
أسباب الشرود الذهني وعدم التركيز
كتبت- كريمة عبد الوهاب
يمر بعض الأشخاص بلحظات من الشرود الذهني وعدم التركيز أحيانا، وقد يكون ذلك نتيجة لأسباب متعلقة بأمور الحياة اليومية حيث تسيطر عليهم حالة من القلق عندما يزداد هذا الشرود وعدم التركيز عن حده، ما يجعل كثيرون يحرصون على معرفة سبب هذه المشكلة التي قد تعرضهم لمشكلات أو أزمات في المواقف المختلفة.
أسباب الشرود الذهني وعدم التركيز
١- الخوف من المستقبل من ضمن أسباب الشرود الذهني وعدم التركيز، فالتفكير بالمستقبل من الأمور التي تشغل كثير من الأشخاص سواء كان في المستقبل القريب أو البعيد، ما يجعل ذلك القلق يسيطر عليهم من الأيام المقبلة، كما يجعلهم يحاولون الإجابة على الأسئلة التي تدور في ذهنهم، وبالتالي يؤدي هذا الأمر إلى الشرود الذهني وعدم التركيز.
٢- قلة النوم من ضمن أسباب الشرود الذهني وعدم التركيز، حيث إن عدم حصول الشخص على قسط كاف من النوم قد يسبب الضرر بوظائفه العقلية، وبالتالي يجعله أكثر عرضه للشرود الذهني وعدم التركيز.
زيادة النسيان المتكرر
لا تقتصر الأسباب التي تؤدي إلى عدم التركيز عند ذلك الحد، فالنسيان أو عدم التركيز يحدث بكثرة في سن الشباب، وذلك بسبب الانشغال والتشتت في كثير من الموضوعات المتفرقة، ويكون من بينها متطلبات مادية وعاطفية وأيضاً العمل على أكثر من محور في وقت واحد، وفقا لما ذكره الدكتور جمال فرويز استشاري الأمراض النفسية والعصبية
ومن الممكن أن يكون النسيان المتكرر وعدم التركيز نتيجة تعرض الشخص إلى حادثة تسببت في إصابته بارتجاج بالمخ، أو قد قام بتناول بعض الأدوية، وذلك مثل المسكنات والمهدئات، وبعض أدوية الفيتامينات، أو قلة شرب المياه.
خطوات لعلاج الشرود الذهني وزيادة التركيز
١-ابدئي يومك بتحديد الأولويات حيث قومي بتدوين من ثلاث إلى خمس مهام رئيسية لليوم، وركّزي على إنجاز كل مهمة على حدة دون تشتيت.
٢- تهيئة بيئة مناسبة للعمل أو الدراسة ولذلك ابتعدي عن مصادر الإزعاج كالهاتف المحمول أو التلفاز، ووفّري مكانًا هادئًا يساعدك على الانتباه الكامل.
٣- اتبعي تقنية “بومودورو” فأعملي لمدة 25 دقيقة متواصلة، ثم خذي استراحة قصيرة لمدة 5 دقائق وبعد أربع جولات، خذي استراحة أطول تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة.
٤-احرصي على التغذية السليمة حيث قومي بتناول الأطعمة الغنية بأحماض الأوميغا 3 مثل السمك والمكسرات، وقللي من تناول السكر والكافيين الزائد ولا تنسي شرب الماء بانتظام.
٥- احصلي على قسط كافٍ من النوم فالنوم من 7 إلى 9 ساعات يوميًا ضروري لاستعادة النشاط الذهني وتحسين القدرة على التركيز.
٦-مارسي تمارين التنفس أو التأمل فبضع دقائق من التأمل أو تمارين التنفس العميق يوميًا تساعد على تصفية الذهن وتقليل التوتر.
ولقد عانيت من تشتّت الانتباه والشرود المستمر، خصوصًا خلال المهام اليومية التي تتطلب تركيزًا عاليًا فقد كنت أبدأ العمل بنشاط ثم أجد نفسي بعد دقائق غارقًا في أفكار عشوائية لا علاقة لها بما بين يدي لكن مع الوقت، بدأت أراقب سلوكياتي وأدوّن ملاحظاتي، فاكتشفت أن قلّة النوم وكثرة استخدام الهاتف هما السبب الأساسي لحالتي.
واتخذت قرارًا بوضع جدول نوم منتظم، وتقليل الوقت أمام الشاشة، واتبعت تقنية “بومودورو” لتنظيم وقتي ومع المواظبة على بعض المشروبات الطبيعية مثل شاي النعناع والزنجبيل، بدأت ألاحظ تحسنًا كبيرًا ولم يكن الحل سحريًا، لكنه تدريجي وفعّال واليوم، أشعر بأنني أقرب إلى ذهني من أي وقت مضى!
وهكذا يتضح لنا أن الشرود الذهني ليس فراغًا مؤقتًا في التفكير، بل رسالة خفية من العقل يطلب فيها الراحة، أو النظام، أو حتى التغيير وفي زمنٍ تكثر فيه المشتتات وتزداد فيه الضغوط، يصبح الحفاظ على التركيز مهارة ثمينة لا تقل أهمية عن أي إنجاز آخر ومن يفهم أسبابه ويتعامل معها بوعي، يمتلك مفتاح السيطرة على ذهنه، ويصنع من انتباهه قوة تدفعه نحو النجاح.