التاريخ والآثار

دور المتاحف كمؤسسات ثقافية وتعليمية

 

بقلم/ آيه أحمد حسن

تعد المتاحف منبراً للثقافة والعلم والفن فهي وسيلة من وسائل الاتصال الثقافية والتعليمية التي تقدم للزائر- على اختلاف عمره وثقافته – خبرة وفيرة ومتكاملة من المعلومات والأفكار والقيم العلمية والفنية والجمالية والثقافية، وتعد أيضاً بمثابة منابع يستمد منها الانسان الخبرة بما يساعده على مواجهة الصعاب والكفاح في سبيل التكيف مع البيئة، فلم تعد المتاحف مكاناً لجمع الموروث وحفظ وصيانته فقط؛ وإنما أصبح المتحف وسيطا أساسياً لتوصيل المعرفة بأسلوب جذاب عن طريق الرؤية والإحساس بالشيء المعروض.

استخدام المتاحف لتوعية وتثقيف وتنوير الجمهور

في بداية القرن التاسع عشر تطورت أفكار جيدة في ذلك المجال واستخدمت المتاحف لتثقيف وتنوير الجمهور من أجل تصفيف المجتمعات وجعل المجتمعات أفضل وكانت السنوات التي أعقبت الحرب الثانية فترة إنجازات ملحوظة للمتاحف في كافة أنحاء العالم وأصبحت المتاحف مكاناً لتثقيف مجتمعهم عن طريق إقامة ورش عمل للمتعة والأنشطة التعليمية.

وبهذا فليس من السهل قياس دور المتاحف قياساً إجماليا،حيث إن معظم المتاحف هي مراكز مهمة للمعلومات والمعرفة ومع ذلك بالنسبة للمجتمعات تم تعريف المتاحف على أنها مؤسسات ثقافية للثقافة والاستمتاع وهذا ما ذكره ستيفن في كتابه عن دور المتحف والذي نشر في 2002 م، حيث إن المتاحف يمكن أن تقدم وتعمل على نشر الثقافة للمجتمع كالتالي:

– تنظيم وإعداد برامج متنوعة في الأنشطة لتشمل رقص، تمثيل، غناء إلخ.

– تنفيذ أنشطة للتوعية للفصول الدراسية والمراكز المجتمعية وما إلى ذلك.

-المشاركة في أنشطة المتحف الأخرى: تصميم المعارض،إتاحة المجموعات المتحفية،التخطيط، إلخ.

أشهر المتاحف التي تعمل على التوعية

١- متحف جلاسكو يقوم بعرض مجموعات متحفية توضح الإبداع والابتكار في تاريخ جلاسكو وأيضاً يقوم بعرض بعض الألعاب التي تعبر عن تاريخ ألعاب الأطفال.

٣-متحف استراليا للفن المعاصر يقدم برامج العلاج بالفن لمرضى الخرف حيث أنه يقوم بعرض برامج تعليمية للاشخاص الذين يعانون من الخرف ويؤثر الخرف على العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم 74.5 مليون شخص على مستوى العالم يعيشون مع شكل من أشكال هذه الحالة ويوجد في الولايات المتحدة حوالي خمسة ملايين شخص مصاب بالخرف المرتبط بالعمر تشير التقديرات إلى أن واحداً من بين كل عشرة رجال ممن تجاوزوا سن 55.

٣- متحف سميثسونيان الولايات المتحدة الأمريكية هو أكبر متحف ومجمع تعليمي وأبحاث في العالم، حيث يضم 19 متحف وحديقة الحيوانات الوطنية ويهدف في تشكيل المستقبل من خلال الحفاظ على التراث واكتشاف المعرفة الجديدة ومشاركة تجربة الثقافية عالمياً، تأسست المؤسسة في عام 1864 بأموال من الإنجليزي جيمس سميثسون “تحت إسم مؤسسة سميسونيان “وهي مؤسسة لزيادة المعرفة ونشرها.

كما تقدم مؤسسة سميثسونيان مصادر تعليمية للأطفال، للمربين المتحفين والمعلمين، وكذلك الشباب، حيث تلتزم المؤسسة بدعم المعلمين وطلابهم في جميع أنحاء العالم وخاصة في ظل التحديات التعليمية الجديدة ومراكز البحوث والمكتبات والمحفوظات وغيرها ، كما يقدم سميثسونيان الموارد التعليمية مع الده جاهزه تحتوي على دروس وأنشطة وموارد موصى بها من إعداد المربيين المتحفيين بمتحف سميثسونيان مرفق عدد من النماذج لتلك المصادر التعليمية والتي يمكن الحصول عليها من خلال الموقع الرسمي للمتحف.

المتاحف تقدم دور ثقافي وتعليمي وخير مثال على ذلك يأتي في مقدمتها

١-متاحف العلوم.

٢-متاحف التاريخ الطبيعي.

٣-متاحف الطفل.

٤-متاحف الآثار.

وهي متاحف تمثل أهمية حيوية وثقافية في أي مجتمع لما لها من دور بالغ الأهمية في المساعدة على إكتشاف المواهب العلمية والفنية والثقافية لدى الأطفال والشباب ؛ واكتشافات القدرات الخاصة والعمل على تنمية هذه المهارات والقدرات وتطويرها بالصورة التي تنعكس على المجتمع بشكل إيجابي.

 

وهناك متاحف تقدم خدمات ثقافية وأنشطة تعليمية داخل العروض المتحفية بالمتاحف للفصول المدرسية وهناك أمثله على ذلك ألا وهي: متحف جيتي، متحف لوس أنجلوس.

وهناك متاحف تقدم أنشطة تعليمية وتطبيقية للتخصصات المختلفة ذات صلة بطبيعة المقتنى وهناك أمثلة على ذلك: متحف المتروبوليتان للفن بنيويورك.

استحداث فكرة المتاحف المتنقلة

للمتاحف دورا ملموساً في أنماط التعلم الحديثة منذ بداية القرن العشرين بشكل خاص، وذلك مع استحداث المتاحف المتنقلة، والتي بدأت لأول مرة في العالم من خلال قيام-(متحف سانت لويز التعليمي):(سانت لويس ميزوري التعليمي)-متحف متنقل يقدم الموضوعات العلمية عبر وسائل الشرح المبسطة باستخدام البانر والنماذج واللوحات كوسيلة في إيصال الرسالة التعليمية.

دور المتاحف في العصر الحديث

ويمكننا القول أن المتاحف في العصر الحاضر أصبحت مؤسسات ثقافية تربوية علمية، تؤدي دوراً بالغا الأهميه في مجال التثقيف والتنوير لكل شرائح المجتمع خاصة للأطفال والشباب، حيث تمكنهم من معرفه الكثير عن تاريخهم، والمراحل التي مر بها والجهود الكبيرة التي قام بها الرواد السابقون في كل مجال من مجالات الحياة، فأصبحت المتاحف تحتفظ بذاكره الأمة للأبناء والأحفاد وبل وتساعد على تشكيل الفكر والشخصية.

وختاماً أود أن أوضح للقارئ أن من هذا المنطلق نظراً إلى أن المتاحف بوصفها مؤسسات ثقافية تعليمية تربوية ،وأماكن لتنفيذ أنشطة ثقافية منظمة من خلال برامج تربوية مدروسة تسمى( التربية المتحفية )،تهدف إلى تقديم مصادر جديدة للتعلم بأسلوب شائق ومختلف عن أساليب التعليم التقليدية ففلسفة التعليم في المتاحف تقوم على فكرة التعلم النشط استقر هذه الفلسفة الجديدة على إيجابية المتعلم من خلال العمل والبحث والاستقصاء والتجريب ،كما ينمي مهاراته وتفكيره وقدرته على العمل الجماعي والتعلم التعاوني وحل المشكلات وتنمية الإتجاهات والميول والقيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا