
كيفية التعامل مع الحب في سن المراهقة
كيفية التعامل مع الحب في سن المراهقة
بقلم فريدة أحمد
ان الحديث عن الحب في مرحلة المراهقة حديث متناقض بين براءة الشعور والحذر من التعمق ، بين ارتفاع الأدرينالين وانخفاض المسؤولية عند المراهق ، بين أفعال عشوائية وقرارات مصيرية .
فالحب أعمق مشاعر أنسانية تحدث للجميع كبيرا كان أم صغيرا . والحب العفوي مشاعر طبيعية ليس بها اى مشكلة ،ولكن قرار الارتباط بشخص آخر بناء على هذه المشاعر يتطلب قدرة الفرد على التمييز بين ما هو صالح له وما قد يؤذيه وتتطلب أن يكون ثابتا في مشاعره مهما حدث .
-والسؤال هنا، هل يستطيع المراهق أن يكون على هذه الدرجة من الوعي والثبات للدخول في علاقة مع آخر تحت مسمى الحب ؟ أم هي لعبة مسلية تحتاج لتدخل أولي الأمر ومؤسسات التربية لحماية وتوجيه المراهقين عموما؟
مشاعر المراهقة :
تعد السمة الأساسية للمشاعر في مرحلة المراهقة هي الإعجاب والحب السريع في رحلة البحث عن الذات من خلال شعوره بالاهمية وأنه لم يعد طفلا فهناك من يبادله هذا الاهتمام من خارج أسرته .
هذه المشاعر تتسم بالاندفاعية والعناد تبدو للوهلة الأولى حب عميق وقوي لكنه جزء من نمو شخصية المراهق .
وفي هذه الحالة يبدأ كل مراهق في ترك طفولته ويستعد ليكون فردا مؤثر وناضج ، وبحاول الدفاع عن اختياراته ومساحته الشخصية ومشاعره ، ويكون المرجع الوحيد له هو علاقته بأسرته في مرحلة الطفولة ، فإن كانت علاقة سوية وتنشئة صحية ، يصبح من السهل التعامل مع المراهق أو المراهقة بل وتكون لديهم القدرة على التعامل مع مشاعرهم بأنفسهم .
علامات الحب عند المراهقين :
الاهتمام بالمظهر الخارجي لجذب الانتباه والاستحسان من الطرف الآخر.
تغير سلوكيات المراهق مع الآخرين ، في الدراسة ، مع عائلته ، وقد تصبح سلوكيات عنيفة أو ردود أفعال مبالغ فيها.
تقلبات المشاعر بين الفرح الشديد ، والحزن المبالغ فيه عند الابتعاد عن الطرف الآخر .
السهر لساعات متأخرة أو النوم الكثير بسبب كثرة التفكير ومحاولة الهروب من الواقع والاندماج مع الحبيب بالتفكير والمشاعر.
محاولة التواصل معه باستمرار ومشاركته تفاصيل يومه ، ومشاركته الاسرار الخاصة جدا
كيفية التعامل مع مشاعر ابنك المراهق :
؛قبل أن يكتشف ولي الامر دخول ابنه او ابنته في حالة حب ، عليه أن يهيئ ابناؤه أولا مرحلة المراهقة ويقوم توعيتهم عن التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي يمرون بها ويغذيهم بالحب الكافي حتي لايصيبهم الشعور بنقص العاطفة ويبحثون هنا وهناك عن آخر يعوضهم .
متابعة المراهق أمر ضروري وليس انتهاك للخصوصية بل واجب على الأهل الحديث مع أبنائهم ، عن ضرورة حمايتهم بشكل لا يقلل أو يتعدى على ذواتهم .
أن يضع ولى الامر حدودا دينية واجتماعية تحميهم من أنفسهم ولا يتركهم تحت مسمى التجربة خير معلم ، فقد تأتي تجربة تدمرهم وتدمر الأسرة تماما .
أن يتقبل ولى الامر مشاعر أبناؤه البريئة ويستمع لهم تماما ويوجههم الى التعامل الصحيح مع مشاعرهم وأن علاقة الحب لها حدود شرعية يحترمها الجميع دون عنف او تشدد بل بالتوعية الدينية والحوار الهاديء الحازم .
أن يشغله في أمور تفرغ طاقته : لعبة رياضية ،هواية.
توعيتهم بالحدود الشخصية مع الآخرين وتنمية ثقتهم بأنفسهم ومدحهم بين الحين والآخر.
كيف تواجه المؤسسات حب المراهقين والمراهقات:
للمدرسة بشكل خاص والمؤسسات التوعوية والتربوية بشكل عام دور هام جدا في توعية المراهقين عن أنفسهم ومشاعرهم والتغيرات العاطفية والجسمية لهم .
لابد أن تكون علاقة المعلمين بالطلاب المراهقين علاقة احترام وثقة متبادلة وأن تكون لغة الحوار عند المعلم لغة تربوية مخضرمة فقد يؤثر أسلوبه في حياة المراهق وقراراته وقد يتخذه الطالب قدوة له.
-عمل ندوات ومحاضرات تثقيفية للمراهقين حول أنفسهم ، وتنميهم ذاتيا ليكون لديهم مهارات التفكير واتخاذ القرار .
-الحوار الديني الجاذب لا المنفر ، حتى يشعر المراهق بأهمية رضا الله وأن يتجنب الدخول في علاقات محرمة تحت مسمى الحب .
تشجيع المراهقين الموهوبين وإقامة مسابقات وتحديات الغرض منها اشغالهم وتوجيه طاقاتهم العالية نحو أشياء مفيدة تغذي شعورهم بإثبات الذات .
توجيه أم قمع للحب في مرحلة المراهقة :
-تبدأ مرحلة المراهقة المبكرة ما بين ١١ عاما و٢١ عاما للمراهقة المتأخرة يتعرض فيها ألى تغييرات كبيرة تتطلب التوجيه الحازم لا الشدة والتهديد .
ـ المشاعر لدى المراهق مشاعر أولية بريئة لأنها تحتاج للتوجيه لا للقمع ، حتى لا تضع المراهق في حالة تحدي لكسر ماهو ممنوع .
ـ اتركه يواجه بمفرده تحت ظلك الموجود دائما خلفه.
-علمه أن الحب يحتاج للنضج والثبات والإدراك وهو لم يصل الى هذه المرحلة بعد .
– لامانع أن نعلم المراهق أو المراهقة أساسيات الحب ، كالاحترام والمسؤولية والتفاهم والعطاء المتبادل ، وضع أمامه نماذج جيدة للحب ، كعلاقة الأم والأب ، كيف نشأت في النور وتوجت بالزواج الشرعي .
– توعيتهم عن الابتزاز أو التجاوز باسم الحب .
وختاما : قد تستمر مشاعر الحب لدي المراهق الى مرحلة النضوج ويصبح من أحبه شريك حياته وليست تجربة عابرة للمشاعر .
والسؤال لك عزيزي القاريء :هل تعتقد أن مشاعر الحب في سن المراهقه مشاعر حقيقية ؛ أم تجربة عابرة كجزء من تجارب نمو الشخصية؟