
استسلام أوكرانيا
تسريب وثيقة الاستسلام
تحت رعاية البيت الأبيض وموسكو……
عندما تحارب بالوكالة عن أحد فتأكد أنك وبمجرد ذكر اسمك فانت ان تم إعرابك باللغة العربية في النحو فأنت مفعول بك ولست فاعل
في يوم ٢٤ فبراير عام ٢٠٢٢ فجرا بدء التاريخ في تسجيل حرب من أطول حروب العصر الحديث والحرب الوحيدة بعد الحرب العالمية الثانية التي اجتمعت فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ممثل في حلف الناتو خلف الطرف في هذا الصراع وهو أوكرانيا واجتمع التحالف الشرقي الصين وكوريا الشمالية خلف الطرف الثاني وهو روسيا وكأن الحرب العالمية الثانية تعيد نفسها وكأن الحلفاء والمحور قد عادوا من جديد مع تبادل الأدوار بين الدول
مر حتى الآن على هذه الحرب الروسية الأوكرانية ٣ سنوات وتسعة أشهر وخمسة أيام
طال الصراع كثيرا ما يقرب من ألف وربعمائة يوم
وقت طويل جدا لحرب
كان الهدف منها استنزاف روسيا وإغراقها في مستنقع الحرب في محاولة للقضاء على اقتصادها
والقضاء على نموها العسكري الملحوظ
ولكن لروسيا رأي آخر
وانقلب السحر على الساحر،
علما بأن هذه الحرب احتلت المرتبة الاولى وتربعت بجدارة على لقب أطول حروب العصر الحديث
ويجب أن نراجع بعض الارقام لنرى حجم المعاناة التي تسببت بها الحرب
عدد القتلى من الجانب الأوكراني ما يقترب من ١٠٠ ألف قتيل
وما يقرب من ١٢٠ ألف جريح
وما يقرب من ٦.٥ مليون لاجئ
وما يقرب من ٥ ملايين نازح داخلي
وما يقرب من ٢٥ الف شخص مفقود
وهذا المعلن وفق التقارير التي تصدرها الحكومة الاوكرانية وأن أرقام غير دقيقة والاعداد اكثر من ذلك بكثير
أما على الجانب الروسي فلا يوجد أي أرقام او إحصائيات تدل على حجم الخسائر لذلك سنكتفي بالجانب الأوكراني وهذا ما يهمنا توضيح حجم الحرب وخسائرها
يكفي أن نقول إن السنة الأولى فقط تضرر الاقتصاد الأوكراني وبلغت الخسائر ٣٠٪ من حجم الاقتصاد الأوكراني
الحرب لم تكتفي بحصد الارواح بل ايضا حصدت الاقتصاد معها
أما بالنسبة للبنية التحتية خسائرها قدرت ١٥٠ مليار دولار
قطاعات مثل الطاقة والصناعة والزراعة تضررت بشدة وانهارات خصوصا ان أوكرانيا قبل الحرب كانت تمثل سلة غذاء الاتحاد الأوروبي بل والعالم بمحاصيل مثل القمح والذرة
تدمر قطاع الطاقة بنسبة ما يقرب من ٥٠٪ من إنتاجها للطاقة
تدمير ما يقرب من ٥٠ ألف كيلومتر من الطرق
تقديرات البنك الدولي تؤكد إن أوكرانيا تحتاج لإعادة إعمار ما يقرب من ٥٠٠ مليار دولار مبلغ كبير للغاية
للاسف ما ذكرناه ليس إلا القليل وحصد بسيط للخسائر الاوكرانية والدمار الذي لحق بها وما يلي لمحة بسيطة من المساعدات المالية والعسكرية التي قدمت لأوكرانيا من قبل الحلفاء والتي تعتبر من ضمن الخسائر
الولايات المتحدة الأمريكية :-
قدمت أكثر من ١٧٥ مليار دولار إجمالي المساعدات منها ٤٧ مليار دولار مساعدات عسكرية
( دبابات ـ راجمات صواريخ ـ دفاعات جوية ـ صواريخ – طائرات مسيرة ـ تدريب عسكري)
وأكثر من ٦٠ مليار دولار دعم اقتصادي وانساني
الاتحاد الأوروبي :-
قدم إلى أوكرانيا ما يزيد عن ٨٥ مليار يورو وهي إجمالي مساعدات عسكرية وإنسانية
ناهيك عن دول تقدم دعم منفرد مثل
انجلترا ـ كندا ـ اليابان ـ استراليا
في صورة دعم عسكري ومادي
وتقدر المساعدات إجماليا التي قدمت الى أوكرانيا حتى شهر نوفمبر ٢٠٢٥ ما يزيد قليلا عن ٢٥٠ مليار دولار
والنهاية صادمة
بعد كل المعاناة التي عاشها الشعب الأوكراني
استسلام مذل ومهين لزيلينسكي بعد أن أذل شعبه ودمر البلاد والآن تم تسريب وثيقة استسلام أوكرانيا بعد كل حجم الخسائر التي ذكرناها مسبقاً هل منذ البداية لم يدرس زيلينسكي قرار الحرب جيدا ام تم استدراجه لتدفع أوكرانيا الثمن باجيالها القادمة
ما يحدث الآن من استسلام أوكراني يذكرني بما حدث لألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى
والآن نستعرض بعض بنود هذه الوثيقة المسربة
١ـ تأكيد سيادة أوكرانيا على أراضيها
٢ـ اتفاقية عدم اعتداء ثلاثية بين روسيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبي وعقد اتفاقية بعدم شن عدوان بين الثلاثة أطراف
٣ـ تجميد التوسع العسكري لحلف الناتو وبنود إضافية لهذا البند تمنع أوكرانيا مستقبلا من الانضمام للحلف وعدم نشر قوات في أوكرانيا
٤ـ تحديد حجم القوات المسلحة إلى ٦٠٠ ألف جندي
٥ـ اعتراف ضمني بمكاسب إقليمية لروسيا تشمل
ضم أراضي مثل جزيرة القرم ـ دونباس ـ دونيتسك ـ لوهانسك مع تجميد مناطق أخرى مثل
(خرسون ـ وزابوريزهيا)
٦ـ ضمانات أمنية لأوكرانيا ـــــ وعد بضمان أمن كييف في حالة خرق روسيا للشروط
ملحوظة
وان كنت لا ارى اي شروط تتعهد بها روسيا وأنها فقط وثيقة استسلام
٧ـ حزمة إعادة إعمار شاملة
تتضمن استثمار أصول روسية مجمدة تستخدم في اعادة إعمار أوكرانيا وتستخدم في البنية التحتية وإعادة بناء مدن مدمرة وشبكات الطاقة والمرافق وإعادة الاقتصاد
٨ـ شراكة اقتصادية طويلة الأجل
بين روسيا والولايات المتحدة داخل أوكرانيا تشمل مجالات الطاقة واستخراج المعادن والذكاء الاصطناعي
ملحوظة
وان كنت ارى هذا البند هو اعادة توزيع غنائم الحرب مناصفة بين موسكو والبيت الأبيض
٩ـ إعادة تنظيم النظام الأمني الأوروبي
فتح قنوات حوار مباشرة بين موسكو والاتحاد الأوروبي
تحت رعاية البيت الأبيض وحصر التهديدات الامنية
١٠ـ شروط تتضمن العفو ومنح حصانة تتيح هذا الشرط عفوا كاملا وشاملا لكل الأطراف وإلغاء المحاكمات الخاصة بجرائم الحرب والصراعات
هذه البنود اعترض عليها الكثير من دول الاتحاد الأوروبي وأعلنوا أنها ليست وثيقة سلام وإنهاء الحرب بل وثيقة استسلام صريحة لأوكرانيا وهناك دول اعترضت على الشراكة الروسية الأمريكية في اعادة الاعمار وتم وصفها كما ذكرنا بأنها توزيع غنائم الحرب وان أوكرانيا بموافقتها على هذه الوثيقة قد تنازلت على أراضي كثيرة و اقتطاعها من أوكرانيا لتصبح تحت السيادة الروسية
والآن يتم وضع البنود الإضافية المرافقة للبنود الرئيسية والتي ستشمل توضيح اكثر لبنود الوثيقة الرئيسية
وعند التدقيق في بنود الوثيقة سنجد أنها تحقق كل مطالب بوتين وشروطه التي أعلنها منذ أن اندلعت الحرب
وما يخص أوكرانيا هو اعادة الاعمار او بمعني ادق السيطرة ما بين موسكو والبيت الأبيض على اقتصاد وموارد أوكرانيا والاستثمار بها
استطاع الرئيس الأمريكي تنفيذ وعده الانتخابي
وإيقاف الحرب الروسية الأوكرانية
ولكن ايقاف الحرب لم يتم بالمفاوضات
بل تم بتهديد أوكراني اما الاستسلام وحماية أمريكية
أوروبية أما وقف المساعدات فورا وتركها فريسة لدولة عظمى بحجم روسيا
ولكن الامر الايجابي الحقيقي ليس بوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا
بل بأبعاد العالم عن شبح حرب نووية كانت تلوح في الأفق والجميع يلوح بها
نعود للوثيقة
هذه الوثيقة كما أراها هي خيانة عظمى من زيلينسكي لشعبه وبلاده وحتى ان تم غض البصر عن الإذلال والمهانة بشروط هذه الوثيقة وهذا الأمر يجعلنا نطرح سؤال مهم
هل كان زيلينسكي على دراية بما يحدث منذ البداية؟
دخول حرب مع قوة عظمى وبالاخص عسكريا وهو يعتمد على المساعدات الخارجية يطرح سيناريوهات كثيرة وإن كان جميعها ياخذنا الى نفس النتيجة.
وثيقة خضوع واستسلام
ويبقي سؤال مهم هل سيوافق الاتحاد الاوروبي
على هذه الوثيقة وخصوصا ان الوثيقة لم تترك لهم مكاسب طما الحال بين موسكو والبيت الابيض؟
حجم التبرعات التي قدمت لاواكرانيا من دول الاتحاد الاوربي وكما ذكرنا حجم المساعدات الانسانية والعسكرية مع تأثر الاتحاد الاوروبي والضغط على اقتصاد دوله وارتفاع الاسعار وخاصا في الوقود المرتبط ارتباط مباشر بالحرب
والضعف الاواكراني في مؤاجهه روسيا يجعل من المربح للاتحاد الاوروبي اعتماد وقف الحرب
لانه يتعرض لخسائر فادحه دون امل
او حتي مقابل
واصدار البيت الابيض لمثل هذه الوثيقة هو دليل قوي ان الولايات المتحده لا حليف لها
ترك الناتو ومشاركه طويل الامد مع موسكو
وتقسيم الموارد والسيطره على كافه القطاعات باواكرانيا
وفي النهايه ان كانت الوثيقة هي بنود حقيقيه
ام مجرد جس نبض للناتو وحلفاء اواكرانيا
في كلتا الحالتين
الولايات المتحده تخلت عن اوكرانيا
وكما قلنا في البداية أصبحت أوكرانيا دولة مفعول بها نحويا في صرف اللغة العربية
بقلم
السيد غباشي







