الحادي والعشرون من أكتوبر .. مصر ما بين ذكري نصر حربي وتتويج عالمي لتراثها
الحادي والعشرون من أكتوبر .. مصر ما بين ذكري نصر حربي وتتويج عالمي لتراثها
سلمى مندور
في الحادي والعشرين من أكتوبر وتزامنًا مع الذكرى الثامنة والخمسين لقيام القوات البحرية المصرية بإغراق المدمرة إيلات الإسرائيلية قبالة سواحل مدينة بورسعيد الباسلة محرزة نصرًا عسكريًا بارزًا، تحرز اليوم مصر نصرًا جديدًا بتتويجها بجائزة أفضل وجهة تراثية في فئة الوجهات المتميزة، وذلك قبل أيام من افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يوافق الأول من نوفمبر.
● جائزة أفضل وجهة تراثية
تم تأسيس جوائز السياحة العالمية عام 1993 أوسكار السياحة، والتي تمنح بناءً على إجراء تصويت من قبل السياح والخبراء على مستوى العالم ، مع التركيز على التميز في الخدمات والحفاظ على التراث.
وفازت مصر بجائزة “أفضل وجهة تراثية في فئة الوجهات المتميزة” التي منحتها مؤسسة منتدى السياحة العالمي، وتم إقامة الحفل وتوزيع جوائز السياحة العالمية في قاعة المتحف الملكي للفنون الجميلة في العاصمة البلجيكية بروكسل وسط حضور كبار قادة السياحة العالمية وأكثر من 500 مشارك من 100 دولة، وشهد الحفل تتويجًا لأكثر من 100 فائز في فئات متنوعة، بما في ذلك أفضل وجهات سياحية وشركات إدارة، مع التركيز على الابتكار الاستدامة.
وجاءت الجائزة المصرية، والتي وصفت أنها رمز للتحول في السياحة العالمية تتويجًا للجهود المصرية في الحفاظ على التراث الفريد مثل الأهرامات والمعابد الفرعونية؛ فالتراث المصري يعد أحد أثرى الكنوز الثقافية، والذي سجل أكثر من 120 ألف موقع أثري، بما في ذلك سبعة مواقع من عجائب الدنيا السبعة القديمة، وأربعة عشر موقعًا مدرجًا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كما تجاوزت منافسين في مجال الترميم الرقمي للآثار والسياحة البيئية.
وتسلم الجائزة وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي، الذي شارك كمتحدث رئيسي في الاجتماع السنوي لمنتدى السياحة العالمي 2025، وقال في كلمته: “هذه الجائزة ليست مجرد تكريم، بل شهادة على التزام مصر بجعل تراثها الخالد متاحًا للعالم بطريقة مستدامة ومبتكرة”، ومؤكدًا أن مصر ستستمر في تعزيز السياحة كمحرك اقتصادي يحافظ على إرثها للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن الجائزة تعكس الانتعاش السياحي الذي شهدته مصر بعد جائحة كورونا، مع زيادة عدد السياح إلى 14.9 مليون في 2024، وتوقعات بتجاوز 15 مليونا هذا العام، كما حققت مصر زيادة في أعداد السياحة الوافدة بلغت نسبتها 21% زيادة مقارنة بالعام الماضي.
وتحدث أيضاً عن نجاح جهود الدولة في رفع موقع دير أبو مينا الأثري بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في شهر يوليو الماضي، وكذلك ما تقوم به الوزارة من تنفيذ العديد من المشروعات الأثرية للحفاظ على الآثار المصرية وصيانتها، كما تطرق للحديث عن البعثات الأثرية الأجنبية العاملة في مصر؛ حيث أوضح أن هناك ما يقرب من 300 بعثة أثرية أجنبية، إلى جانب البعثات الأثرية المصرية التي تعمل في مختلف أنحاء الجمهورية وتقوم بالعديد من الاكتشافات الأثرية الهامة.
كما شارك في الحضور من الجانب المصري المهندس أحمد يوسف مساعد الوزير لشئون الإدارات الاستراتيجية والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، ورنا جوهر مستشار الوزير للتواصل والعلاقات الخارجية والمُشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، محمد فرج المُشرف المالي والإداري على المكتب السياحي ببرلين بدولة ألمانيا ودول الإشراف التابعة، وإسراء أسامة سكرتير ثاني بالسفارة المصرية لدى الاتحاد الأوروبي والناتو وبلجيكا ولوكسمبورج.
● مبادرة رؤية مصر في مجال السياحة
تساهم السياحة في الاقتصاد المصري بنسبة تصل إلى 12% من الناتج المحلي الإجمالي، وتوظف أكثر من 5 ملايين شخص وفقًا لتقارير منظمة السياحة العالمية، وفي السنوات الأخيرة شهدت مصر انتعاشًا سياحيًا، الذي دعمته المبادرات الحكومية وعلى رأسها رؤية مصر 2030، والتي تتضمن أهدافًا مثل تحقيق نمو كبير في عدد السياح والإيرادات، وذلك من خلال تحسين البنية التحتية، تطوير التجربة السياحية، وتعزيز الاستثمار في القطاع. كما تركز على الاستدامة السياحية من خلال التوعية المجتمعية، الحفاظ على البيئة والثقافة، وزيادة المشاركة المجتمعية المحلية، مما يضمن نموًا اقتصاديًا مستدامًا وخلق فرص عمل.
