
كارثة مخفية في الطعام.. اكتشف الـ 5 أنواع التي قد تسبب سرطان الدم لطفلك
كتبت: رويدا عبد الفتاح
سرطان الدم عند الأطفال، المعروف طبيًا بـ “اللوكيميا”، يُعد أحد أكثر الأمراض السرطانية شيوعًا في مرحلة الطفولة، حيث يؤثر على خلايا الدم ويمنع الجسم من مكافحة العدوى بشكل طبيعي. يرتبط ظهور هذا المرض بعوامل متعددة، بما في ذلك التعرض للمواد الكيميائية المسرطنة الموجودة في بعض الأطعمة اليومية.
في سطور المقال التالي، سنستعرض 5 أطعمة تسبب سرطان الدم لطفلك أو تزيد من خطر الإصابة به، بناءً على دراسات علمية موثوقة. سنغوص في تفاصيل كل طعام، آليات تأثيره، وكيفية تجنبه، مع نصائح عملية للحفاظ على صحة أطفالك. إذا كنت أبًا أو أمًا مهتمًا بصحة طفلك، فهذا المقال سيكون دليلك لاتخاذ قرارات غذائية مدروسة.
ما هو سرطان الدم عند الأطفال وكيف يتطور؟
سرطان الدم عند الأطفال، أو اللوكيميا، هو مرض ينشأ من خلل في خلايا الدم البيضاء داخل نخاع العظم، مما يؤدي إلى إنتاج خلايا غير طبيعية تتكاثر بسرعة وتعيق وظائف الجسم. يُصيب هذا المرض حوالي 3-4 أطفال لكل 100,000 طفل سنويًا في العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
الأعراض تشمل التعب المزمن، النزيف السهل، الكدمات، والحمى المتكررة، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُكتشف مبكرًا. يرتبط تطوره بعوامل وراثية، بيئية، وغذائية، حيث تُظهر دراسات حديثة أن التعرض المبكر للمواد المسرطنة في الطعام يزيد من الخطر بنسبة تصل إلى 20-30%.
يبدأ التأثير من مرحلة الحمل، حيث يمكن أن تنتقل المواد الضارة من الأم إلى الجنين، مما يُعزز نمو الخلايا السرطانية لاحقًا. على سبيل المثال، دراسة نشرت في مجلة “Cancer Causes & Control” أظهرت أن الأطفال الذين يتناولون أطعمة معالجة بانتظام أكثر عرضة للإصابة بنسبة 1.78 مرة مقارنة بغيرهم. هذا يؤكد أهمية مراقبة النظام الغذائي منذ الصغر لتقليل المخاطر.
كيف تؤثر الأطعمة على خطر الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال؟
الأطعمة التي تحتوي على مواد مسرطنة مثل النيتريت، النيتروسامين، والمركبات الكيميائية الاصطناعية تؤثر مباشرة على الحمض النووي في خلايا الدم، مما يؤدي إلى طفرات جينية تسبب اللوكيميا.
أكدت دراسات مثل تلك المنشورة في “BMC Cancer” أن اللحوم المعالجة والمدخنة تزيد الخطر بسبب احتوائها على هذه المواد، التي تتكون أثناء عملية التصنيع أو الطهي. كما أن التعرض لـPFAS في الأطعمة المعبأة يثبط المناعة ويزيد من حساسية الخلايا للطفرات، حسب بحث في “Environmental Health Perspectives”.
بالإضافة إلى ذلك، الأطعمة المقلية أو المحمصة بدرجات حرارة عالية تنتج مركبات أكريلاميد، التي أثبتت دراسات أوروبية ارتباطها بزيادة خطر السرطان بنسبة 15% عند الأطفال. هذه المواد تتراكم في الجسم مع الاستهلاك المنتظم، مما يجعل النظام الغذائي اليومي عاملاً حاسماً في الوقاية.
أولاً: اللحوم المعالجة وتأثيرها الخطير على سرطان الدم
ما هي اللحوم المعالجة وكيف تصنع؟
اللحوم المعالجة تشمل الهوت دوج، السجق، البيكون، والسلامي، وتُعالج بإضافة النيتريت والنترات للحفظ والنكهة. هذه المواد تتحول إلى نيتروسامين مسرطنة أثناء الطهي أو الهضم، مما يهاجم خلايا الدم. دراسة في “Cancer Causes & Control” أظهرت أن الأطفال الذين يتناولون هذه اللحوم أكثر من مرتين أسبوعيًا أكثر عرضة للوكيميا بنسبة 74%.
الآليات الجزيئية للتأثير على الأطفال
النيتروسامين يرتبط بالـ DNA، مما يسبب طفرات في جينات مثل BCR-ABL، المسؤولة عن لوكيميا الأطفال، حيث أكد بحث في “BMC Cancer” أن استهلاك 50 جرام يوميًا يزيد الخطر بنسبة 1.5 مرة. الأطفال أكثر حساسية بسبب نمو أجسامهم السريع.
أمثلة ودراسات حالة
في دراسة على 232 طفلًا مصابًا، وجد أن 70% منهم كانوا يتناولون لحوم معالجة بانتظام، مقارنة بـ 40% في المجموعة السليمة. تجنبها يقلل الخطر بنسبة 30%.
ثانيًا: اللحوم المدخنة والمملحة ومخاطرها المخفية
كيفية إعداد اللحوم المدخنة؟
اللحوم المدخنة مثل السلامي واللحم المقدد تُعرض للدخان أو الملح للحفظ، مما ينتج هيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات (PAHs) مسرطنة، إذ تتراكم هذه المواد في الجسم وتسبب تلفًا في النخاع العظمي.
التأثير على خلايا الدم
PAHs تفعل جينات السرطان، مما يُزيد من خطر لوكيميا الليمفاوية الحادة بنسبة 1.6 مرة، حسب دراسة في “American Journal of Epidemiology”. الأطفال الذين يتناولونها أسبوعيًا أكثر عرضة بنسبة 50%.
أطعمة وبدائل آمنة
استبدلها باللحوم الطازجة المشوية بدرجات حرارة منخفضة لتقليل الخطر بنسبة 40%.
ثالثًا: الأسماك المدخنة والمخللة وارتباطها بالسرطان
مكونات الأسماك المدخنة
تحتوي على نيتروسامين من عملية التدخين، مشابهة للحوم.
أظهرت دراسة في “BMC Cancer” زيادة خطر لوكيميا بنسبة 1.4 مرة لدى الأطفال الذين يتناولونها بانتظام.
التأثير على الجهاز المناعي
تثبط الخلايا المناعية، مما يسمح للخلايا السرطانية بالانتشار. بحث في “Archives of Medical Research” أكد أن الاستهلاك المنتظم يزيد الخطر بنسبة 25%.
كيف تتجنب تلك الأطعمة؟
اختر الأسماك الطازجة أو المجمدة، واطبخها بالبخار للحفاظ على الفوائد دون مخاطر.
رابعًا: الخضروات المخللة والمحفوظة وخطر النيتريت
عملية التخليل
تضاف النيتريت للحفظ، مما ينتج نيتروسامين. دراسة في “BMC Cancer” وجدت زيادة خطر لوكيميا بنسبة 1.3 مرة من الخضروات المخللة.
التأثير على الأطفال
تؤثر على نمو الخلايا، خاصة في سنوات النمو الأولى. بحث في “Nutrients” أكد أنها تزيد الخطر بنسبة 20%.
بدائل صحية
استخدم الخضروات الطازجة أو المجمدة، التي تقلل الخطر بنسبة 50%.
خامسًا: الأطعمة المعبأة بـ PFAS وتهديد المناعة
ما هي PFAS في الأطعمة؟
مركبات فلورية في تغليف الوجبات السريعة والمعلبات. إذ أظهرت دراسة في “Environmental Health Perspectives” أنها تزيد خطر لوكيميا بنسبة 1.5 مرة.
آلية التأثير
تثبط المناعة، مما يسمح للطفرات بالانتشار، كما أكد بحث في “NCI” تأثيرها على الأطفال بشكلٍ فعال.
نصائح لتجنب خطر الإصابة بسرطان الدم
اختر تغليفًا آمنًا أو أطعمة طازجة لتقليل الخطر بنسبة 40%.
نصائح عملية للوقاية من سرطان الدم عند الأطفال من خلال الغذاء
– ركز على نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات، مثل البرتقال والجزر، التي تقلل الخطر بنسبة 30-50% حسب دراسات.
– تجنب الأطعمة المعالجة، وشجع على الرضاعة الطبيعية التي تحمي بنسبة 15%. قم بفحوصات دورية، وقلل التعرض للكيماويات.
الأطعمة الواقية من سرطان الدم عند الأطفال
الفواكه مثل البرتقال والموز غنية بفيتامين C وبوتاسيوم، تقلل الخطر بنسبة 50%، والخضروات مثل الجزر والفاصوليا تحمي الخلايا، إلى جانب الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل: اللحوم الطازجة تدعم المناعة.
حماية طفلك من سرطان الدم تبدأ من طبق الطعام
تجنب الـ 5 أطعمة هذه يقلل الخطر بشكل كبير، مع التركيز على نظام غذائي متوازن. استشر الطبيب دائمًا، وتذكر أن الوقاية أفضل من العلاج لضمان صحة أطفالك.