
تجربتي مع خيوط شد الوجه
البحث عن بشرة أكثر شبابًا ونضارة هو رحلة تخوضها الكثيرات منا. ومع التقدم في العمر، تبدأ التجاعيد والخطوط الدقيقة بالظهور، مما يدفعنا لاستكشاف أحدث طرق التجميل المتاحة. يُعد شد الوجه بالخيوط واحدًا من هذه التقنيات المبتكرة التي اكتسبت شعبية كبيرة كوسيلة فعالة للتخلص من التجاعيد ومنح الوجه مظهرًا مشدودًا وحيويًا. انطلاقًا من اهتمامي الشخصي ورغبتي في استعادة شباب بشرتي، قررت خوض هذه التجربة. في هذا المقال، أشارككِ تجربتي مع خيوط شد الوجه بكل تفاصيلها، مستعرضةً المزايا التي لمستها، الخطوات التي مررت بها، أنواع الخيوط المتاحة، وحتى العيوب التي لاحظتها، لمساعدتكِ في اتخاذ قرار مستنير.
لماذا اخترت شد الوجه بالخيوط؟ لمحة عن التجربة
قبل حوالي عام، بدأت ألاحظ بوضوح بعض خطوط الوجه والتجاعيد التي لم تكن تزعجني من قبل. بحثت عن حلول غير جراحية تكون آمنة وفعالة، وبرز شد الوجه بالخيوط كخيار واعد. ما شجعني هو فكرة الحصول على نتائج ملحوظة دون الحاجة للخضوع لعملية جراحية كبرى وما يرافقها من تخدير عام وفترة نقاهة طويلة. كانت رغبتي هي شد البشرة واستعادة مظهر أكثر شبابًا بطريقة تبدو طبيعية.
أبرز مزايا شد الوجه بالخيوط من واقع تجربتي
خلال رحلتي وبعد البحث والمقارنة، وجدت أن لشد الوجه بالخيوط مزايا عديدة جعلته خيارًا جذابًا، وأكدت تجربتي الشخصية الكثير منها:
علاج آمن وفعال للتخلص من التجاعيد: لاحظتُ تحسنًا واضحًا في مظهر الخطوط والتجاعيد بعد زوال التورم الأولي. الأصدقاء والمقربون لاحظوا الفرق، مما أكد لي فعالية الإجراء في شد الوجه وإعطاء مظهر أكثر شبابًا.
إمكانية العودة السريعة للحياة الطبيعية: على عكس العمليات الجراحية، استطعت العودة إلى المنزل في نفس اليوم بعد ساعات قليلة من الإجراء. يتم شد الوجه بالخيوط تحت تخدير موضعي، وهو أسهل بكثير من التخدير العام.
انخفاض احتمالية ظهور الندوب: كان هذا أحد أكبر مخاوفي، ولكن الإجراء يعتمد على إبر دقيقة جدًا، مما يجعل احتمالية ترك ندوب واضحة شبه معدومة، وهذا ما حدث معي ومع صديقتي التي خاضت التجربة أيضًا.
إجراء سريع وغير مؤلم نسبيًا: استغرق الإجراء الفعلي وقتًا قصيرًا (عادةً أقل من ساعة لإدخال الخيوط نفسها، وقد تصل الجلسة كاملة مع التحضير لـ 2-4 ساعات كحد أقصى حسب المناطق). بفضل التخدير الموضعي، كان الألم شبه معدوم أثناء الإجراء، واقتصر الانزعاج بعد زوال التخدير على ألم خفيف واحمرار مؤقت في مكان إدخال الخيوط.
كيف تتم طريقة شد الوجه بالخيوط؟
بناءً على تجربتي مع خيوط شد الوجه وما شرحه لي الطبيب، يمكن تلخيص خطوات الإجراء الأساسية كالتالي:
التحضير: سيُطلب منكِ الاستلقاء بشكل مريح في غرفة العلاج المعقمة.
التخدير: يقوم الطبيب بتطبيق كريم مخدر أو حقن تخدير موضعي على المناطق المستهدفة لضمان عدم الشعور بأي ألم أثناء إدخال الخيوط.
إدخال الخيوط: باستخدام إبر رفيعة جدًا أو قنيات دقيقة (Cannulas)، يقوم الطبيب بإدخال الخيوط المُختارة تحت الجلد في مسارات محددة مسبقًا لرفع وشد الأنسجة المترهلة. تستغرق هذه الخطوة عادةً بين 30 إلى 45 دقيقة.
الشد والتثبيت: بعد إدخال الخيط، يقوم الطبيب بشد الجلد بلطف وتثبيت الخيط في مكانه.
الإنهاء: يتم قص الأطراف الزائدة من الخيط وإخفاؤها تمامًا تحت سطح الجلد.
ملاحظة هامة: قد تختلف تفاصيل الخطوات قليلاً بناءً على نوع الخيوط المستخدمة والمنطقة المُراد علاجها (مثل الخدين، خط الفك، الحاجبين، الرقبة).
أنواع خيوط شد الوجه المستخدمة: ماذا وجدت في بحثي؟
قبل الإجراء، حرصت على فهم أنواع خيوط شد الوجه المختلفة والمواد المصنوعة منها. إليكِ أبرز ما توصلت إليه:
المواد الأساسية للخيوط:
(PDO – خيوط البولي دايوكسانون): هي الأكثر شيوعًا وتُعتبر آمنة جدًا لأنها قابلة للذوبان والتحلل الحيوي بالكامل. تحفز إنتاج الكولاجين وتدوم نتائجها عادةً حوالي 6 إلى 8 أشهر، وقد يمتد تأثير تحفيز الكولاجين لفترة أطول.
(PCL – خيوط بولي كابرولاكتون): هذه الخيوط أيضًا قابلة للتحلل ولكنها تدوم لفترة أطول، حيث تحفز إنتاج الكولاجين بشكل مستمر. يبدأ تأثيرها بالظهور بعد أسابيع وتستمر نتائجها لمدة قد تصل إلى 2-4 سنوات.
(PLLA – خيوط حمض البولي لاكتيك): تعتمد على حمض اللاكتيك، وهي معروفة بقدرتها على تحفيز إنتاج الكولاجين بقوة واستعادة حجم الوجه المفقود بالإضافة إلى الشد. تدوم نتائجها لفترة طويلة قد تتجاوز العامين.
أنواع تصميم الخيوط (بناءً على الشكل والوظيفة):
خيوط المونو (Mono Threads): خيوط ناعمة وملساء، تُستخدم بشكل أساسي لتحفيز الكولاجين وتحسين ملمس البشرة وشدها بشكل خفيف. تناسب مناطق مثل الرقبة والتجاعيد تحت العين. تحقق نتائج سريعة نسبيًا وهي شائعة جدًا.
الخيوط المعقودة/الملتوية (Screw/Tornado Threads): غالبًا ما تكون خيطًا واحدًا أو اثنين ملتفين حول الإبرة، مما يساعد على إضافة بعض الحجم للمنطقة المعالجة بالإضافة إلى الشد. تُستخدم أحيانًا حول الشفاه أو في ثنيات الأنف.
خيوط الكوج/الشائكة (Cog Threads): تحتوي هذه الخيوط على نتوءات أو أشواك دقيقة تتشبث بالأنسجة تحت الجلد، مما يوفر رفعًا وشدًا أقوى وفوريًا للأنسجة المترهلة. تُستخدم لرفع الحاجبين، وشد الخدود، وتحديد خط الفك. نتائجها سريعة وملحوظة ولكنها قد لا تدوم بنفس طول فترة PCL أو PLLA.
عيوب شد الوجه بالخيوط من تجربتي وبحثي
على الرغم من الرضا العام عن تجربتي مع خيوط شد الوجه، من المهم أن نكون واقعيين. هناك بعض العيوب والنقاط التي يجب أخذها في الاعتبار:
غير مناسب لجميع الحالات: هذا الإجراء هو الأنسب لحالات الترهل الخفيف إلى المتوسط. الأشخاص الذين يعانون من ارتخاء شديد في جلد الوجه قد يحتاجون إلى شد الوجه الجراحي لتحقيق النتائج المرجوة.
نتائج غير دائمة: كما ذكرت، نتائج شد الوجه بالخيوط مؤقتة. بعد حوالي عام من الإجراء، بدأت ألاحظ تراجعًا تدريجيًا في النتائج مقارنة بما كانت عليه في الأشهر الأولى. يتطلب الأمر تكرار الإجراء للحفاظ على النتيجة.
احتمالية الآثار الجانبية: شخصيًا، عانيت فقط من تورم واحمرار خفيف وزال بسرعة. ولكن من خلال بحثي، وجدت أن هناك آثارًا جانبية محتملة أخرى (وإن كانت نادرة مع طبيب خبير) مثل:
ألم أو انزعاج يستمر لفترة.
كدمات.
احتمالية حدوث عدوى.
ظهور الخيوط أو تحركها من مكانها (نادر).
التهاب أو تحسس من مادة الخيوط.
نزيف طفيف وتجمع دموي (ورم دموي).
التكلفة المرتفعة نسبيًا: على الرغم من أن تكلفة شد الوجه بالخيوط أقل بكثير من الجراحة، إلا أنها لا تزال استثمارًا ماليًا، خاصة مع الحاجة لتكرار الإجراء للحفاظ على النتائج.
من هو المرشح المثالي لشد الوجه بالخيوط؟
بشكل عام، يعتبر شد الوجه بالخيوط خيارًا جيدًا للأشخاص الذين:
يعانون من علامات ترهل خفيفة إلى متوسطة في الوجه والرقبة.
يرغبون في تحسين مظهر التجاعيد والخطوط الدقيقة.
يبحثون عن بديل غير جراحي لشد الوجه.
يتمتعون بصحة جيدة وتوقعات واقعية بشأن النتائج.
النتائج المتوقعة ومدة استمرارها
يمكن ملاحظة بعض الشد مباشرة بعد الإجراء بسبب الرفع الميكانيكي للخيوط. تتحسن النتائج تدريجيًا خلال الأسابيع والأشهر التالية مع تحفيز إنتاج الكولاجين الجديد. تعتمد مدة استمرار النتائج على نوع الخيوط المستخدمة، عمر المريض، حالة بشرته، وأسلوب حياته، وتتراوح بشكل عام بين 6 أشهر إلى سنتين أو أكثر في بعض الحالات (خاصة مع خيوط PCL و PLLA).
كانت تجربتي مع خيوط شد الوجه إيجابية بشكل عام. لقد منحتني تحسنًا ملحوظًا في مظهر بشرتي وعززت ثقتي بنفسي دون الحاجة للخضوع لمشرط الجراح. إنه بالفعل علاج فعال للتجاعيد والترهل البسيط. ومع ذلك، أتمنى لو كانت نتائجه تدوم لفترة أطول كما في العمليات الجراحية. أوصي به بشدة لمن يبحث عن حل غير جراحي وسريع نسبيًا، ولكن مع فهم واضح لطبيعة النتائج المؤقتة والحاجة المحتملة لتكرار الإجراء. الأهم هو اختيار طبيب جلدية أو تجميل مؤهل وذي خبرة لضمان أفضل النتائج وتقليل أي مخاطر محتملة.