مقالات

دعاء صلاة الاستخارة

دعاء صلاة الاستخارة

كتبت: اسماء عبد الحكيم

يبحث كثير من الناس عند مواجهة القرارات المصيرية عن وسيلة يطمئنون بها لاختيار الطريق الصحيح، سواء في الزواج أو العمل أو غيرهما من شؤون الحياة. وفي الإسلام، جاء دعاء صلاة الاستخارة ليكون وسيلة عظيمة يسترشد بها المسلم، امتثالًا لسنة النبي محمد ﷺ، الذي علم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن.

 

صلاة الاستخارة ركعتان يؤديهما المسلم بنية طلب الخير من الله، ثم يدعو بعدها بالدعاء المأثور الوارد في الحديث الشريف: “اللهم إني استخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب…” إلى آخر الدعاء. هذا النص النبوي يلخص المعنى الحقيقي للاستخارة، إذ يُظهر افتقار العبد لعلم الله وقدرته، وتوكله عليه في تدبير أموره.

 

ويُخطئ بعض الناس حين يظنون أن الاستخارة لا بد أن يعقبها حلم أو إشارة معينة، بينما حقيقتها أبسط من ذلك؛ فهي تفويض كامل لله، ثم النظر إلى ما يتيسر من الأمور بعد أدائها. فإذا تيسرت الخطوات، دل ذلك على الخير، وإذا تعسرت كان في ذلك صرف للشر.

 

الجدير بالذكر أن الاستخارة لا تتعارض مع استشارة أهل الخبرة والأخذ بالأسباب، بل تكملها، لتكون عملية اتخاذ القرار قائمة على الحكمة والإيمان معًا. فهي عبادة تجمع بين الجانب الروحي والعملي، وتمنح المسلم راحة نفسية وطمأنينة عند الإقدام على أي خطوة جديدة.

 

تبقى صلاة الاستخارة منحة ربانية وهديًا نبويًا يضيء الطريق أمام المؤمن في لحظات التردد، ليوقن أن الخير فيما اختاره الله، وأن السعادة الحقيقية تكمن في الرضا بقضاء الله وقدره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى