مقالات

الحرمان العاطفي للمراهق وأثره السلبي على التوافق

بقلم الأستاذة: بن كتيلة فتيحة ، الجزائر

 

يقول المثل الشعبي الجائع عام، يشبع في لحظة.

تقوم الصحة النفسية للمراهقين على أساس ما تمنحه الأسرة من إشباع للحاجات الأساسية للمراهق، كالحاجة للحب والعطف، والاحترام، والتقدير، وحماية، وهذه العلاقة والاشباعات ترسخ منذ مرحلة الطفولة، والعلاقة الثنائية أم طفل وهذه العلاقة هي أساس كل العلاقات التي نبنى مستقبلا، وأي خلل وحرمان في هذه العلاقة يعيق عوامل النمو النفسي والجسدي والعقلي والاجتماعي، للطفل في مراحل متقدمة من العمر، والحرمان العاطفي حسب (بولبي ) هو عدم وجود شخص واحد مخصص لرعاية الطفل ، بصفة مستمرة وبطريقة شخصية، بحيث تحسس الطفل بالأمن والطمأنينة والثقة، وغالبا ما تكون الأم هي ذلك الشخص.

والمراهق كالطفل الصغير يحتاج للاستقرار العائلي والتماسك الأسري والتواصل المتوازن، وهي مرحلة نضج وتطور سريع، يتأثر بالعلاقة في مرحلة الطفولة، فأي حرمان عاطفي يعيق مراحل النمو لدى المراهق، لذلك لا تتركوا أولادكم للحرمان العاطفي والجوع للحب ، وعشى للعاطفة، فحاجة المراهق للحب كحاجته للماء والطعام والهواء، وبتوفير العاطفة نؤمن للمراهق حياة صحية ومتوافقة. فكلما تركنا أولادنا دون حب ودون اهتمام سيبحثون عن الحب والعطف خارج إطار الأسرة، وفي زوايا مخفية، سيشبعون جوهم بطرق غير سوية وقد ينحرفون في سبيل الشبع العاطفي، ويكونون لقمة شهية وسهلة لأي بائع الهوى، فكلما جاع ابنك من الحب سيهزل عاطفيا وتضطرب عاطفته، ويكون هش سهل الكسرو الانقياد.

ومنح المراهق العطف والحب لا يتطلب منك مالا كثيرا وجهدا كبيرا، أو عناء ومشقة، بل يتطلب منك التفهم لهذه المرحلة، والاحتواء والاقتراب منهم وأشعارهم بحبك وأهمية وجودهم في حياتك،

فالبيوت لا تبنى بالجدران ولا تستقر بالأسمنت والأثاث الفاخر، بل تبنى بالمودة والرحمة والحب والعاطفة والهدوء والتفهم والتقبل بهذه العوامل ننشئ أجيال مستقرة ومتزنة بعيدة عن الاضطراب و التيه والشتات والضياع، فسدوا جوع أولادكم بكلمات الحب والثناء والفخر واغلقوا كل النوافذ التي تشوه نموهم العاطفي وتكون مدخل للشيطان وأولى خطوات الضياع

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا