رؤية وابداع

أين المفر؟

طارق الشيمي

كيف السبيل إلى الفرار؟!

هل لي بدار غير تلك الديار؟

كيف وحبها سطو يتابعه حصار؟

وفي الحشا صراع موج قوي وإعصار

وأصوات رعد مدوي وأمطار

هل صارت الذكري ملاذاً في قرار؟

وأنا أسيرها على الدوام

في ليل أو نهار

إذ بي أراها في كل المسار

في صفحة النهر وصفاءه

وفي موج البحر وتلاطمه

في أديم الأرض المنبسط

وسفح الجبل المتصل

في ساحة الفضاء المتسع

وأفق السماء المرتفع

بين عبير الأزهار

وفوق غصون الأشجار

في ضوء الشمس وظلها

ولحظة وداع نهارها

في سواد الليل وظلمته

وفي ضوء القمر حين تمامه

وفي بريق النجوم قبل أفولها

في ثنايا كتبي وبين ملفات أعمالي

في أحلام يقظتي ومنامي

في حركتي وسكوني

وحين صمتي وحديثي

بين همهمات النفس والهمس

في طيف خيالاتي وفكري

أين تسكنين بذاتي؟!

فلا أعرف موقعا بجسدي

ولا موضعا بروحي

وذلك لأنك قد التبست بهما معا

وصوتك لا يبرح أذني

أصغي إليه مع بزوغ كل فجر

وإشراق كل صباح

يخالط نداء الكروان

فإن كنت لا أهرب منك إلا إليك

فقولي بربك أين المفر؟!

 

إقرأ أيضاً:

ملاك في زمن الحب

مخادع وضحية

ولو بعد حين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا