا، مستر كاراتيه، ناصر 56، استاكوزا، اضحك الصورة تطلع حلوة، البطل، أرض الخوف، أيام السادات، معالي الوزير، حليم.

 

أشهر أعماله التلفزيونية:

اللسان المر، الغضب، بستان الشوك، الأيام، أيام من الماضى، طيور بلا أجنحة، إلا دمعة الحزن، إصلاحية جبل الليمون، الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين، هو وهي، رصاصة في القلب مسلسل إذاعي، الاشكيف وست الملاح، يكفينا الشر- مسلسل إذاعي، الحياة قصيرة قصيرة- تمثيلية، نهر الملح، انهار الملح، من أجل ولدي، طرفة بن العبد، أوراق ضاحكة -مسلسل إذاعي٠

 

أشهر أعماله المسرحية:

 

حمادة ومها “كان يقلد الفنان محمود المليجي”، هاللو شلبي، القاهرة فى ألف عام، اللص الشريف، مدرسة المشاغبين، أولادنا في لندن، العيال كبرت.

 

الجوائز والألقاب:

حصل أحمد زكي، على العديد من الألقاب “الإمبراطور والنمر الأسود وزعيم مدرسة فن التقمص ورئيس جمهورية التمثيل واللقب الأهم هو أنه صائد الجوائز” ، حيث جسد العديد من الشخصيات من بينها رئيس للجمهورية ومحامي وطبال وسائق ومصور ومجنون وهارب وكفيف ومدمن وطالب، وكان يتقلب بين الشخصيات لإبراز موهبته وقدرته على إقناع الجمهور في كل شخصية يلعبها، لم تكن الجوائز فقط بسبب ظهوره على التلفزيون أو المسرح فقط، لكنه حصل على أول جائزة له في سن 18 عام كأفضل ممثل على مستوى المدارس الثانوية، جائزة عن فيلم “طائر على الطريق”، كرمه الرئيس الراحل أنور السادات، حيث حصل على هذه الجائزة ثلاث مرات آخرها بفيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»،كرمه الرئيس محمد حسني مبارك، عن دوره في فيلم «أيام السادات» ومنحه وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى.

لم تقتصر الجوائز على حد المهرجانات المصرية والأوروبية، ولكن ذاع صيته ووصل إلى الصين، حيث حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان شنغهاي الدولي الرابع العام 1999، بعدما فاز الفيلم بالجائزة متفوقًا على 300 فيلم عالمي شارك في المهرجان، وحصل على جائزة أحسن ممثل من مهرجان تبسة الجزائري عن دوره في «أرض الخوف» بينما عاد ليفوز بجائزة أحسن ممثل عن نفس الفيلم من مهرجان الرباط السينمائي.

 

عاش أحمد زكي نفس المعاناة التي

عاشها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، فهما شريكان في رحلة الألم والفن، كل منهما تربى وعاش يتيما متألما و أُصيبا “بالبلهارسيا” من الترعة نفسها الموجودة في بلديهما “الزقازيق”، وكلا منهما كان له طموح كبير في الفن وحقق ما يصبو إليه في ظل معاناة وصدمات عنيفة٠

 

التشابه كان أيضاً في رحلة النهاية مع

المرض، حيث أصيب “عبد الحليم” بأزمة صحية رحل على إثرها، ومن كأس المرض نفسها شرب “أحمد زكي”، والأغرب أن رحيل الاثنين كان في مارس والأغرب أكثر وأكثر، أن رصيد “حليم” في السينما بلغ نفس رصيد “زكي” نحو 56 فيلما، باستثناء فيلمه الأخير حليم الذي كان يحلم بتصويره الذي صور 85% من أحداثه أثناء فترة مرضه وتوفي قبل أن يكمله، لكن ابنه “هيثم” قام بإكماله من بعده٠

وفاته:

رحل العبقري أحمد زكي يوم 27 مارس 2005، بعدما أبهر الجماهير بأدواره الهزلية والرومانسية المأساوية على المسرح والسينما والتلفزيون لمدة 30 عامًا بسبب السرطان، الذي طال رئته شراهته في التدخين، بعدما بدأ في تصوير مشاهد ابن بلده العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ، وقتها كان الاندهاش يصيب الجميع لحرصه على إكمال مشاهد الفيلم دون النظر لآلامه، التي تتبدد تقمص أي شخصية أمام الكاميرا، استعان المخرج “شريف عرفة” بجنازة أحمد زكي ليضيفها ضمن أحداث فيلمه الآخير “حليم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا