
بطاريات السيارات الجديدة :هل فعلا تدوم 10 سنوات؟
بطاريات السيارات الجديدة :هل فعلا تدوم 10 سنوات؟
كتبت: ثريا محمدي
في عالم السيارات الحديثة أصبحت البطارية عنصرًا محوريًا لا يقل أهمية عن المحرك خاصة مع التوسع الكبير في استخدام التكنولوجيا داخل السيارة واعتماد أنظمة كثيرة على الطاقة الكهربائية بداية من تشغيل المحرك وانتهاء بوظائف الترفيه والتكييف لكن مؤخرًا انتشرت وعود من بعض الشركات بأن بطاريات السيارات الجديدة يمكن أن تدوم حتى عشر سنوات فهل هذا الادعاء واقعي بالفعل أم أنه مجرد دعاية تسويقية
بطاريات السيارات التقليدية المعروفة باسم بطاريات الرصاص الحمضية غالبًا ما تدوم من ثلاث إلى خمس سنوات حسب طبيعة الاستخدام والظروف الجوية وطريقة الشحن أما البطاريات الجديدة التي بدأت تنتشر مؤخرًا فهي من نوع AGM أو EFB وتُستخدم في السيارات المجهزة بنظام التشغيل والإيقاف التلقائي وهي تتميز بعمر أطول وأداء أكثر ثباتًا خصوصًا في درجات الحرارة المختلفة لكن حتى هذه البطاريات من النادر أن تتجاوز سبع سنوات في الظروف العادية
أما عندما نتحدث عن السيارات الكهربائية أو الهجينة فالمقصود هنا هو بطاريات الليثيوم أيون التي تعتمد عليها بالكامل هذه البطاريات تختلف تمامًا عن بطارية تشغيل السيارة العادية فهي المسؤولة عن تحريك السيارة وتخزين الطاقة وهي التي تعد محور الجدل عندما يُقال إن عمرها يصل إلى عشر سنوات
في الواقع معظم شركات السيارات الكهربائية تمنح ضمانًا رسميًا على البطارية يصل إلى ثماني سنوات أو مئة وستين ألف كيلومتر أيهما أقرب وهو ما يعكس درجة ثقة الشركات في كفاءة هذه البطاريات لكن الضمان لا يعني بالضرورة أن البطارية ستعمل بكفاءتها الكاملة طوال هذه الفترة إذ إن الأداء يبدأ في التراجع تدريجيًا بمرور الوقت ومع كثرة دورات الشحن والتفريغ
البطارية قد تظل تعمل بعد عشر سنوات لكنها قد تفقد نسبة من سعتها الأصلية تصل إلى عشرين أو ثلاثين بالمئة وهذا يعني أن مدى السيارة في الشحنة الواحدة سيكون أقل من المعتاد وهو ما قد يؤثر على تجربة المستخدم خاصة في السيارات التي تعتمد على مدى طويل للتنقل بين المدن أو السفر
لكن في المقابل فإن التكنولوجيا تتطور باستمرار والشركات المصنعة بدأت بالفعل في إدخال تحسينات كبيرة على عمر البطاريات وكفاءة الشحن والتبريد الداخلي والتحكم في درجات الحرارة وكل هذه العوامل تسهم في إطالة العمر الفعلي للبطارية إلى أقرب ما يكون من عشر سنوات فعلًا إذا توفرت ظروف استخدام مثالية
كما أن طبيعة استخدام السائق تلعب دورًا مهمًا في إطالة عمر البطارية فمثلًا الشحن الليلي المنتظم باستخدام شاحن منزلي بطيء أفضل من الشحن السريع اليومي كذلك تجنب تفريغ البطارية بالكامل أو شحنها بنسبة مئة بالمئة باستمرار من الأمور التي تحافظ على سلامة البطارية لأطول فترة ممكنة
من المهم أيضًا ملاحظة أن تكلفة استبدال بطارية السيارة الكهربائية لا تزال مرتفعة إلى حد كبير ما يجعل مسألة العمر الطويل قضية اقتصادية بالأساس فكلما طالت فترة الاستخدام دون الحاجة للاستبدال كانت التجربة أكثر جدوى وأقل تكلفة للمستخدم
الخلاصة أن بطاريات السيارات الجديدة وخاصة الكهربائية قادرة بالفعل على الاستمرار لفترة تقترب من عشر سنوات لكن مع بعض التنازلات في الأداء ومع ضرورة الحفاظ عليها بطريقة صحيحة أما السيارات التقليدية فبطارياتها ما زالت في حدود الاستخدام المتعارف عليه ولا تصل إلى هذا العمر إلا في حالات نادرة واستثنائية
في النهاية فإن اختيار السيارة المناسبة لا يعتمد فقط على عمر البطارية بل على منظومة متكاملة من الاستخدام والصيانة والتكلفة لذا من المهم دائمًا فهم التفاصيل بدلًا من الاعتماد على الشعارات الترويجية.