مقالات

فوائد ومخاطر العلاج بالأعشاب وأكثر النباتات المستخدمة

فوائد ومخاطر العلاج بالأعشاب وأكثر النباتات المستخدمة

كتبت / بسنت الغباري

يُعتبر العلاج بالأعشاب نظام طبي قديم مستخدم على الإطلاق، ولا يزال الأوسع نطاقاً في عالمنا حتى اليوم، فحتى الدواء المُصنّع يعتمد في كثير منه على النباتات، كما أن استخدامه شائع بين مختلف الثقافات من الشرق إلى الغرب، وهناك الكثير من الأدوية العشبية المشتركة بين الثقافات المتعددة، وإن كانت استخداماتها مختلفة وطريقة التداوي بها ليست متشابهة.

فوائد العلاج بالأعشاب:

متاح على نطاق واسع بأسعار معقولة:

يتسم الطب التقليدي بالغلاء، مما يُعيق الكثيرين من شرائه، عكس الأعشاب المتوافرة دائماً وبأسعار معقولة للناس البسطاء، كما أن هذه الأدوية أحياناً ما تتناقص في الأسواق، ولقد أعلنت بعض الدراسات فاعلية الأعشاب في علاج بعض الأمراض بكفاءة.

أسهل في الحصول عليها:

الأدوية عادة لا يتم صرفها إلا بروشتة طبية، وهذا يعني ضرورة الذهاب إلى طبيب وتحمل أعباء إضافية، لكن المنتجات العشبية متوفرة لأي إنسان، سواء في الغذاء الصحي أو في محلات العطارة، ولكن يجب الحرص من أن الأعشاب عادة تكون مكمات غذائية أو بجوار الأدوية، لذا يجب قراءة مكونات مستخلصات الأعشاب جيدًا.

استخدامات واسعة النطاق:

تستخدم في علاج معظم الأمراض حتى الحاد والمزمن منها مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل البروستاتا والاكتئاب، والالتهابات المختلفة مثل الالتهابات الرئوية وضعف المناعة، والسكر والضغط المرتفع والمنخفض ، وحتى السرطان، حيث وجدت الكثير من الدراسات أن من بين 177 دواءً للسرطان تمت الموافقة عليهم فإن 70% منهم يعتمدون بصورة كبيرة على المنتجات الطبيعية.

الأثار الجانبية:

تقل الآثار الجانبية للأعشاب عن الأدوية الكيميائية، كما أنها تعمل عادة على تحفيز الجسم على إنتاج المواد الطبيعية التي تقاوم الأمراض، في حين أن العلاج الكيميائي قد يجعل الجسم أكثر كسلاً في إنتاج المواد الطبيعية المقاومة للأمراض.

أكثر نباتات مستخدمة في العلاج بالأعشاب :

الثوم الطازج:

يحتوي على عناصر غذائية حيوية مثل الفلافونيد ، والسيلينويوم، والأليسين ومستويات عالية من الكبريت، وتناول كبسولات الثوم أو إضافته نيئا إلى الطعام يساعد في علاج السكري ومقاومة الالتهاب، وتقوية المناعة، وتنظيم ضغط الدم ومكافحة السكتتات القلبية، وتوسيع الأوعية الدموية، وعلاج الحساسية، ومقاومة الفيروسات، ومنع تساقط الشعر وتقويته، حيث يزيد الثوم من مضادات الأكسدة، ويُخفِّض مستويات الكوليسترول.

الزنجبيل:

يعتبر من الأغذية الأكثر انتشاراً في العالم اليوم، ويعمل كمضاد للسموم ومضاد للالتهابات، وعلاج عسر الهضم والغثيان، وتقوية المناعة وتحسين وظائف الجهاز التنفس ويقلل من مستويات السكري، كما أنه مفيد في مكافحة الخلايا السرطانية، ومكافحة الالتهابات البكتيرية والفطرية، ويعالج قرحة المعدة، ويقي من الشيخوخة.

الكركم:

يعود استخدامه إلى نحو 4 آلاف سنة، ويمكن إضافته إلى الطعام أو تناوله كمكمّل غذائي، فهو يُبطئ تخثر الدم، ويخفف آلام المفاصل، ويكافح السرطان، ومفيد لمرضى السكري، ويقي من الاكتئاب، وغني بمضادات الأكسدة، ويمنع تكوُن الدهون.

الجينسينج:

يعد واحد من أكثر الأعشاب شعبية في العالم، وينتشر في آسيا وأمريكا الشمالية، ويستخدم كمنبِّه ويعالج الصداع، والعقم والحمى وعُسر الهضم، كما يحدّ من التوتر، ويساعد في فقدان الوزن، ويزيد من فاعلية الأداء الجنسي، ويُحسّن وظائف الرئة، ويُخفِّض مستويات السكر في الدم، ويتوافر في شكل بودرة أو أوراق مجففة، أو كبسولات كما أكدت الدراسات قدرته على تحسين المزاج وتنشيط الوظائف العقلية.

نبات شوك الحليب:

تم استخدام مستخلصاته في التداوي لما يقرب من 2000 سنة، حيث يضم نسبة عالية من الدهون المفيدة، والتي تزيد من المناعة، وتُبطئ تأكسد الخلايا، وتعمل كمضادة للالتهابات، وتساعد على الهضم، وتعزز صحة الجلد وتؤخر مظاهر الشيخوخة، كما تخفِّض من مستويات الكوليسترول في الدم، وتساعد على إزالة السموم من الجسم، كما كشفت الكثير من الدراسات عن فعاليته في مقاومة السرطان، كما أنه مفيد لمرضى الكبد والكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة (إيدز) ويباع على هيئة كبسولات آمنة للغاية.

الينسون:

تم استخدامه لقرون عدة لعلاج الصداع والحمى وآلام المعدة، وآلام الأسنان، ولدغ الحشرات، وكذلك العقم، ومتاعب الحيض والولادة، حيث أن له فاعلية كبيرة في القضاء على الألم، بسبب مادة كيميائية حيوية تسمى البارثينوليدات، التي تكافح تمدد الأوعية الدموية التي تحدث خلال الصداع النصفي، ويُستخدم أيضاً لمنع عدم الإتزان والحد من التهاب المفاصل وعلاج حساسية الصدر، ولا توجد للينسون أي آثار جانبية على الإطلاق، ويمكن تناوله على هيئة كبسولات أو مغلي مثل الشاي.

الصبار (الألوفيرا):

يعد من أكثر النباتات المستخدمة في الطب الهندي التقليدي، ويُستخدم لعلاج الإمساك والأمراض الجلدية، والالتهابات، وكعلاج للمغص وآلام المعدة، وعلاج الفطريات، وهو منتشر في المستحضرات التجميلية، ويضم 75 مكونًا فعالاً من فيتامينات ومعادن وأحماض أمينية، وأنزيمات وغيرها تفيد الجسم والصحة والبشرة والشعر، كما أنه مفيد في علاج الالتهابات، ومضاد للفيروسات، ويُقوي جهاز المناعة، ويخفف من أثار القولون العصبي، ويُسكِّن الطفح الجلدي، و يُعالج الحروق والقروح، ويمكن استخدامه موضعيًا أو عن طريق الفم.

مخاطر العلاج بالأعشاب:

وتنشر الأقاويل حول أضرارها، ولكن هذا لا يمنع ضرورة اتباع المحاذير عند استخدام أي نوع من الأعشاب لعلاج أي أمراض، ومن هذه المحاذير:

الحمل:

هناك أعشاب مفيدة لتحفيز حدوث الحمل، لكن بمجرد حدوثه يمكن أن تكون مضرة على صحة الجنين وعلى صحة الأمّ، ومن الأفضل تجنب تناول أي أعشاب أثناء الحمل، وخصوصاً خلال الـ3 أشهر الأولى، إلا إذا كان تحت رعاية طبية.

الرضاعة:

يجب على النساء المرضعات تجنب معظم الأعشاب الطبية خلال أول 4 أو 6 أشهل من حياة الرضيع، لأن هناك أعشاب تساعد على إدرار اللبن مثل الحلبة، وشوك الحليب.

الأطفال:

إن العلاج بالاعشاب للكبار من الممكن أن يضر بالأطفال، لذا لابد من استشارة الطبيب قبل منح الطفل أي أعشاب.

التعارض مع الأدوية:

تساعد بعض الأعشاب على فاعلية الدواء التقليدي، فمن الممكن تناول دواء السعال مع الزنجبيل مثلاً، ولكن هناك بعض الأدوية تتعارض مع الأعشاب، مما يقلل من فاعليتها أو يسبب آثار جانبية غير متوقعة.

رد فعل غير متوقع:

رغم أن الأعشاب مفيدة عموماً، لكن بعضها تكون مضرة لحالات معينة، فالزنجبيل مثلاً يرفع الضغط، وأعشاب أخرى ممكن أن تسبب انخفاضاً في الضغط، فيجب الحذر ومعرفة الأثر الدقيق للأعشاب قبل تناولها.

عدم الفاعلية:

الكثير من الناس يُشككون في فاعلية الأعشاب، وأنها وهم يعيش فيه الناس، وتضيّع أموالهم دون نتيجة، كما أن البعض يخشى من عدم وجود ترخيص لبيعها، مما قد يؤثر سلبا على الصحة.

استخدام محدود:

تستخدم دون إشراف طبي مثل السعال أو نزلات البرد أو الأوجاع العامة.

مخاطر تأجيل العلاج الفعال:

تعمل الأعشاب كمسكن للألم وليس علاجه، مما يجعل المريض يتأخر في الحصول على الرعاية الطبية الضرورية للشفاء مبكرا، أو بمجرد اكتشاف المرض.

كبار السن:

حيث من الممكن أن تتفاعل بعض الأعشاب بشكل سيء مع الدم، أو مع بعض أمراض الشيخوخة.

التعارض مع العمليات الجراحية:

لن تغني الأعشاب مطلقاً عن العمليات الجراحية في حالة الأمراض الخطيرة، حيث أن بعض الأعشاب قد تزيد من النزيف، كما قد تتفاعل سلباً مع الأدوية قبل أو بعد العملية الجراحية لذا من الضروري قبل إجراء أي عملية جراحية أن تخبر طبيبك عن أي أعشاب تتناولها.

وفي النهاية فإن الإستخدام الأمثل للأعشاب عموماً يكون للوقاية من الأمراض، وتخفيف أعراض بعض الأمراض الموجودة، كما أن الكثير من الدراسات تؤكد أن آثارها الجانبية أقل كثيراً من الأدوية الكيميائية، ورغم ذلك يجب عند استهلاكها البحث عن أجود الأنواع والمستحضرات، والتعامل مع متاجر معروفة، وشخص موثوق، حتى لا يمنحك أعشاب بديلة عن أخرى، أو يخدعك فيما يخص فائدة الأعشاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى