المرأة والحياة

إليكِ طرق التغلب على ألم الإنفصال العاطفي

 

 

✍️ روان عبدالعزيز

 

إن كثير من الفتيات تعاني من ألم الإنفصال العاطفي، يتألمن، يحزن، يبكين و يتفتتن من الألم، إن الأصعب من بكاء العيون هو بكاء القلب، اللحظة التي يتفجر فيها القلب من البكاء، المعني الحرفي للبكاء بالدم.

 

الحب أسمى مشاعر الوجود، الشعور بأنك فوق السحاب، اللحظة التي تشعرين فيها بأنكِ تلامسين النجوم، تحيط بكِ الفراشات وقوس قزح المضيء اللامع، الحب الذي يشعرنا بطفولتنا أننا أخف في الوزن و الروح والقلب، اللحظة التي يصبح فيها القلب كأنه حديقة من الزهور، وكما قال الشاعر نزار قباني: “وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر والإعصار، الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار”.

 

وفجأة.تخفت الإضاءة، تبهت اللمعة، تتفتت النجوم، تموت الفراشات، ويحل الصيف بنسمته الحارة وتخفي قوس قزح، اللحظة التي يُسحب فيها البساط من تحت قدميك، وتموت الزهور لجفافها، وكما تألم إيليا أبو ماضي في قصيدته بقوله: “وتسعّرت عند الوداع أضالعي نارًا خشيت بحرّها أن أحرق”.

 

إن الانفصال العاطفي صعب يكاد يكون من أصعب الأوجاع التي قد تمر بها فتاة -وأي شخص على الإطلاق- خاصةً إذا سبق الفراق حباً جماً، ولكن إلى متى سنظل نتوجع ونتألم من الفراق؟

 

كوني مدركة تماماً أن الحياة لا تنتهي بنهاية علاقة أو حتى بموت شخص في حياتك، فكلٍ منا له حياته التي سيحياها مهما تغيرت الظروف من حوله، فهذه هي الحياة ستظل كما هي مهما تذمرنا منها ومن قوانينها فستظل مصممة على أن تقربنا ونحن أغراب و تفرقنا ونحن مُولِعين بالحب والشوق.

 

وهذه بعض النصائح التي تساعدك في التغلب على ألم الانفصال العاطفي:

 

لا تكبتين مشاعرك:

 

إن الأصعب من الوجع والألم هو الكتمان، أحياناً كثيرة تسحبنا دوامة الصمت ونقع فريستها بدون أدنى مقاومة، ولكن هذا ليس صحيحاً بالمرة، إن الثرثرة والبكاء والصراخ قد يكون مزعجاً لنا ولكنه مريحاً أكثر، فستخرجين من حالتك هذه وأنتِ أخف روحاً وثقلاً وقلباً، حاولي بقدر الإمكان أن تخرجي ما بداخلك بالحكي عنه لشخص تثقي به كثيراً، وفي حالة لا يوجد لديكِ هذا الشخص، يُمكنك أن تكتبين كل مواجعك على ورقة وتقومين بحرقها وعندما يندفع دخانها ستندفع معها كل مواجعكِ.

 

اشغلي نفسك:

 

لا تتركين الفراغ القاتل يجعلك توقفين حياتك، بل بالعكس إن الوجع الذي لا يُميت يُقوى عظام الإنسان، ويجعله أصلب ومؤهل لاستقبال الصدمات والتعامل معها بنزاهة، فقومي دائماً بإشغال نفسك بأي شيء، كأن تمارسين الرياضة مثلاً، أو تبدأين عملاً جديداً، أو تعلمي موهبة أو مهارة جديدة، ليس مهماً كثيراً ماذا ستتعلمين ولكن الأهم هو أنك لا تجلسين فارغة وتضيعي وقتك في الحزن والبكاء وتضيعين عمرك هباءً لحادثة ستمر مهما بلغت قوتها فسيأتي وقتاً وتمر وتنتهي.

 

ابتعدي عن الكورتيزول: 

 

معروف في عالم النساء أنها حينما تجلس بمفردها يكون رفيقها هي الثلاجة، فتبدأ في البحث عن ما تسد به وجعها، ولا تجد حينها غير الطعام ولكن هذا ليس صائباً، حينما تشعرين بالاكتئاب أو الحزن ليس من الصحي أن تلجأي للطعام الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الدهون والسكريات التي ستساهم في زيادة وزنك، فهذا سيزيد من اكتئابك أكثر، فيمكنك أن تضعي لنفسك نظاماً غذائياً صحياً يساعدك في تخطي الأزمة و يجعل صحتك أفضل.

 

اذكري مناقبكِ لنفسكِ: 

 

من الصحيح في الحياة أن نعطي لنفسنا من وقت للآخر بعض من الثقة بالذات والطاقة الإيجابية دون انتظارها من الآخرين، وخاصةً في حالات الحزن والفراق، فواسي نفسك بذكر كل المناقب الحميدة التي بشخصيتك وما فعلتيه بنفسك ولنفسك حتى هذه اللحظة واشعري كما أنتِ جميلة و قوية وناجحة وبكِ العديد من الخصال التي تزيد ثقتك بنفسك، وهذا مهماً جداً لحالتك النفسية ولا يعتبر غروراً وإن كان ليس سيئاً أن تشعرين بالغرور لجمالك وتفوقك من فترة للأخرى.

 

المساعدة:

 

إن تقديم المساعدة للآخرين دوماً يشعرنا بأننا ذوي فائدة في الحياة، أننا نجحنا في تعلم شيء ونساهم في تقديمه لمن يجهلوه، إحساس تقديم المعونة لمن يحتاج له أمر مريح نفسياً وروحياً وأخلاقياً، فيكفي الابتسامة التي تعتبر بمثابة الصدقة في وجه من حولك، فلا تبخلين بالمساعدة لمن حولك فجائزاً جداً أن يعطي اليوم الذي يمد لكِ فيه أحد يده بمساعدة تحتاجينها.

 

الحياة مستمرة كرُبان السفينة يظل يسير بها في الماء حتى البر الآخر ولا يهتم بمن يقفز منها لأي سبب كان، فحياتك أنتِ من تقودي وجهتها فقوديها بشكل صحيح، ولا تجعلي الحزن يميتك معه ولا تجلسي فريسة للأكتئاب، فما أسهل الوقوع كالفريسة في كبشة الحزن، كوني أقوى من القوة نفسها.

إقرأ أيضاً:- 

كيف تجد المرأة السلام الداخلي

MEU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى