مقالات

كيف كان يتعامل المسلمين قديمًا مع الأوبئة فى مراحلهم التاريخية

بقلم/ بسنت زيتون

 

عاصر المسلمون قديمًا فى مراحلهم التاريخية العديد من النكبات الكثير والكثير من الأوبئة والابتلاءات التى أصابت البشرية عبر تاريخها الطويل، وكان أكثرها فتكًا الطاعون الذي انتشر في مصر والشام والعراق والمغرب والأندلس وقتل ألوفًا مؤلفة من المسلمين وقد ذكر المؤرخون الذين عاصروا تلك الأحداث صورا متنوعة عن تلك الأوبئة والعواقب التى تعرضوا إليها.

ومن الذين عاصروه كان المقريزي وابن تغري بردي وابن كثير وابن إياس وابن بطوطة وابن عذارى المراكشي وابن رشد وغيرهم الكثير والوباء بشكل عام وقد عرفته منظمة الصحة العالمية على أنه حالة لانتشار مرض معين حيث يكون عدد حالات الإصابة أكبر مما هو متوقع فى مجتمع محدد أو مساحة معينة أو موسم أو مدة زمنية مثل فيروس كورونا الحالي بدأ فى الصين وقد أصيب عدد كبير جدا من الصينيين وأغلقت قطاعات مساحتها مساحة دول .

ما هي الأوبئة التى اتنشرت فى فترات مراحل التاريخ الإسلامي ؟ حدثت عدة أوبئة وأمراض جماعية عبر مراحل التاريخ الإسلامى وفى مختلف الدول وكان أبرزها وأكثرها شهرة

١/ طاعون عمواس سنة 693 م ٢/ طاعون الجارف 688م ٣/ طاعون الفتيات أو الأشراف 705م ٤/ طاعون مسلم قتيبة 748 م ومن العصور التى عاصرت الكثير من الأوبئة فكان العصر العباسي والمملوكي والأيوبى فى المشرق الإسلامى والمغرب الإسلامي، وقد أثرت هذه الأوبئة على الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية أدت إلى أخطاء كبيرة فقد أصابت الأمم والشعوب فهلكتها وهددت أمنها، فكل هذه الأوبئة ما هي إلا ابتلاءات من الله سبحانه وتعالى يصيب بها من يشاء، وسيف من سيوفه المسلطة على عباده يضربهم به بقصد الرحمة أوالنقمة فالأوبئة تشكل خطرًا كبيرًا جدًا على أمن الدول جميعها وكان الطاعون عمومًا من أخطر الأوبئة التي عاصرها المسلمين قديما، فأفنى أكثر من عشرين ألفا ومن بينهم أمراء وأثرت الأوبئة من الناحية الاجتماعية حتى العهد المملوكي حصل خللا في التركيبة السكانية إذ إن كثيرا من المدن والقرى قد اختفت تماما بفعل الوباء، فقل عدد الفلاحين ومنتجاتهم و محاصيلهم الزراعية والحيوانية ونتج عن ذلك الغلاء الشديد فى الأسعار فجعلت الأحوال الأقتصادية متدهورة وسيئة فتسبب بإستغلال التجار الأزمة وقامو باحتكار السلع وأدى الأمر إلى السرقة والإحتيال الذى أدى إلى إنهيار الأخلاق فى المجتمع . كيف تعامل المسلمين قديما مع هذه الأوبئة ؟ المسلمين فى هذه العصور كانوا يتعاملون مع هذه الأوبئة كما كان رسولنا الكريم يوصي المسلمين منذ أكثر من ١٤٠٠سنة فكان يوصى بالحجر الصحى حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وانتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ).

قال أيضا الفار من الطاعون كالفار من الزحف والصابر فيه كالصابر فى الزحف أما إذا انتشر الطاعون في مكان تواجدنا فيه فلا تغادر هذا المكان، وقال أيضا أن المصابين بأمراض معدية يجب بقائهم بعيدا عن الآخرين الأصحاء، وشجع أيضا المسلمين على الالتزام بالنظافة الشخصية التى تجعلهم في مأمن من العدوى، وحث على غسل اليدين بعد الاستيقاظ من النوم فلا نعلم أين تحركت أيدينا خلال النوم وغسل اليدين قبل وبعد الأكل وغسل اليدين قبل وبعد الخروج من المنزل.

فكان المسلمون قديمًا يطبقون مثل ما أوصى به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا ما تفعله الأن حكومتنا فى بلادنا العربية والعالم أجمع .

وأخيرًا علينا أن نتبع التعليمات والإرشادات حتى لاتزيد حالات الإصابات والوفيات، وأن نعلم أن جلوسنا فى المنزل وخروجنا للضرورة القصوى هو الحل الذي أوصانا به محمد صلى الله عليه وسلم سوف يساعدنا كثيرًا من عدم انتشار الوباء، وحفاظا على سلامتنا وأمننا وسلامة الأمة كلها حفظ الله أمتنا الإسلامية والعالم أجمع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا