رؤية وابداع

قبلة الحياة

بقلم  /توتو الخميسي

 

جلست مع ابنتها في جلسه ود واجترار ذكريات فقد كانت هذه الإبنة صديقة للوالدة …بينهما لغة تفاهم وثقة كبيرة .
كانت هذه الإبنه تنتظر مولود بعد أيام ….وكلاهما تختار له اسم
قالت الابنه
ما رأيك في اسم أحمد ؟
ردت الام
محمد أحلي .
سألتها الأبنه
مامي …لماذا تحبي هذا الإسم بالذات ؟
ضحكت الام وقالت
ربما له بداخلي وقع كبير …..
زاد فضول الأبنه وشغفها
إحكي لي مامي ….

سرحت الأم سرحة كبيرة ……عيناها تنظر إلي الانهاية كأنها تعيد شريطا كبيرا من الذكريات ……
أكلمك الأن وانا أشعر بمشاعر ما فارقتني مدي حياتي
كان حب عمري …..بل كان نبضي الذي كنت أعيش به ……وكنت كذلك له ..كنت ظله علي الارض
والهواء الذي يتنفسه
كنت ملهمته
وكان هو ملهمي في كل الحياة

كنت لست فتاة كاملة ولا أحتاج لشخصٍ كامل يعوضني عن الأشياء التي أفتقدها، هذه عاداتي لا أطلب إلا ما أستطيع تقديمه وهنا يكمن مفهوم ” العدل “، في عالم يمتلىء بالأقنعة كنت
أحتاج لشخصٍ صادقٍ حقيقي لا يجيد التلاعب بالكلمات لا يعرف معنى الوعود المعسولة والأفعال المؤقتة، أحتاج أيضًا لمن يدعمني يساعدني في مواصلة الركض وراء أحلامي وأهدافي لا يقلل أو يسخر منها، أظن إن أجمل ما يحدث أن تتعثر بـ شخص لين، شخص لين الكلمات والأفعال لا يقسو في الخصام لا يهجر في العتاب لا يجعلني أشعر بإنني أسوأ من في الأرض حين أخطىء رغمًا عني، كنت أحتاج لشخص يتباهى ويتفاخر بي كما أفعل معه، مسؤول يمكنني الأعتماد عليه ونتشارك معًا في صنع حياتنا بالطريقة التي تناسبنا، يمكنني التفاهم معه، الخلاف معه في وجهات النظر دون أن يتحول الخلاف لساحة حرب لإثبات وجهات النظر، الطمأنينة كنت أحب أن أقضي حياتي مع شخص يُطمئن قلبي دائمًا، يخبرني بإنني جميلة في أسوأ حالاتي النفسية والمزاجية، لا أشعر معه بالخوف من المستقبل لا أشعر بـ أنقلاب وده ومودته حين نشيخ معًا، أحب الثقة التي أشعر بها حين يخبرني بإنني أجمل نساء الدنيا، أحب أن يستثنيني ويميزني عن العالم كما سأفعل معه يمدني بالثقة والدعم في لحظات يأسي وتشتتي، وحين يضيق بي العالم أجده دائمًا يسمعني، ينصحني، يشد بيدي، ودائمًا يتسع لمخاوفي وأفكاري، نواجه معًا الحياة بكل ما فيها من تعثرات وصدمات وأزمات..

كان أهم ما يميز محمد هو الوفاء الطمأنينة، الثقة، الوفاء واللين في الكلمات والأفعال..

لم أكن كاملة ولا أبحث عن الكمال لكنني كنت أحتاجه لنكمل بعضنا البعض.

ارتبط به روحا وقلبا وشغفا ولهفة

ولكنها الايام
والاقدار كانت أكبر منا …
فرقتنا ……ولكن لم تنه ما بيننا من شعور .
سألتها الأبنه
لما .. !!؟
أجابت …
ربما كنا لم ندرك معني الحب العميق والنضوج الكافي ليستوعب كل منا.. .
الأ خر ….تدخلت الوقيعة بيننا …
من الحاسدين اللذين كان لهم يد كبيرة في فرقتنا . …وحينها لم ندرك هذا لنتصدي لمثل هؤلاء
كل منا كان يغير كثيرا علي الاخر .

وافترقنا ولم تفترق روحينا
ومضت الحياة بكل ما بها من روتين .
مرت سنوات
كل منا تزوج …وأصبح له عائلة ……
ولكن أبدا لم أنساه
فهو يسري بنبضي ….وكم تمنيت أن أرزق بولد ….لأسميه بأسمه فأظل أردد أسمه ما حييت بكل المسميات .

ولكن رزقت بك وها أنت الآن تملئ حياتي .
ضحكت الأبنه وقبلت الام .
ومضت الأيام …..ومرضت الأم مرض كبير ….أدخلها في غيبوبة شهور
كل محاولات الأطباء باءت بالفشل .
في هذه الفتره حدثت أحداث كثيرة …..في مجريات الحياة ….. رزقت الإبنه بطفل

وفي زيارة من زياراتها للوالدة ومعها طفلها …..دخلت كعادتها تكلمها …هي تدرك أنها في غيبوبه .
ولكن من عادة الابنة أنها تحكي لها أحداثها كل يوم .
..ربما لتشعرها أنها تعيش معها .
ربما لتعطيها الحب بهذا الحديث .
ظلت الأم في غيبوبتها هذه أكثر من سنه .
والكل يأس من حالتها .
والإبنه تتولي رعايتها خاصة أن الأم ليس لها أحد سواها بعد وفاة الوالد من زمن
وفي يوم دخلت الأبنة علي أمها تقبلها كعادتها وقالت
مامي
محمد يريد أن يقبلك
وجعلته يقبل جدته وهي في عالم آخر لا تدري بما يدور
في هذه اللحظة. حدث ما لم يكن متوقع
.
فتحت الام عينيها المتثاقله تنظر إلي ذلك ال محمد
ابتسامة ارتسمت علي وجهها بكل علامات الحب .
واحتضنت في ضعف شديد ذلك الذي بقبلته لها .. أعادها للحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا